الأمم المتحدة تعتمد إعلانا لقادة الدول بمناسبة الذكرى 75 لإنشائها يؤكد على أهمية التعددية

النشرة الدولية –

ندّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاثنين بغياب الحلول المتعددة الطرف للتحديات الدولية، مع افتتاحه قمة افتراضية في الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس المنظمة الدولية.

وقال غوتيريش من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل كلمات زعماء العالم عبر الانترنت “لا أحد يريد حكومة عالمية لكن يجب أن نعمل معا لتحسين الحوكمة العالمية”.

واضاف “في عالم مترابط نحتاج إلى تعددية تعمل فيها أسرة الأمم المتحدة والمؤسسات المالية الدولية والمنظمات الإقليمية والكتل التجارية وغيرها بشكل وثيق وفعال أكثر”.

وتابع المسؤول البرتغالي السابق “نحتاج أيضًا إلى تعددية شاملة تعتمد على المجتمع المدني والمدن والشركات والسلطات المحلية والشباب”.

وقد إعتمد الإجتماع الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة “الإثنين”، إعلان رؤساء الدول والحكومات الممثِلة لشعوب العالم بمناسبة الإحتفالا بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لإنشاء الأمم المتحدة.

وقدعكس هذا الإعلان توجهات المجتمع الدولي المتمثل بالأمم المتحدة إزاء الدور الهام الذي تضطلع به المنظمة الدولية في مواجهة التحديات العالمية المشتركة، وفي مقدمتها الجائحة وتحديات الأمن السلام والتنمية العالمسة وتغيرات المناخ.

وتناول الإعلان 12 محورا لعمل قادة ورؤساء العام وشمل على تعهدات بعدم ترك أي أحد من الشعوب خلف الركب، وحماية الكوكب، وتعزيز السلام ومنع نشوب النزاع، والإلتزام بأحكام القانون الدولي وكفالة العدالة، ووضع النساء والفتيات في صميم الجهود المذولة، وبناء جسور الثقة بين البلدان وداخلها، والعمل نحو تحسين التعاون الرقمي، وضمان توافر التمويل المستدام، وتعزيز الشركات والإصغاء إلى الشباب والعمل معهم، والإرتقاء بأداء الأمم المتحدة، والعمل نحو مواصلة الإستعداد لمواجهة الأزمات المتصلة بالصحة وكافة الأزمات الأخرى الناشبة وتحدياتها عبر توطيد التعاون والتنسيق والتضامن على الصعيد الدولي.

وقد رحب الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش في كلمته أمام هذه الإحتفالية العالمية بالإعلات، ووصفه بمثابة خطة عملية وشاملة للتفكّر العميق، وشدد على الحاجة إلى قدر أكبر وأكثر فعالية من تعددية الأطراف، بحيث تكون شاملة للجميع، وأن تقوم على المجتمع المدني والمدن والأعمال التجارية والسلطات المحلية والشباب، وتقوم على التبصّر وتتسم بالطموح وتكون مؤثِّرة.

وإعتبر الأمين العام السيادة الوطنية بأنها تشكل إحدى ركائز ميثاق الأمم المتحدة، وشدد على أن تسير جنبا إلى جنب مع جهود تعزيز التعاون الدولي القائم على القيم المشتركة والمسؤوليات المشتركة سعيا إلى تحقيق التقدم للجميع.

ودعا إلى تحسين الحوكمة العالمية وأوضح قائلا “في عالم مترابط، المجتمع الدولي بحاجة إلى تعددية أطراف قوامها شبكة تربط بين جميع العناصر، تعمل فيها أسرة الأمم المتحدة والمؤسسات المالية الدولية والمنظمات الإقليمية والتكتلات التجارية وغيرها معا على نحو أوثق وأكثر فعالية. ”

هذا وقد شدد اعلان إعلان رؤساء الدول والحكومات الممثِلة لشعوب العالم بمناسبة الإحتفالا بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لإنشاء الأمم المتحدة، على إعادة التأكيد على مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، وتعزيز السلام ومنع النزاعات، واحترام القانون الدولي وسيادة القانون والعدالة، وتعزيز حقوق الإنسان والتنمية المستدامة للشعوب، وضمان المساواة بين الدول في السيادة والاستقلال، واحترام وحدة أراضي الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وحل النزاعات بالوسائل السلمية.

