حالة خطيرة: مرضى كورونا أكثر عرضة لانكماش الرئة
النشرة الدولية –
وجدت دراسة حديثة أن مرضى كورونا معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بانكماش الرئة، مع مكابدة شخص واحد من كل مئة مصاب يدخلون إلى المستشفى، تلك المضاعفات.
تظهر تلك الحالة المعروفة باسم “استرواح الصدر”pneumothorax ، و”الرئة المثقوبة”punctured lung في بعض الأحيان، عندما تتسلل جيوب هوائية إلى الفراغ، أو الحيز، الفاصل بين الرئتين والقفص الصدري، مما يحدث خللاً أساسياً في عملية التنفس. [في شكل طبيعي، يتمدد القفص الصدري إلى الخارج، فيحدث فراغ “يشفط” الرئتين باتجاه القفص الصدري، فتتمددان بسرعة وقوة و”تشفطان” الهواء من الخارج، وهي عملية الشهيق. ويحدث العكس عند الزفير. إنها آلية التنفس الطبيعي]. ومع دخول هواء بين الجدار الداخلي للقفص الصدري والرئتين، تتعطل عملية “شفط” الرئتين وتمددهما، وتضطرب عملية التنفس الطبيعي [لأن الرئتين تبقيان منكمشتين نسبياً].
درس باحثون في جامعة “كامبريدج” البريطانية سجلات طبية خاصة بـ71 مريضاً مصاباً بـ”كوفيد- 19″ في بريطانيا واجهوا انكماشاً في الرئة.
ويضاف إلى ذلك أن تلك الشريحة من المرضى لا يأتي أفرادها من فئات معرضة لخطر الإصابة بانكماش الرئة، كفئتي المصابين بأمراض رئوية خطيرة، والشبان من أصحاب القامة الفارعة.
في النتيجة، خلص العلماء إلى أن كورونا يُحدث تكيسات مرضية داخل الرئتين تكون على الأرجح سبباً في حدوث انكماش الرئة لدى المصابين بالفيروس، مشيرين إلى أنه على الأطباء الذين يعالجون مرضى “كوفيد- 19” التنبه إلى تلك الحالة.
في ذلك الصدد، تطرق إلى تلك النتائج ستيفان مارسينياك من “معهد كامبريدج للبحوث الطبية”، وأحد الباحثين المشاركين في الدراسة، مشيراً إلى أنه “لا بد للأطباء من أن يكونوا متنبهين لاحتمال ظهور ثقب في الرئة لدى مرضى “كوفيد- 19″، حتى لدى المرضى الذين لا يُصنفون عادة بأنهم معرضون لهذا الخطر”.
أضاف، “كثير من الحالات التي أبلغنا عنها اكتشفت عرضياً بمعنى أن الأطباء الذي يتابعون أولئك المرضى لم يشتبهوا في وجود ثقب في الرئة لديهم، وشخصت الحالة من طريق المصادفة”.
تشمل أعراض “استرواح الصدر” ضيقاً في التنفس، وألماً مفاجئاً وحاداً في أحد جانبي الصدر، يظهران خلال الشهيق. في العادة، تشخص هذه الحالة عبر تصوير الصدر بالأشعة السينية أو بالتصوير المقطعي المحوسب، فيما تعالج الحالات الشديدة منها من طريق تصريف الهواء المحبوس باستخدام إبرة خاصة أو عبر إدخال الأنبوب الصدري إلى المساحة [التي تتكون بسبب كورونا] بين الرئتين وجدار الصدر.
وكذلك أظهرت بيانات دخول المستشفى التي درسها الباحثون المأخوذة من 16 مستشفى، أن نحو 1 في المئة من مرضى فيروس كورونا أصيبوا بانكماش الرئة، فيما نجا أقل من ثلثي هؤلاء (تحديداً 63 في المئة).
واستطراداً، بلغ معدل البقاء على قيد الحياة لدى المرضى دون السبعين من العمر نحو 71 في المئة ما يزيد بأشواط، عما يحدث لدى المرضى الكبار في السن.
اللافت، كما أشارت الدراسة، أن الرجال كانوا أكثر عرضة للإصابة بـ”استرواح الصدر” بثلاث مرات بالمقارنة مع النساء. ويضاف إلى ذلك أن المرضى الذين يعانون ارتفاعاً في حموضة الدم، الذي يتسبب به أحياناً الضعف في وظائف الرئة، عانوا مضاعفات صحية أكثر سوءاً.
وفي الصدد نفسه، ذكر الدكتور أنتوني مارتينيلي، وهو طبيب متخصص في أمراض الجهاز التنفسي في “مستشفى أدينبروك” في المملكة المتحدة، والباحث الرئيس في الدراسة، أنه “على الرغم من أن “الرئة المثقوبة” حالة شديدة الخطورة، يميل مرضى “كوفيد- 19” الذين تقل أعمارهم عن 70 عاماً إلى الاستجابة بشكل جيد للعلاج. وفي المقابل، يتعرض المرضى الأكبر سناً، أو أولئك الذين يعانون ارتفاعاً من حموضة الدم، بشكل أكبر لخطر الموت، وقد يحتاجون تالياً إلى رعاية طبية أكثر تخصصاً”، وفق الدكتور مارتينيلي.