وبعد عدة محاولات استقريتُ مع المصوّر على هذه الصورة* منى جوخدار
النشرة الدولية –
في كلّ مرّة كان يوجهّني ويقول لي ابتسمي… أسمع الكلمة وأبتسم لكن الصورة كانت تظهر عابسة !… فقلت له مهلاً عليي سوف أحاول أن أفرد جبيني كي تبدو الصورة فيها شئ من الهدوء والسكينة…
نعم يا سادتي لقد أضعْنا وتُهْنا أو ربما لم نعد نعرفُ كيف نضحك، كيف نبتسم … وأضحى النّاظرُ إلينا يرى صراعات ذاتية داخل خوالجنا وكأننا في حرب مع ذاتنا… فمن لا يعرف الغشّ ينضح بما في داخله كالإناء الشفاف…
نعم يا سادتي… لقد سلبوا منا شكل الابتسامة من الداخل، من صميم القلْب… فالمرارة التي عايشنها على مدى اربعين عاماً حوّلت طفولتنا إلى شباب بائس… عابس في وجه الحياة، وإن حاول الإبتسام ترى وجنتيه في صراع ما بين الضحكة والتكشيرة… ترى عينيه منزويتين لا تعترف بذاك الألق الطفولي الضاحك ببراءة الأطفال… أما الجبين فحدّث ولا حرج… جبين مقطب عبوس
لا يستطيع أن ينفرد أبدا سوى بخطوطٍ تجعله وكأنّ السّنوات التي مرّت عليه مضاعفة بعشرة…
نعم يا سادتي… فمن أفلَت من عقابِ الحرب والقصّف والتّهجير والانفجار النووي والحرائق والذّبح على الهوية… وحرب الشّوارع والبهدلة على الطّرقات المسدودةِ والمقطوعة أمامهُ من “قرطة” زعرانٍ أو “شبيحةِ” الزعيم لم يفلَتْ من حرب إقّتصادية مدمرة لأعصابه ولإمكانياته الإقتصادية… حربٌ باردةٌ دون أسلحة وذخيرة لكنها أكّثر فتْكاً يقاومها بلحمه الحي وبأعصاب تكادُ تكون مهترئة…
أو بأحلامٍ مؤجلة أو ملغاة من قاموس مشاريعه فتحقيقها أصبح وهماً…
سلطة أقلُّ ما يُقال فيها فاشلة لا يفْقّه مسؤولوها سوى بالفساد والخضوع والخنوع لتنفيذ أجاندات السفارات… غير مكترثين للنتائج السلبية التي تنعكس على الوطن والمواطن… همهم الوحيد إرضاء من أوصلهم إلى السلطة حيث يغرفون من مالنا ما لذَّ وطاب لهم…
لكن وعداً يا وطني فقد أصبح حلمنا الوحيد أن تستعيد عافيتك حينها نستعيدُ نحن ابتسامتنا…