ردوّا مقاعدنا!* أسرار جوهر حيات

النشرة الدولية –

شأني شأن العديد، ساءتني صور تجمعات الفرعيات والتشاوريات التي خالفت القانون الذي يجرمها والاشتراطات الصحية وعرضت حياتنا مرتين للخطر، مرة في سلب ارادتنا السياسية، والاخرى في تعريض صحتنا للخطر، حيث انها ضمت آلاف المشاركين بلا أي تطبيق لتباعد اجتماعي، وستكون سبباً بلا شك بانتقال العدوى لضعف العدد الحاضر من أسر واطفال، وقد تعيدنا الى المربع الأول.

اليوم، سلبت هذه التجمعات نصف ارادتنا السياسية على الاقل، فنحو 22 مرشحاً حتى الآن ضمنوا كراسيهم النيابية، دون أدنى مجهود، دون برنامج انتخابي ودون ان يتم انتخابهم بناء على رؤية سياسية، فقط لكونهم يتمتعون بأغلبية مؤيدة، وفي معظم الأحيان، يأتي اختيارهم أما لكونهم الأكثر خدمة في تمرير المعاملات، او لأنهم يمتلكون العدد الأكبر من المؤيدين. وللأسف مخرجات الفرعيات ضامنة لمقاعدها في مجلس الأمة بلا مجهود، بسبب التزام هؤلاء بالتصويت، في الانتخابات البرلمانية، لمصلحة المرشح الذي اختارته في الفرعية.

فحتى الآن، لدينا نحو 22 مرشحا، ضمنوا مقاعدهم النيابية، وسيكونون مشرعين لكل الكويت في المجلس المقبل، دون ان يخوضوا بشكل فعلي حقيقي سياسي، اي سباق انتخابي، فهم خاضوا فقط سباقاً داخليًا، رشحهم لكونهم حظوا بأكثر تأييد.

اليوم، اصبحت الفرعيات واقعاً، يبدو ان وزارة الداخلية سلمت به لثغرات قانونية يجيدها منفذو الفرعيات، فلا يتم تجريمها، ونتحمل نحن تبعاتها، بدخول نواب يمثلون قبيلة لا دائرة، يمثلون عائلة لا فكرا، يمثلون فرعية لا الكويت.

وما يحزن ايضا، وكوني امرأة اقولها بحرقة، فإن هذه الفرعيات سلبت ما يقارب نصف ارادتنا السياسية بحجز 22 مقعدا وتركت لنا البقية لنختار لها نوابا، إلا أنها سلبت الإرادة الكاملة للنساء، فصوت المرأة كما أعتقد محجوب في الفرعية، ومطلوب في الانتخابات الأصلية، فالمرأة التي تلتزم بالفرعية، لا يحق لها على الأقل حتى ان تشارك بهذه الانتخابات المجرمة قانوناً، ولكنها ستكون ملزمة بأن تصوت لمخرجاتها في الانتخابات الفعلية، حتى يضمن خرّيج الفرعية الفوز، وهنا أخاطب أخواتي اللواتي أفترض بهن الحس الوطني.. أفشلن الفرعيات وانتصرن لحقكن في الانتخابات، وفقاً لقناعاتكن وارادتكن، ولا تكن مسلوبات إرادة مرتين، والنصيحة نفسها موجهة للذكور ايضا علّنا نجد آذانا صاغية تعيد للشعب الكويتي نصف مقاعده النيابية المسلوبة بفعل الفرعيات! فمحاربة الفرعيات ومخرجاتها طريقنا لكويتنا الجميلة التي نحلم بتسليمها لأبنائنا وأجيالنا المقبلة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى