الإمارات: التوقيع الرسمي على إتفاق التطبيع الإماراتي-الإسرائيل الأسبوع القادم بواشنطن

قال رئيس لجنة الدفاع والعلاقات الخارجية الإماراتية، علي النعيمي، في مقابلة مطولة نشرها موقع “يديعوت أحرونوت”، اليوم الثلاثاء، إنّ “اليوم الذي سيزور فيه ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد إسرائيل، ليس بعيداً”، مرجحاً في الوقت نفسه أن يتم توقيع اتفاق إشهار التحالف بين الإمارات ودولة الاحتلال الإسرائيلي، خلال الشهر الحالي، ومن ثم، على أثر ذلك مباشرة، ستنظم رحلات مباشرة بين الجانبين.

وجاءت تصريحات النعيمي بعد أن كانت وكالة “رويترز”، أفادت، أمس الإثنين، نقلاً عن مصادر مختلفة، بأنّ وفداً إماراتياً سيصل إلى إسرائيل في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها في 22 من الشهر الحالي، فيما رفضت إسرائيل التعقيب على التقرير المذكور.

ونقل موقع “يديعوت أحرونوت” عن النعيمي، “أنّ اليوم الذي سيزور فيه بن زايد إسرائيل، ليس بعيداً”، مرجحاً أن تبطل إسرائيل معارضتها لبيع مقاتلات “إف 35” للإمارات.

من جهة ثانية، اتّهم النعيمي القيادة الفلسطينية بأنها “عالقة في الماضي”، مستخدماً، بحسب الموقع العبري، صياغات وتعابير مثل “سلام دافئ سيصمد حتى في حال اندلاع أزمات مثل حرب في قطاع غزة”.

وبحسب الموقع الذي وصف النعيمي بأنه على رأس مركز لمكافحة التطرف والإرهاب، فإنّ المسؤول الإماراتي حث (وربما ناشد) الإسرائيليين على عدم مقاربة اتفاق السلام مع الإمارات بالاتفاقيات مع مصر والأردن، قائلاً: “إننا ننتظر مراسيم التوقيع، وبعد ذلك ستبدأ الرحلات المباشرة، وسترون تقدماً سريعاً جداً. لا تقارنوا بين الأمور (الاتفاقيات)، هذا مختلف كلياً 100% لأنّ لدينا قيادة ديناميكية لها قلب وعقل منفتحان. لقد حدثت أمور كثيرة جداً وستحدث أمور أخرى”.

ووفق النعيمي: “فإن الموعد الذي سيوقع فيه اتفاق السلام لم يحدد نهائياً بعد”، لكنه أكد أنه “في سبتمبر/ أيلول الحالي في البيت الأبيض، وبمشاركة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، والرئيس الأميركي دونالد ترامب، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد”.

ودعا النعيمي زعماء عرباً آخرين للانضمام لحفل إشهار الاتفاق، قائلاً: “لسنا واثقين ممّا إذا كانت دول أخرى ستشارك في المراسم. الأميركيون يعملون على ذلك، نأمل بأن يحضر أكبر عدد من الزعماء العرب، هذه فرصة لا يجوز تفويتها”.

ولفت النعيمي للموقع الإسرائيلي، إلى توقيع “اتفاق سلام، وإلى جانب ذلك سيتم توقيع سلسلة من الاتفاقيات بين الدولتين في مجالات كثيرة. نريد نقل رسالة، هذه ليست صفقة سياسية أو دبلوماسية، وإنما صفقة شاملة، نريد أن نمسك بالفرصة”.

ورداً على السؤالَين: فيمَ يفكر الإماراتيون؟ وما موقفهم من هذا الاتفاق؟ قال النعيمي: “يجب أن نميز بين الأجيال. الجيل الجديد يتوق لعلاقات جديدة مع إسرائيل، لا توجد عندهم عقبات أو حواجز كالتي سادت عند الجيل الأول. يوجد لقيادتنا رصيد ناجح جداً. ما يعدون به- يتحقق”.