وحمل الإعلان تعهد قادة العالم ببذل أقصى الجهود للتصدي لكافة التحديات الراهنة والمستجدة من أجل الوصول إلى عالم ينعم بالسلام والأمن والازدهار والتنمية وحقوق الإنسان، بكونها الركائز الأساسية التي أنشئت عليها الأمم المتحدة. كما يؤكد قادة العالم في الإعلان بأنه لا توجد منظمة عالمية أخرى تعطي الأمل لتحقيق عالم أفضل وتحقيق المستقبل الذي يتطلع إليه الجميع. وأيضا تعهدهم بتعزيز السلام ومنع الصراعات وإنهاء التهديدات الموجهة للسلم والأمن الدوليين على وجه السرعة بالوسائل السلمية، والتقيد بالميثاق ومبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والتمسك بالاتفاقات الدولية الخاصة بنزع السلاح وعدم الانتشار، وتغير المناخ والمحافظة على البيئة، كما يُشير الإعلان بأن الإرهاب والتطرف العنيف يشكلان تهديدا خطيرا للسلم والأمن الدوليين.

ودعا الإعلان الأمين العام إلى تعزيز الأدوات اللازمة لمنع اندلاع الأعمال العدائية في البر والبحر والجو، وفي الفضاء السيبراني. وأكد على دعم قادة العالم الكامل لمبادرة الأمين العام من أجل وقف عالمي لإطلاق النار، واحترام القانون الدولي الإنساني وبناء السلام والحفاظ عليه بكونه إحدى المسؤوليات الرئيسية للأمم المتحدة.

وتطرق الإعلان لجائحة كورونا، وللتحديات المترابطة بها، لافتا إلى أنه لا يمكن التصدي لها إلا من خلال التعددية النشطة. وأشار إلى أن هذه الجائحة تُعد أكبر تحدٍ عالمي في تاريخ الأمم المتحدة، فهي لم تتسبب فقط في الموت والمرض فحسب، بل أيضا في خلق ركود اقتصادي عالمي، وتزايد الفقر والقلق والخوف، وفرض ضغط هائل على مجتمعاتنا واقتصاداتنا وأنظمتنا الصحية، وإلحاق الضرر بالبلدان الأكثر ضعفاً وهشاشة، “مما يُلقي على الجميع مسؤولية تكثيف التعاون والتضامن لإنهاء الوباء ومعالجة عواقبه، والتصدي للأوبئة المستقبلية والتحديات العالمية الأخرى.”

كما أكد الإعلان أيضا على دور المرأة والشباب من أجل السلام والتنمية، وعدم تهميشهم وتعزيز مشاركتهم الهادفة في كافة مناحي الحياة. كما يتناول كافة المسائل الجوهرية التي تمس البشرية، ويتعهد بتعزيز الشراكة والتعاون لمعالجتها، وبما يتماشى مع روح ونص ميثاق الأمم المتحدة.

وشدّد الإعلان على أن استدامة كوكب الأرض ورفاهية الأجيال لعقود قادمة لن يتحقق إلا من خلال العمل الجماعي والبناء على التقدم المحرز خلال الـ 75 سنة الماضية منذ تأسيس الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن قادة العالم مصممون على العمل لضمان المستقبل الذي ينشده المجتمع الدولي، بما في ذلك تعبئة الموارد وتعزيز الجهود وإظهار الإرادة السياسية غير المسبوقة، والعمل مع الشركاء لتعزيز التنسيق والحوكمة العالمية من أجل المستقبل المشترك للأجيال الحالية والقادمة.

ودعا الإعلان الأمين العام للأمم المتحدة بأن يقدم تقريرا قبل نهاية الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة، يتضمن توصيات لتنفيذ الإعلان والاستجابة للتحديات الحالية والمستقبلية. كما يتعهد القادة بنقل هذا الإعلان إلى الشعوب روحاً ونصاً.

وتأتي هذه القمة في خضم جائحة كوفيد-19، التي أثارت أسئلة جديدة حول التعاون العالمي. حيث تم  دعوة نحو 180 من القادة لإلقاء كلمات عن طريق الفيديو لمدة تصل إلى ثلاث دقائق فقط. واليوم الثلاثاء، في الدورة الاعتيادية ال 75 للجمعية العامة.

وتفتقر نيويورك هذا العام إلى الضجة المعتادة للحدث الدبلوماسي السنوي في أواخر أيلول/سبتمبر، عندما يتدفق قادة من جميع أنحاء العالم ووفودهم إلى المدينة.

وعوضا عن المهرجان الدبلوماسي، سيسمح لكل دولة بإرسال دبلوماسي واحد من بعثتها في الأمم المتحدة للجلوس في قاعة الجمعية العامة للاستماع الى الخطب المسجلة.

ويتزامن ذلك مع اعادة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب العمل بعقوبات على إيران تقول واشنطن إنها في إطار “سلطة” الأمم المتحدة، وهو موقف تعارضه كل الدول الأخرى تقريبًا.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى