هؤلاء الأبطال الجدد في عالم الوهم والوهن ..!!* صالح الراشد
النشرة الدولية –
تغير العالم وأصبح يختلف عن العصور السابقة، فلكل زمان دولة ورجال وهذا زمان فيه العجب العجاب من الرجال، ففي سابق العصر والأوان كان أكمل الرجال أشجعهم وأكثرهم مروءة وكرماً وفكراً، بل كانت العرب تقطع المسافات البعيدة حتى تجلس مع مفكر أو عالم، فيما اليوم يبحثون عن المهرجين على وسائل التواصل الإجتماعي إسماً ووسائل التواصل الإقتلاعي فكراً ونهجاً وطريقاً، كونها تقتلع الفكر والثقافات من جذورها وتجعل المجتمع يصفق للأبطال الجدد الذين يرتعبون عند رؤية فأر أو قط، ويغمى عليهم عند مشاهدة لون الدم، فهم أبطال من وهم وورق لكنهم مقربون من ناقصي الفكر المجتمعي السليم.
فالابطال الجدد ليسوا بنجوم في لعبة كرة القدم أو من المطربين أصحاب الأصوات الجميلة أو الفنانات الفاتنات أو قادة الجيوش وقادة الدول، فأصبح أبطال اليوم مجموعات متنوعة من أصحاب الفكر الضيق لكنهم قادرين على التعامل بحرفية مع التكنولوجيا، فمنهم من يرتدون الأديان كغطاء لجمع المعجبين، فيفتون كما يطيب للمشاهدين ويقدمون أنفسهم بطرق أنيقة من ملابس جميلة وكلام أنيق، فيما الفعل كما قالت العجائز ” النص نص حكماء والفعل فعل شياطين”، ومنهم من يبعون مواقفهم لمن يدفع أكثر وأصبحت فتواهم تتغير مع الثوب الذين يرتدون وتسير في نهج الحاكم، فضلوا وأضلوا.
ليس هؤلاء فقط هم الأبطال الجدد، فقد ظهر لدينا مهرجون في عالم السياسة يحولون مصائب الأمة إلى مجموعة من المقاطع المضحكة المؤلمة بغية إيصال رسالتهم، فتضيع الرسالة بين الهرج والمرج والضحك على سخفهم، فيما يذهب آخرون إلى المغالاة في الكذب فيزورون الحقائق بغية إستقطاب معارضي من ينتقدون، وهناك نوع جديد تقشعر منه الابدان يقوم بالشتم والسب بأقبح الطرق بغية الوصول إلى أكبر شريحة ممكنه، لكن أسوئهم على الإطلاق الذين يشتمون ويهينون بلدهم من أجل الدولار واليورو والريال، فَيَستعدون من يدفعلهم المال على شعبهم وموطنهم، والغريب ان هذه الفئة تتزايد من يوم لآخر كون أجرة الرق والعبودية والخسة والنذالة تكون مرتفعة.
وفي كل يوم يتطور الحال حتى أصبحنا في مرحلة ” لكل زمان دولة ونساء”، بعد أن شقت العديد من النساء طريقهن في العالم الإفتراضي بفضل تنظيم الموائد ونوعية الطبخ، أو إستعراض جمالهن الأخآذ وإبراز جزء كبير من مفاتنهن لإستقطاب المراهقين من شباب وكهول، وخرجت نوعية تقوم بمعارضة الشعب في كل ما يقوم به، معتبرات أنفسهم “كلاس” من طبقات راقية مخملية تختلف عن الشعب ولديها من الفهم والمعرفة ما يفوق الآخرين،والغاية هنا كسب رضا الحكومات والحصول على المناصب أو البقاء في موقع الأمَةَ المُقربة من مركز صنع القرار.
إن هؤلاء الأبطال سريعوا العطب والسقوط كونهم أبطال من ورق لا يمتون للحقيقة بصلة، بل هم وهميون كفعلهم الوهمي، لنجد أن هؤلاء عبء على المجتمعات الباحثة عن النهضة، كون هذه النوعية يعتبرون أنفسهم قد إمتلكوا مفاتيح المعرفة في شتى المواضيع، لأعود وأقول إنهم ضلوا ويُضلوا وسيستمرون في الضلال والتطبيل والتهليل حتى يسقطوا المجتمع، لذا فيجب علينا أن نقف مع البطل الحقيقي في المجتمع المتثمل بكل من يقوم بالبناء والحماية وتطوير الفكر والنهج، مستمدين موقفنا من قول الله تعالي عز وجل ” قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب” صدق الله العظيم.