خمس عشرة دقيقة من القلق القاتل عشتها عقب الانفجار* نوال الأشقر

النشرة الدولية –

نعاني في لبنان من اضطراب ما بعد الصدمة،  في الواقع لقد دمّرت مشهدية تفجير مرفأ بيروت جزءًا لا بأس به من مناعتنا النفسية، خصوصا واننا نعاني أساسا من تداعيات الظروف الإجتماعية والإقتصادية والأمنية والسياسية التي يمر بها لبنان، والتي أضعفت من قدراتنا على تحمّل المزيد من الصدمات. بعد الصدمة وما خلفته من ويلات،  تحتاج الفئة الأكثر تضررًا، والتي فقدت افرادًا من عائلتها لا سيّما النساء، إلى دعم نفسي متخصص، وإلى برنامج متكامل يحدّ من الاثر النفسي لتداعيات الانفجار، من هنا أرى ان هذه الاتفاقية هي في غاية الأهمية في زمننا العصيب، كي يتمكن أهالي الضحايا من تجاوز المحنة ومتابعة حياتهم، والتقليل من الآثار النفسية للصدمة القاسية التي ألمّت بهم.

على الصعيد الشخصي، تداعيات تلك اللحظات المشؤومة من عصر الرابع من آب لا تزال تزلزل كياني. عصف الإنفجار وقوته لا زال يخترق جدار عقلي ، وأسمع صداه المدمّر يزعزع يومياتي، على رغم مرور أكثر من اربعين يوما على التفجير.

صحيح انني لم أُصب بأذى والحمد لله،  ولكن خمس عشرة دقيقة من القلق القاتل عشتها عقب الانفجار، قبل أن أتمكن من الاتصال بأفراد عائلتي والاطمئنان عليهم، بسبب ضغط خطوط الهاتف، لا سيما وأن عملي الاعلامي كان يفترض أن ابقى في العمل واواكب الانفجار.

مما لا شك فيه أنّ دهرا لن يكون قادرا على محو آثار تلك المشهدية المدمرة من حياتنا كأمهات لبنانيات. هذه حالي، علما أنني لم أصب بأي أذى، فكيف حال الأمهات اللبنانيات اللواتي فقدن عزيزا في تفجير بيروت؟ وكيف حال عشرات الاف الجرحى والمنكوبين والمشردين؟

المُصاب جلل، وتأثيره النفسي قاسي جدا. من هنا المرأة ونظرا الى طبيعتها العاطفية ومسؤولياتها تجاه عائلتها أصيبت في الصميم، وهي بأمس الحاجة الى تلك المبادرات القيّمة التي قدمتها مؤسسة انتصار للمرأة اللبنانية مشكورة بالتعاون مع جامعة الروح القدس، والنرغة اللبنانية بأمس الحاجة الى تقديم الرعاية النفسية لها،  لتتمكن من تجاوز الآثار التي خلّفها انفجار بيروت على صحتها النفسية.

صحفية لبنانية

زر الذهاب إلى الأعلى