في راس عطية.. بلا تطبيع* صالح القلاب

النشرة الدولية –

لا يجوز إنكار أنّ من حق بعض المؤيدين لـ “التطبيع” العربي مع إسرائيل أن يتغنوا بهذه الخطوة الأخيرة وأيضاً الخطوات السابقة كما يشاؤون فالمنطقة العربية في هذا المجال فقط قد دخلت دائرة الحريات العامة للأفراد وللمجموعات وأيضاً للدول الكبيرة وللدول الصغيرة الـ “مايكروسكوبية” ويقيناً أنه غير مستبعد: “أن نغمض عيوننا وأن نفتحها”، ذات يوم قريب لنجد أنه عندنا، أي في منطقتنا الشرق أوسطية، ليس رئيساً مثل رجب طيب أردوغان، و”العياذ بالله” ولا مثل حسن نصرالله وبالطبع ولا حسن روحاني وإنما مثل الرئيسة اليونانية إيكاتيريني ساكيلا روبولو التي بينما كانت مشكلة المناورات العسكرية التركية في المياه القبرصية في ذروتها قد أطلقت زمجرة لبؤة ضد رجب طيب أردوغان جعلته يسحب مراكبه لا يلوي على شيء.. والمثل يقول: “السعيد من إتعض بغيره والشقي من إتعض بنفسه”.

 

أعود لما كنت بدأت به لأقول: إنه من حق كائن من كان أن يصبح “مطبعاً”.. ومع العلم أن هناك مثلاً عربياً قديما يقول: “الطبع غلب التطبع” وأن “يصفِّق” لمستجدات هذه المنطقة حتى تتسرب الدماء من بين أصابع يديه.. وأيضاً من أصابع قدميه إن هو أراد فنحن والحمدلله الذي لا يحمد على مكروه سواه أصبحنا.. بعضنا وليس كلنا “ديموقراطيين” حتى النخاع الشوكي..وأنْ نشتم من نشاء وكما نشاء ولكن بعدما نتأكد من أننا ديموقراطيين بالفعل.. وأن فضاءاتنا ديموقراطية وأنه لم يعد هناك: “من يقتل القتيل ويمشي في جنازته” ومن لا “يتمرجل” إلا على الفلسطينيين الذين ليس في قطاع غزة الباسل وبحماية الجيوش التركية والإيرانية المرابطة في: “قطر” العظمى وإنما في رام الله ونابلس وجنين وأيضاً في جوار بيت المقدس وفي الخليل.. أي خليل الرحمن عليه ألف سلام وتحية.

 

..أين وصلنا؟.. آه إنّ ما أريد قوله هو أننا قد أصبحنا ديموقراطيين والحمدلله “بين ليلة وضحاها” وإنه غدا بإمكان بعضنا أنْ يشتموا ليس العدو الصهيوني ولا الولي الفقيه في طهران و”قم” وإنما الفلسطينيين الذين حاولوا أن يقولوا: “لا” همساً لما لا يريدونه وحقيقة أنه لا ضرورة لهذه الـ “لا الشيطانية” إذْ أنّ من حق بعض الأشقاء أن يشتموا: “جماعة أبوعمار”.. وحاليا جماعة “أبومازن” كما يريدون وأن “يصفقوا لمن يريدون التصفيق له”.. إننا أمة ديموقراطية..أليس كذلك؟

 

وعلى فكرة ومادام أن قول الحقيقة مطلوب..وضروري في هذه الظروف ليس العصيبة وإنما الجميلة من تاريخ أمتنا العربية فأنه عليَّ أن أعلن وبدون أن يرف لي لا جفن ولا رمش بأنني كنت أول المطبعين وكنت قد بدأت التطبيع في فترة تاريخية باتت بعيدة جداًّ.. وكان أن حملت “سلة” قصبية وتسللت من خلال ثغرة بين قريتين تابعتين لمدينة “قلقيلية”.. قرية حبْلة وقرية راس عطية في إتجاه منطقة باتت محتلة من قبل: “العدو الصهيوني” منذ فترة غدت بعيدة.. وكنت بـ “غزوتي” تلك أريد أن أملأ سلتي هذه بـ “تين الصبر” الشوكي.. وكانت المفاجأة أنني بعدما أنهيت أول مرحلة من مهمتي حتى فوجئت بسيارة عسكرية إسرائيلية.. نزل منها “عريف” يتكلم اللغة العربية.. وهكذا فقد أشتبكت معه كلامياً وحاولت إقناعه بأن هذه الأرض أرضنا.. وأن هذا الصبر ليس الشوكي وإنما “الأيوبي” صبرنا.. وكان هناك إشتباك كلامي عدت بعده بسلتي إلى راس عطية.. التي كان أهلها ينتظرون عودتي من “غزوتي” تلك على أحر من الجمر!

 

ماذا أقول بعد؟.. إنني أقول لهؤلاء الأشقاء.. إنه يسعدنا ويسعدكم أن تقولوا ما تشاؤون.. لكن بالله عليكم ألاّ تشتموا الأشقاء الفلسطينيين.. وعلى الطالع والنازل.. لأنهم الوحيدون الذين من حقهم أن يعبروا عن أوجاعهم الوطنية.. والقومية.. واللهم إشهد .. اللهم إشهد!!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى