عُقدتان تمنعان وصول جعجع الى رئاسة الجمهورية
بقلم: ايناس كريمة

النشرة الدولية

لبنان 24 –

يبدو أن رئيس “حزب القوات اللبنانية” سمير جعجع يتعاطى مع نفسه في إطار المعركة الرئاسية على أساس أن حظوظه باتت معدومة، علماً أن القاعدة الأساسية في السياسية تفرض على أي مرشح أن يتعامل مع هذا الاستحقاق على اعتبار أنه الشخصية الأوفر حظاً كي يكسب المزيد من التأييد أولاً، ويتمكّن ثانياً من التفاوض حول ترشيحه وسحب ترشيحه مع مختلف القوى السياسية.

فهل حقاً أصبحت حظوظ جعجع معدومة تماماً؟

استطاع رئيس “حزب القوات اللبنانية” سمير جعجع أن يحصل في الانتخابات النيابية الاخيرة على أكبر كتلة مسيحية بصرف النظر عن التباينات الرقمية بينه وبين “التيار الوطني الحر”. وعليه، ووفقاً للقاعدة التي أرساها خصومه وتحديداً رئيس “التيار” جبران باسيل، فإنه الممثل الأول والاقوى للشارع المسيحي ويستحق الوصول الى سدّة الرئاسة الأولى في قصر بعبدا.

لكنّ باسيل، الذي تراجع اعلامياً وبشكل تدريجي عن هذه القاعدة بعد أن لمس التدهور الملحوظ على المستوى الشعبي، بدأ يسوق لفكرة الذهاب نحو رئيس تدعمه قوة تمثيلية. وعليه، فإن جعجع لا يزال يطمح للفوز في الانتخابات الرئاسية، حتى لو أنه لم يعلن ذلك، لذلك فهو يحتاج الى رفع أي ڤيتو طائفي عنه.

بحسب مصادر مطلعة، فإن جعجع يواجه جملة أزمات جدية. الازمة الاولى هي أزمة البلوك الشيعي، إذ إنّ “الثنائي الشيعي” يتوقف مصير جعجع عليه الى حد بعيد إذ لا يمكنه تحقيق الفوز في الانتخابات الرئاسية من دون تأييد هذا البلوك، وذلك  بمعزل عن التوازنات وعن “حزب الله” بوصفه صاحب القدرة التعطيلية الكبرى، ما يجعل طريق جعجع الى الرئاسة وعراً جداً الا في حال ارتأى التفاهم مع احد المكونات الشيعية الوازنة.

اما الأزمة الثانية لدى جعجع، فتكمن في وجود كتلة نواب سنة “ثقيلة” لا ترغب بدعمه ولا تزال حتى اللحظة تمسك موقفاً مع رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري. وهذه الكتلة حاربت “القوات” في الانتخابات النيابية الاخيرة ومنعتها من خوض تحالفات واسعة ووازنة مع الجمهور السنّي، الامر الذي من شأنه أن يؤثر عددياً في الانتخابات الرئاسية من داخل المجلس النيابي.

من دون هذين الطرفين يمكن لجعجع تسويق نفسه رئاسياً مع كُتل مثل “الحزب التقدمي الاشتراكي” الذي يرفض اليوم تبنّي مرشحاً استفزازياً ولكنه في حال حصول توافق ما، او اقله تراجع في حدّة الرفض المطلق لدى بعض القوى مثل “حزب الله” فيمكن لجنبلاط أن يميل لترجيح كفة جعجع، كذلك قوى “التغيير” والمستقلين، الذين لا يبدون تعنتاً قاطعاً تجاه اسم الأخير، لا سيما في حال حصول تسوية كاملة. لذلك فعلى جعجع أن يسعى أولاً أن حلحلة العقدتين السنّية والشيعية اللتين ستمنعان وصوله الى رئاسة الجمهورية.

Back to top button