وزعم: “نعم، لا نرى أي مشكلة لدى الرأي العام، على العكس فهم يؤيدون ذلك، بل إنه حتى الـ400 ألف فلسطيني الذين يقيمون في الإمارات يؤيدون ذلك. فهم يرون الفرص المتاحة وقد ملّوا من القيادة الفلسطينية”.

وهاجم المسؤول الإماراتي في السياق القيادة الفلسطينية، مدعياً أنه “يجب الحديث مع الشعب الفلسطيني، القيادة تحاول استغلال الماضي بشكل سيئ- وهي عالقة في الماضي. نحن نريد أن يرى الشعب الفلسطيني الأمل في المستقبل، وأن نبني مستقبلاً يقوم على الثقة بينهم وبين الإسرائيليين”.

وعن فرض السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة ومشروع الضم، قال المسؤول الإماراتي إنه “عندما كانت هناك مفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين دار الحديث عن الموضوع ووافقوا على تبادل أراضٍ. نحن لا نستطيع التفاوض باسم الفلسطينيين، ولكن ممنوع أن يفوتوا الفرصة. عليهم أن يتحدوا الآن مع الإسرائيليين وسندعمهم في ذاك – نريد حلاً للطرفين”.

وأعلن النعيمي أنه التقى بإسرائيليين كثر، وأنه “يحلم” بزيارة إسرائيل والصلاة في المسجد الأقصى، مضيفاً أنّ “الإسرائيليين يرون دائماً التهديد من الطرف العربي وهذه المرة الأولى التي يرون فيها الأمل يأتي من الإمارات”.

واستطرد قائلاً: “عندما أتحدث عن سلام فإنني أؤكد دائماً أنه ليس فقط تطبيعاً، وإنما نحن نتحدث عن سلام التعايش. هذا يعني أن جذور اليهود هي هنا في المنطقة، وعلينا أن ندفع قدماً برواية جديدة تجلب أناساً من كل أنحاء المنطقة سوية وبناء الجسور”.

وأردف: “إسرائيل هي جزء من الشرق الأوسط، ليس فقط الحكومات وإنما الشعب أيضاً، إسرائيل هي جزء من المنطقة وهوية الإسرائيليين تنتمي إلى هذه المنطقة”.

وأقرّ النعيمي بأنه حتى في حال نشوب توتر أمني مثل حرب على غزة، فإن ذلك “لن يؤثر على العلاقة الاستراتيجية بين الدولتين”، مضيفاً أنّ “العلاقات بيننا هي بشرى يزفها الموقعون، وعندما يتعلق الأمر بالسياسة ستكون قضايا لا نتفق بشأنها، لكن لا ينبغي أن تؤثر على العلاقات السياسية، هناك مجالات لا نتفق فيها مع أصدقائنا الأميركيين أيضاً”.

ورداً على مسألة ربط الاتفاق بتزويد الإمارات بمقاتلات “إف 35″، قال المسؤول الإماراتي: “بصراحة هذا ليس جزءاً من الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل. بالنسبة لشراء سلاح من الولايات المتحدة – فالأمر يختلف، فلكم تاريخ مغاير وأنا واثق أن القيادة الإسرائيلية سترى في نهاية المطاف بالإمارات قيمة إضافية لأمن الشرق الأوسط برمته. لقد شاهدوا المساهمة الإماراتية في مجال المعلومات الاستخباراتية التي تمس بمنظمات إرهابية وتدفع نحو التعايش”.

وأعرب عن اعتقاده بأنّ “إسرائيل ستؤيّد في نهاية المطاف بيع الطائرات للإمارات. هناك حاجة لمزيد من الوقت كي يفهم كل طرف الآخر وأن يبني جسور الثقة.  لذلك أنا واثق أنّ حتى الإسرائيليين سيدركون في نهاية المطاف ما يفعله الإماراتيون، وسيؤيدون بيع هذه الطائرة للإمارات”، على حد قوله.

نقلا عن العربي الجديد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى