ملك العهدة الهاشمية قنديل القدس وسراج أزقتها* صالح الراشد

النشرة الدولية –

حمل هَمَ القدس ووقف إلى جانبها، فهو وريت العهدة الهاشمية وحافظ العهد والأمانة، فلم يدع موقعاً إلا وذاد منه عن مدينة السلام ورفض أن تكون بيد الصهاينة، ومنح الأماكن المقدسة أولوية قصوى جعلت الصهاينة يبحثون عن طرق شتى لسرقة الوصاية الهاشمية كما هي عادتهم وديدنهم،  بل ذهب أبعد من ذلك فأسقط صفقة القرن التي انحنت لها الرقاب إلأ رقبة الأعزاء من الرجال، الذين يعلمون معنى الوطن وقيمة فلسطين للأمة، فكان السند في عصر عزت فيه العزوة، وصمد كبطل محارب في عهد تقلصت فيه الرجال، وكان الحصن الأخير في وقت تحطمت جدران الأمة بسبب الرعب والخوف من كيان غاصب والبحث عن الذات.

 

فارس بني هاشم ملك الاردن وعراب نهضته وشموخه عبدالله الثاني بن الحسين لم يهادن ولم يعطي الدنية في دينه ووطنه، فكان آخر رموز البطولة في هذا العصر المليء بالخيانات والغدر، وكان صاحب المواقف التي لا تلين في زمان أصبحت المواقف تُباع وتُشترى،  ليصبح الركن الذي يلتف حوله شرفاء الأمة والرمز الذي يسعون إلى التشبه به، ففي عصر القوة وإستعراضها لم يتراجع فرفض جميع الصفقات التي لا تعطي القدس والفلسطينين حقهم ليكون هو الحامي الأخير بعد الله لقدس الاقداس.

 

لقد أقام الاردن سلام حدود مع الكيان الصهيوني لكن دون تطبيع، فالأبواب الأردنية موصدة أمام الصهاينة فرفضها أعضاء النقابات والنواب والشعب ليكون سلام لوقف الحرب وليس لبناء العلاقات الممتدة والمتجذرة، بل شكل الأردنيون العديد من اللجان التي ترفض التعامل مع الصهاينة ووصف التطبيع بأنه جريمة مجتمعية يحاسب المجتمع الأردني كل من يقوم بها، لياتي السلام الحدودي لفتح الباب أمام الفلسطينين لحياة أفضل ولتعزيز سيطرة الأردن على رعاية الأماكن المقدسة.

 

 

وكعادته وقف عبدالله الثاني بن الحسين كالطود في وجه صفقة القرن وضم غور الأردن، وكان ابو الحسين السند الدائم الذي تستمد منه السلطة الفلسطينية صلابة مواقفها، ليكون الرفض المزدوج لجميع القرارات التي تحاول تقليص فلسطين، وظن البعض أن اليوم قد حان لتغييرالواقع الفلسطيني والحدودي، فتداعوا إلى قصعة فلسطين كما تتداعى الأمم على العرب لنهب خيراتهم وسرقة القدس، لكنهم فشلوا حيث بقى الملك السيف الوحيد الذي يذود عن حصن القدس، ليكون قنديل القدس وسراج أزقتها  ليهتدي به الرجال الرجال أصحاب القيم والمباديء الباحثين عن عز الدنيا والآخرة.

 

لقد أسقط صاحب العهدة الهاشمية  مؤامرات الأعداء ومن يدعون بأنهم اصدقاء، فارتقى بفكره ومكانته حتى غدا المنارة التي يقصدها كل باحث عن الحق والعدل، فمنح شعبه حرية الراي والفكر والتعبير في رفض السلام والتطبيع، فهو أعلم الناس بمصالح شعبه فيعمل على تعزيزها، لذا سيبقى الأردن السند والحصن الحصين للقدس ولفلسطين ولن يجرؤ الباحثون عن رضا الصهاينة على سلب دور الأردن وفيه ملك لا يُظلم عنده أحد وقائد يتقدم جيشه صوب الصعاب، فهذا ملكنا وبه نفتخر ونعتز.

زر الذهاب إلى الأعلى