إلى خالد الروضان مع التحية.. «أون لاينكم».. مصيبة!* أسرار جوهر حيات

النشرة الدولية –

كما يقولون «رب ضارة نافعة»، كانت جائحة كورونا الضارة النافعة لبعض الجهات الحكومية التي أعلنت بعبارات جميلة ان خدماتها تحولت الى «اون لاين»، للآن الكلام جميل.. وتشكرون عليه، ولكن.. «اون لاينكم مصيبة» فاغلبية جهاتنا الحكومية تعتقد ان الخدمات الالكترونية هي مجرد موقع تنشر فيه شروطها التعجيزية.. وتتيح إمكانية اخذ موعد مراجعة، والذي بدوره يحتاج الى واسطة حتى تحظى بموعد خلال أسبوع!

إلا أن حديثي اليوم موجه للوزير العزيز، النشيط خلال أيام الجائحة الأولى ثم اختفى، وزير التجارة معالي خالد الروضان، فالعديد من مراجعي وزارة التجارة يشتكون من خدماتكم الالكترونية التي صعبت أصلا مراجعاتهم.

فإلى جانب اشتراطاتكم التعجيزية للشباب، وكمية الاوراق والمستندات الهائلة التي تطلبونها لبعض المعاملات، من المبادرين، حيث يصل بهم الحال الى أسابيع حتى يجمعوا الأوراق المطلوبة فقط، الا أنكم أيضا لم تسهلوا عليهم المعاملات عبر الخدمات الإلكترونية أو أخذ مواعيد، فالفكرة من الخدمات الالكترونية غابت عن أغلبية جهاتنا الحكومية، لذلك تلخص «الأون لاين» بأخذ موعد على الموقع الرسمي للجهة فقط، للمراجعة الحضورية، والتي غالباً ما تتطلب أيضا طابور انتظار يمتد من صالة استقبال المراجعين الى الشارع المقابل للجهة!

معالي بوناصر، وزيرنا الشاب، احدثك اليوم، ونحن متوسمون خيراً بك، أنك على دراية بهموم الشباب، وطموحهم نحو تأسيس شركاتهم ومشاريعهم الصغيرة والمتوسطة. ونرجو منك تسهيل معاملات الشباب لا تعقيدها، فاليوم وبعد حديث دام لسنوات عن الحكومة الالكترونية، يفترض اننا وصلنا إلى مرحلة لا تتطلّب منا تبادل مستندات وتكديس أوراق، ومطالبة الشباب بمستندات عجيبة وغريبة، تصل إلى 18 طلباً، من صحيفة جنائية إلى سجل تجاري واثبات صلاحية مدير عام وكشف حساب بنكي وغيرها من الأوراق! لماذا لا تكون لدينا قاعدة بيانات تغني شبابنا عن تقديم هذه الأوراق في كل معاملة!

معالي الوزير، الرؤية السامية، جاءت طموحة بتحويل الكويت الى مركز مالي واقتصادي، ولا يخفى على أحد ان أولى خطوات تحقيق هذا الطموح وفي عصر الحداثة والتقنية هي الخدمات الالكترونية، الا اننا وفي اول اختبار للتجربة الالكترونية، لا أود القول إننا فشلنا، ولكننا لم ننجح، حتى مع شبابنا، فبدل أن نحفزهم على المبادرة بالمشاريع والعمل الحر، والذي يعد العصب الرئيس للتنمية الاقتصادية في البلاد، وضعنا حجر عثرة في طريقهم.

اليوم، سلاسة إتمام الإجراءات المطلوبة امام الشباب هي الخطوة الأولى لترغيبهم وعدم العمل على نفورهم من العمل الحر.

فلا يخفى على أحد أنه في ظل وجود خيارين أمام الشباب وهما «وظيفة حكومية مؤمنّة الراتب» و«عمل حر يحتمل مخاطرة الخسارة والربح» قد يتردد الشباب في الاختيار، فالشاب الذي يختار العمل التجاري الحر المحفوف بالمخاطر قد يصيبه الإحباط في بداية الطريق، بسبب الإجراءات الصعبة، وعدم تسهيلها الكترونياً، ويتردد ويعود لدائرة العمل الحكومي المتضخم بالبطالة المقنعة أصلا!

بوناصر.. ادعم الشباب حتى لا يخيب أملنا بتوزير الشباب، وابدأ بتسهيل الإجراءات الالكترونية امامهم، ولك مني تحية تقدير واحترام على نشاطك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى