إتفاقات العار تتزامن مع مجزرة صبرا وشاتيلا ..!!* صالح الراشد

النشرة الدولية –

يصطفون الواحد تلو الآخر، رجل وطفل وامراة لا ينتظرون خبز الفران ولا يقفون على أبواب الأونروا بإنتظار بعض الطعام والشراب، ففي صبرا وشاتيلا ابتعد العالم واختفى في هذا الكون السحيق، فلا صوت إمرأة يصل ولا بكاء طفل بقادر على اجتياز الآفاق، وحتى صراخ الرجل المعذب بقادر على إقناع الجلاد أنه كفى فقد حصلتم على كفايتكم من دم الشهداء، لكن الحقد والتبعية جعلت القتلة يعشقون الدم حتى غدا شرابهم.

الجريمة شارك فيها العالم ولا أحدٌ بريء من الدماء التي سالت على مدار شهر كامل، وكأني أشاهد هولاكو التتار يقتحم بغداد ويُعملُ فيها السيف وسليم الأول العثماني يُعلق الروؤس في جميع أحياء القاهرة وألقاء الجثث في الأنهار، وكأني اعود إلى دير ياسين حيث الهاجانا الصهيونية تقتل الجميع، ويبدو أن نبيه بري وإيلي حبيقه قد تتلمذا على أيادي مجرمي التاريخ، فحاصرت قواتهم صبرا وشاتيلا وطلبا من اللواء السادس اللبناني مساعدتهم في الحصار حتى انهار المخيمين ، لتستمر عملية التجويع والقتل شهراً كاملاً والعالم يتابع كأنه يُشاهد فيلم في السينما.

لم تتوقف الصرخات واستمرت تتصاعد للسماء مخترقة حاجز الإنسانية الهش في شتى البقاع، ولم يحصل أبناء المخيمين على النجدة ولم تتدخل السماء وأدارت لهم الأرض بظهرها، فمليشيات حركة أمل  “أفواج المقاومة اللبنانية” واللواء السادس من الجيش اللبناني  وقوات الكتائب، تحولوا إلى وحوش ضارية تفتك بالجميع إرضاءاً للجنرال الصهيوني  “رفائيل إيتان” رئيس هيئة أركان الجيش الصهيوني وقتها، والذي فضح الإتفاق بينهم وبين بقية المُحاصرين، وكأن العالم أطبق على صبرا وشاتيلا بل كأن العالم أصابه الصمم والعمى والبكم.

هي أكبر جريمة في العصر الحديث والعديد من مجرميها لا زالوا على قيد الحياة، ورغم ذلك لم نجد المحكمة الدولية تطاردهم ولا منظمات حقوق الإنسان كون هذه الجريمة نُفذت لأجل الكيان الصهيوني المغفور ذنبه عند العالم ، لتبقى المجزرة اللعنة التي تطارد العالم والأمم المتحدة والأمة العربية حيث يتقزمون جميعاً عند سرد طرق القتل والتعذيب التي لم يشهد التاريخ لها مثيلا.

واليوم تتعرض القضية الفلسطينية لجريمة نكراء ستكون السبب في مجازر على طريقة صبرا وشاتيلا حين وقع بعض العرب إتفاقات  التطبيع المجاني في يوم المجزرة، وكأن ترامب ونتنياهو يقولان للعرب هكذا سنفعل بكم فانتظروا الموت .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى