الرئيس الفلسطيني: لم نفوض أحد للتفاوض باسمنا والطريق الوحيد للسلام يتمثل بإنهاء الاحتلال وتجسيد استقلال فلسطين

قال الرئيس الفلسطيني إن إسرائيل تعمل على قتل آخر فرصة للسلام، وقد تنصلت من جميع الاتفاقات الموقعة وقوّضت حل الدولتين من خلال “إجراءات أحادية هوجاء” مشيرا إلى رفض “صفقة القرن” لأنها تخالف الشرعية الدولية.

وأضاف الرئيس الفلسطيني، محمود عبّاس، في كلمته المسجلة والتي ألقيت خلال المناقشة العامة للدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة أن الفلسطينيين قبلوا بالاحتكام للشرعية الدولية، رغم الإجحاف والظلم التاريخي منذ عام 1917، على حدّ تعبيره.

وأوضح الرئيس الفلسطيني تصريحاته بالقول: “رغم أن هذه الشرعية الدولية لم تبق لنا سوى الأرض المحتلة منذ عام 1967، إلا أن سلطة الاحتلال الإسرائيلي – ومن خلفها الإدارة الأميركية الحالية – قد استبدلتها بصفقة القرن وخطط الضم لأكثر من 33% من أرض دولة فلسطين”، موضحا أن ذلك مخالف لقرارات الشرعية الدولية التي اعترفت بدولة فلسطين عام 2012، كجزء من النظام الدولي.

وقال إنه هو شخصيا كرّس حياته للسلام، لكنّ إسرائيل تنصلت من جميع الاتفاقات الموقعة معها، وقوّضت حل الدولتين من خلال “ممارساتها العدوانية من قتل واعتقالات وتدمير للمنازل وخنق للاقتصاد وانتهاك لمدينة القدس المحتلة وعمل ممنهج لتغيير طابعها وهويتها.. واستمرار الاستيطان”.

الاتفاق الإماراتي-البحريني-الإسرائيلي

وعن الاتفاقات الأخيرة التي تم توقيعها بين كل من دولة الإمارات ومملكة البحرين وإسرائيل، بوساطة أميركية، قال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس “إن تلك الاتفاقات مخالفة للمبادرة العربية للسلام وأسس وركائز الحل الشامل الدائم والعادل وفقا للقانون الدولي”.

وأضاف: “منظمة التحرير الفلسطينية لم تفوّض أحدا للحديث أو التفاوض باسم الشعب الفلسطيني، والطريق الوحيد للسلام الدائم والشامل والعادل في منطقتنا يتمثل بإنهاء الاحتلال وتجسيد استقلال دولة فلسطين على حدود 1967 بعاصمتها القدس الشرقية”.

وشدد على أن الشعب الفلسطيني لن يتعايش مع الاحتلال: “واهم من يظن بأن الشعب الفلسطيني يمكن أن يتعايش مع الاحتلال، أو يخضع للضغوط والإملاءات وواهم من يظن أنه يستطيع تجاوز هذا الشعب الذي هو صاحب الحق وصاحب القضية، وعنوانها الوحيد”.

مؤتمر دولي هو الحل

وتساءل الرئيس الفلسطيني أمام الجمعية العامة في عيدها الخامس والسبعين عن موعد حل القضية الفلسطينية قائلا: “إلى متى أيها السيدات والسادة سوف تظل القضية الفلسطينية بلا حل عادل تضمنه الشرعية الدولية وتحميه؟ إلى متى سوف يبقى الشعب الفلسطيني يرزح تحت الاحتلال الإسرائيلي وتبقى قضية ملايين اللاجئين الفلسطينين بلا حل عادل وفق ما أقرّته الأمم المتحدة منذ أكثر من 70 عاما؟”.

وكرر دعوته الأمين العام واللجنة الرباعية الدولية ومجلس الأمن لعقد مؤتمر دولي في بداية العام القادم، “بهدف الانخراط في عملية سلام حقيقية على أساس القانون الدولي والشرعية الدولية والمرجعيات المحددة وبما يؤدي إلى إنهاء الاحتلال ونيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله في دولته بعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967 وحل قضايا الوضع النهائي كافة وعلى رأسها قضية اللاجئين استنادا للقرار 194”.

وأكد الرئيس الفلسطيني على إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية بمشاركة جميع القوى والأحزاب والفعاليات الوطنية.

وقال: “سنواصل صناعة الحياة وبناء الأمل تحت راية الوحدة الوطنية والديمقراطية والتصدي لمحاولات ومخططات شطبنا وإلغائنا، وسوف نستمر في انتزاع مكانتنا الطبيعية بين الأمم وفي ممارسة حقوقنا التي كفلتها الشرائع الدولية، بما في ذلك حقنا في مقاومة الاحتلال وفقا للقانون الدولي، كما سنواصل بناء مؤسسات دولتنا وتدعيمها على أساس سيادة القانون”.

وشدد على أن السلام والاستقرار في المنطقة لن يتحققا طالما ظل الاحتلال موجودا: “ليعلم الجميع أنه لن يكون سلام ولا أمن ولا استقرار ولا تعايش في منطقتنا مع بقاء الاحتلال، ودون الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية، التي هي أساس الصراع وعنوانه”. وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني استطاع أن يبني مجتمعا عصريا يحتكم إلى الديمقراطية وسيادة القانون، وأن يحافظ على كينونته وهويته الوطنية رغم كل الاختلافات السياسية والفكرية بين مكوناته المتعددة.

*تم تسجيل كلمة الرئيس الفلسطيني مسبقا، وبُثت اليوم في قاعة الجمعية العامة وفق قرار اعتمدته الجمعية العامة في ضوء جائحة كوفيد-19. وعلى الرغم من عدم القدرة على جمع قادة العالم في نيويورك على النحو المعتاد، فإن المناقشة العامة لهذا العام ستشهد أكبر مشاركة على الإطلاق لرؤساء الدول والحكومات في تاريخ الأمم المتحدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button