تحليل: السعودية وافقت ضمنا على الاتفاق البحريني الإسرائيلي… “التأييد الصامت” و”التطبيع البديل”

النشرة الدولية –

اعتبرت وكالة، فرانس برس، في تحليل لها حول تطبيع البحرين علاقاتها مع إسرائيل، أن هذه الخطوة “ما كانت لتحدث لولا حصول المنامة على الضوء الأخضر” من الرياض، وقال مراقبون إنها تأتي في إطار “التطبيع البديل” للسعودية مع إسرائيل.

وكانت، البحرين، الدولة الخليجية الثانية التي تعلن عن توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل، بعد الإمارات، التي بادرت بهذه الخطوة برعاية الولايات المتحدة، الشهر الماضي.

ومن المزمع أن توقع المنامة الاتفاق في البيت الأبيض، بجانب الإمارات، الثلاثاء المقبل، حيث سيمثل البحرين، وزير الخارجية، عبداللطيف الزياني، بينما سيوقعه من الجانب الإسرائيلي، رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو.

وقالت، فرانس برس، إن  الخطوة الأخيرة للبحرين “سلطت الضوء على الدور المحتمل للرياض في إتمامها، رغم رفضها هي أن تبادر بذلك، واستبعدت الوكالة حدوث “هذا التطبيع البحريني، من دون التأييد الصامت للرياض، التي تتمتع بنفوذ كبير على المنامة”.

ويذكـِّر التقرير بموقف الرياض في عام 2018، عندما تعهدت بتقديم 10 مليارات دولار للمنامة خلال أزمتها المالية، وكذلك في عام 2010 عندما أرسلت قوات عسكرية لدعم الأسرة الحاكمة في أعقاب انتفاضة الربيع العربي.

مارك شناير، الحاخام الأميركي، الذي يعمل مستشارا لملك البحرين، قال لفرانس برس “أثق في أن مملكة البحرين تشاورت مع السعوديين بشأن هذا القرار احتراما لهم… لقد أظهرت احتراما كبيرا للموقف السعودي طوال هذه العملية”.

لكن التقرير يستبعد أن تبرم الرياض اتفاقلا مماثلا مع إسرائيل على الفور، لأن القيام بذلك “دون حل للقضية الفلسطينية سيعتبر خيانة للقضية ويضر بصورتها باعتبارها زعيمة للعالم الإسلامي”.

ويقول محللون إن الرياض “لا تشعر بالحاجة الملحة لذلك بعد أن أقامت علاقات سرية مع إسرائيل، تعتبرها حصنا ضد خصمها الإقليمي، إيران، رغم أنها أعربت عن دعمها الثابت لدولة فلسطينية مستقلة”.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، وافقت المملكة على السماح بعبور رحلات جوية إسرائيلية فوق أراضيها، “في إشارة ملموسة أخرى على تعاون السعودية مع إسرائيل”.

وقال رايان بوهل، من مؤسسة ستراتفور للأبحاث الجيوسياسية الأميركية، لوكالة فرانس برس، إن “هذا ما يمكن تسميته التطبيع البديل”. وأضاف “على الرغم من أن السعودية ستظل أبطأ على هذا المسار، إلا أن من الواضح أنها منفتحة على التطبيع وستستكشف تطور العلاقات من خلال علاقات عامة غير مباشرة على الأرجح”.

ورغم هذا الموقف العلني للسعودية إزاء ملف التطبيع، قامت وسائل الإعلام السعودية الموالية للحكومة بشكل متكرر بـ”اختبار” رد فعل الرأي العام، من خلال نشر تقارير تدعو إلى توثيق العلاقات مع إسرائيل.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أثار خطيب مكة، عبد الرحمن السديس، عاصفة من ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي، عندما تحدث عن تواصل، النبي محمد، مع أتباع الديانات الأخرى، وخاصة اليهود. وفسر كثيرون الخطبة على أنها دعوة لتطبيع العلاقات.

وقال، بوهل، إن الرياض ستقوم الفترة المقبلة “باستكشاف العلاقات غير المباشرة مع إسرائيل حتى يكون الرأي العام السعودي أفضل استعدادا لتغيير استراتيجي أعمق”.

وستراقب المملكة عن كثب رد فعل الرأي العام في البحرين، فهي بحسب، كريستين ديوان، من معهد دول الخليج العربية في واشنطن، “كثيرا ما تستخدمها ساحة اختبار لسياساتها المستقبلية”.

لكن، الباحثة، ترى أن حسابات السعودية، رغم ذلك، ستكون مختلفة بشأن التطبيع، عن “دولة خليجية صغيرة ساحلية بلا ثقل ديني ومسؤولية بحجم مسؤولية السعودية”.

زر الذهاب إلى الأعلى