مزارعات الزعفران الأحمر المغربي من فقيرات إلى رائدات أعمال… المغرب الرابع عالمياً في إنتاج “أغلى التوابل في العالم”

النشرة الدولية –

من قرويات مهمشات حُرمن من حقهنّ في التعليم إلى رائدات أعمال، يُسوقن الزعفران الأحمر أو ما بات يُعرف بـ “الذهب الأحمر” في مختلف دول العالم، من بينهنّ مَن تعرضت لتهديد بالقتل لأنها اختارت اقتحام مجال ذكوري، ووضع حد لجشع الوسطاء، “اندبندنت عربية” تُقربكم من قصص نجاح مزارعات الزعفران الأحمر بالمغرب “أغلى التوابل في العالم” وكيف تحولن من فقيرات إلى رائدات أعمال.

تقول صفية أمنواطراس الملقبة بـ “مينة”، صاحبة التعاونية النسوية “زعفران تازناخت الكبرى”، “في البداية كان من الصعب أن تقتحم المرأة هذا المجال وتبيع سلعتها، على الرغم من أنها تتكفل بزراعة الزعفران وجنيِه وبجميع مراحل إنتاجه، لكنها لم تكن تستفيد من الربح وكانت في الظل”. وتضيف أمنواطراس في حديثها إلى “اندبندنت عربية”، “قبل ست سنوات، حصلت القرويات في المغرب على فرص الاستفادة من التكوين في الجمعيات والتعاونيات، وأن يؤسسن مشروعاً خاصاً بهنّ”.

وتمضي قائلةً “ولأننا نحن كنساء مَن ننتج الزعفران، أكدنا حقنا في السنوات الأخيرة في تسويقه والاستفادة من أرباحه في بلدان عدة”.

وتتابع في السياق ذاته، “عندما أسافر إلى الخارج لتسويق منتوجي، أشعر بأن لي قيمة كبيرة”.

جدير بالذكر أن صفية أمنواطراس ليست متعلمة، لكن إنشاء مشروع إنتاج الزعفران منحها معارف جديدة. وتقول في هذا الصدد، “عندما أنشأت مشروعي استفدت من الدورات التدريبية التي جعلتني أتطور كامرأة تتحدّر من الريف، وأصبحت مستقلة ولم يعد أي شخص بمقدوره أن يُمارس عليّ سلطته، وأصبحت مسؤولة عن نساء أخريات عاملات معي”. كما تزيد أنه “من التحديات التي نواجهها كنساء في المنطقة، الهيمنة الذكورية، وتنشئتنا الاجتماعية على أننا لا يُمكن أن نصل إلى مرتبة الرجل حتى وإن كنّ نعمل أكثر منه”.

وتذكر أمنواطراس “كنت في البداية خائفة من مواجهة الزبائن، وتسويق الزعفران، لكن نجحت حالياً في التغلب على كل التحديات، مع نجاح كبير. أنا اليوم امرأة لا تعتمد على زوجها أو والدها بل على ذاتها”.

وبحسب وزارة الفلاحة المغربية يتجاوز إجمالي إنتاج الزعفران 6.8 طن عام 2018 في حين تجاوزت المساحة المزروعة 1800 هكتار.

وتروي مينة “قبل سنوات كنا نستعمل الزعفران فقط في الطبخ، ولم يكن لدينا علم أنه من أغلى التوابل في العالم، وبعدما سافرت خارج المغرب وحضرت لقاءات، أدركتُ حينها أنه الذهب المحلي في منطقتنا”.

وتتابع في هذا الصدد، “إنتاج الزعفران كان وسيلتنا لمعرفة ثقافات أخرى، كما أن نساء القرية اللواتي يعملن معي أصبحن يمولن دراسة أبنائهنّ، وأصبحت لديهنّ طموحات بأن ينجحن ويحققن ذواتهنّ بخلاف حياتهنّ في السابق”.

تقول رشيدة باها، رئيسة “تعاونية تمغارت الفلاحية” في بلدة تالوين جنوب المغرب من جهتها، “أسست أول تعاونية في المنطقة، في البداية لم أحصل على دعم مادي، لكن في وقت وجيز حققت نجاحاً كبيراً”.

تُعد بلدة تالوين، في نواحي مدينة تارودانت، المصدر الرئيسي للزعفران. وتضيف رشيدة في حديثها إلى “اندبندنت عربية”، “تغيرت حياة النساء اللواتي يعملن في الزعفران، وحالياً أعمل على مساعدتهنّ على خلق تعاونيات صغيرة في قريتهنّ”.

تضيف “كان من الصعب أن أخلق مشروع للزعفران في المنطقة. ومن أبرز التحديات التي واجهتني، أنني كنت المرأة الوحيدة التي أنشأت مشروعاً في القرية، لم يتقبلوني بسبب العقلية الذكورية وتعرضت لمضايقات عدة، مع تهديد بالقتل، لأن الوسطاء كانوا يستغلون عدم وعي الأهالي بقيمة الزعفران، ويشترونه منهم بثمن بخس جداً. عملت جاهدة خلال تأسيسي مشروعي لأوضح لأهالي القرية وبخاصة النساء ثمن ما ينتجونه بأناملهم وقيمته”.

وتطمح رشيد باها في توسيع مشروعها ليشمل أعشاباً مغربية أخرى، وأن تُشغّل عدداً كبيراً من نساء القرى في جنوب البلاد.

وتُعدّ إيران أول منتج في العالم للزعفران الأحمر، والمغرب رابعاً بعد الهند واليونان بحسب معطيات نشرها المعهد الوطني الفرنسي لمنتجات الزراعة والبحر “فرانس أكري مير”.

يُشار إلى أن ثمن الزعفران الحاصل على شهادة الجودة يقارب 3 يورو للغرام الواحد (4 دولار اميركي تقريباً)، ويتركز إنتاجه المغربي بنسبة 90 في المئة في بلدتَي تالوين وتازناخت.

نقلاً عن اندبندنت عربية

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button