أوصياء على الدولة..!!* صالح الراشد
النشرة الدولية –
يدافعون بشراسة ويُهاجمون بحُمق، يبررون الأخطاء وينتقدون الصواب ، يسكنون في برج عاجي فلا يُشاهدون الحقيقة، ويعتقدون أنهم أصحاب الرؤى والفكر والمعرفة وأنهم كاشفوا الأسرار والخبايا، فالمعرفة تبدأ عندهم وتنتهي لديهم، ويعتبرون أنفسهم الأوصياء على الدولة… نعم على الدولة بكل مكوناتها من حكومة ونواب وأعيان وأجهزة ومؤسسات وشعب، لذا على الجميع حين يسمعوا أصواتهم أن يصمتوا ويفهموا ويعوا ، فالعباقرة على وسائل التواصل سيغردون بصوت الواثق لأنهم على صواب حسب وجهة نظرهم الخرقاء، ليتسابق المهتزون المهترئون بالتصفيق والتهليل لكلمات جوفاء يظنها الحمقى معرفة، وعندها يتضخم الأوصياء الرافضين للنقد مهما كان شكله كونهم وجدوا من يضعهم فوق الجميع .
هم قلة فُرضوا على الدولة ليعتلوا مناصب هامة أو أن يُصبح قريب لهم في موقع مقرب من مركز صنع القرار، فيعتقد هؤلاء ان من حقهم فرض وصايتهم على الدولة بل يستغربون إذا خرجت بسياستها عن فكرهم، ليطل علينا هؤلاء يومياً على مواقع التواصل الإجتماعي بالعديد من التغريدات الفارغة المضمون والتي لا تحمل معنى أو فكر أو رؤيا، لذا نستغرب وتصيبنا الدهشة إذ كيف كان هؤلاء وزراء ونواب وأعيان ومدراء شركات عامة وصحفيين وقادة فكر ورأي، وكيف كانت هذه الأنواع من البشر تحدد مستقبل الأجيال ويشرعون القوانين ويطبقونها.
ووجه الإستغراب ان العديد منهم لا يحمل من الفكر ما يؤهله للمنصب وربما اقتادته الصدفة البحته ليصبح مسؤول، وللحق استغرب من نفسي أنني مستغرب لوصولهم، كون نظرة متفحصة لما وصلنا من تراجع إقتصادي وإداري وتخطيطي كافية لجعلنا ندرك حجم حمق القرار بتعيينهم ، ويجعلنا نتأكد ان من يختارهم ليس بأصلح منهم لذا كان الخراب والدمار، إن هؤلاء “رجال ونساء” الصدفة يرفضون داخلياً الإذعان بأن الزمن قد تجاوزهم، وتم تعين من هم على شاكلتهم إن لم يكن أسوء منهم في مراكزهم للإنطلاق بالوطن في أي إتجاه كون البوصلة مفقودة، لنشعر بأننا نسير على طريق توماس أديسون الذي فشل مرات عديدة في الوصول لحلول تؤدي لإختراع المصباح الكهربائي، حين قال اكتشفت طرق عديدة لا تؤدي للجواب الصحيح، وفي بلدنا وبفضل دولة التجارب التي تؤمن أن الفائدة من تعيين فاشل في عدة مناصب يدمر من خلالها الوزارات والشركات والمؤسسات، يجعلنا نكتشف وبحمد الله عدة طرق لا تؤدي بالفاشل للنجاح وسنجريه في عمل آخر، وعند هؤلاء هذه نقطة هامة في عملية النجاح والتطوير والنهضة، لذا فن سبب عدم نهضة الوطن يعود لكثرة الأوصياء الذين تمت تجربتهم في عدة مواقع ويظنون أنهم قد ختموا العلم، وأنهم جاهزون لتسلم الحقائب الوزارية والنيابية ، لكن الغريب أنهم لم ولن يقتنعوا أنهم قد بدأوا في معرفة أبجديات الحياة والإدارة والمعرفة، لنتساءل مرة أخرى ، كيف هؤلاء يصلون؟.