صائدو الذهب النازي المخفي يتوهون في جبال الألب

النشرة الدولية –

التصميم والإصرار هما على الأقل من سمات أي شخص يفكر في اقتحام هذا المخزن الكائن بولاية بافاريا، حتى لو كان لا يعلم تاريخه.

والمخزن الكائن في قرية بفرونتن تعرض للاقتحام عدة مرات خلال بضعة أسابيع من جانب المغامرين الذين يبحثون عن ذهب النازي المخفي.

ويقول هيوبرت هاف “إنهم نقلوا كل الموجودات بالمخزن جانبا، ومزقوا أرضيته وأخذوا يحفرون، ولكنهم لم يجدوا سوى الصخور أسفل التربة، وهذا المخزن بني عام 1975 فقط”.

وأمضى هاف (82 عاما) حياته كلها في بفرونتن التي تتاخم النمسا، وأدار متجرا للبقالة في هذه القرية لمدة 30 عاما، وتجتذب بفرونتن الكثير من السياح الراغبين في زيارة أطلال قلعة فولكنشتاين، كما تجتذب الباحثين عن الذهب الذين يأملون في العثور على كنز أخفاه النازي في المنطقة.

وكانت آخر محاولة للعثور على مثل هذه الكنوز التي تروج لها الشائعات، قد أدت إلى قيام أشخاص مجهولين بدفع آلة حفر داخل إحدى الغابات والحفر على مسافة عميقة، وظلت أعمال الحفر مستمرة إلى أن ظهر نذر وقوع كارثة.

وهرب المنقبون تاركين خلفهم الحفار وكومة من التراب. ويعلق على هذا الحدث ريتشارد نويس عضو مجلس القرية بقوله “إنه من المرجح أن تصل تكلفة إزالة بقايا الحفر إلى عدة آلاف يورو”.

واستمرت شائعة وجود ذهب مخفي للنازي تحت أطلال القلعة تتردد لعقود، حتى على الرغم من أنه لم يعثر أي شخص على أي شيء.

وتردد إحدى الروايات حول الذهب المخفي في قلعة فولكنشتاين أن الشرطة السرية للنازي المعروفة باسم (إس.إس) أغلقت الموقع خلال الفترة من أكتوبر 1944 إلى مارس 1945، وتقول رواية أخرى إنه تم جلب الذهب من ميونخ إلى كيمبتن في أوائل عام 1945 حيث انتهى به الحال في هذه البلدة.

كما ارتبطت الأساطير الدائرة حول الذهب المخفي بالملك لودفيغ الثاني، الذي اشترى قلعة فولكنشتاين المنهارة عام 1883 لتشييد قلعة خرافية تكون منتجعا له في نفس المكان تماثل قلعة نيوشوانشتاين، وتردد الشائعات أن الملك جلب الذهب من الخزائن الملكية داخل عربة تجرها الجياد ليضعه داخل القلعة.

وفي هذا الصدد يقول نويس “ليست هناك في الحقيقة أي دلائل ملموسة أو أي شيء يشير بشكل موثوق به إلى وجود مثل هذا الكنز”. غير أن مثل هذه الأقوال لم توقف أحدا عن تطلعاته بالعثور على الكنز.

وثمة موقع آخر يجذب باستمرار صائدي الكنوز بالجنوب الألماني، وهو بحيرة ألاتاسي بالقرب من قلعة نيوشوانشتاين، ويعلق ماغنوس بيرسون رئيس جمعية حماية التراث المحلية “ألت فيوسن” بقوله “لا توجد أي بحيرة في جميع أنحاء ألمانيا تعرضت لمثل هذا الكم من الأكاذيب”.

ويصر البعض على أن ذهب عائلة روتشيلد يمكن أن يكون مخفيا هناك، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن بحيرة ألتاسي كانت منطقة محظورة خلال الفترة من 1938 إلى 1958، أولا بسبب أن النازي أجرى فيها اختبارات، ثم في فترة لاحقة فرض الحلفاء حصارا على المنطقة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.

والشيء الوحيد الذي تم العثور عليه في بحيرة ألتاسي حتى الآن هو كميات من الذخائر.

والسبب، وفقا لما يقوله ألكسندر بيك سكرتير جمعية صيد الأسماك بمنطقة فيوسن، هو أن بحيرات الجبال العميقة كانت مكانا جيدا لإخفاء الأسلحة. ويؤكد يورغن جيسنفلدر وهو غطاس مسعف وخبير بأعماق بحيرة ألتاسي أنه “لا يوجد أي شيء آخر في المكان”.

ولا ترجع شعبية ولاية بافاريا بين الباحثين عن الكنوز بسبب الشائعات التي تتردد حول وجود ذهب النازي والملك لودفيج الثاني فحسب، ولكن أيضا لأن القوانين المختلفة فيها عن تلك السائدة في باقي الولايات الألمانية، تجعل أولئك المنقبين يستفيدون فيها أكثر من أي مكان آخر بألمانيا.

وعادة ما تؤول ملكية أي كنز يستخرجه المنقبون، ويثبت أن له قيمة تاريخية إلى الولاية التي تم العثور عليه فيها. غير أن ولاية بافاريا تسمح بأن يحصل مكتشف الكنز على نصفه، بينما يؤول النصف الآخر إلى صاحب الأرض التي تم العثور على الكنز فيها.

ومع ذلك، ووفقا لما تقوله متحدثة باسم مكتب الحفاظ على الآثار بولاية بافاريا، فلو تم العثور على كنز بشكل غير قانوني تستولي الولاية على حصة المنقب، ولكن حتى لو كان سارق قد أدين بتهمة السلب فإنه يستطيع أن يحتفظ بنصف الثروة التي عثر عليها، ومنذ بضع سنوات فشلت المحاولات لتغيير هذا القانون، حتى على الرغم من أن السلطات تتلقى عدة مئات من البلاغات عن أعمال النهب كل عام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button