أكاديمية لابا تواصل استقطاب الفنانين العالميين… فابريزيو بلادين: فخور جداً بمستوى الشباب المشاركين
النشرة الدولية –
شدد الفنان العالمي فابريزيو بلادين على أن الكوميديا ديلارتي، التي يدرسها، ليس المقصود منها أن تكون أسلوبا أو نوعا مسرحيا، وإنما وسيلة للإبداع المسرحي.
اختتم الفنان العالمي فابريزيو بلادين ورشة “الكوميديا ديلارتي”، التي أقامتها أكاديمية الفنون الأدائية لابا، ضمن برنامج “الملاذ المسرحي 2″، والتي استمرت 9 أيام، وتم فيها إلقاء نظرة عامة على دراسة الحركة المسرحية من خلال التحليل والتمرين، واستخدام القناع والشخصيات الثابتة والارتجال ومساعدة المشاركين على تطوير النتائج إلى الأفضل.
وحول انطباعه عن الورشة قال بلادين: “سعيد جدا بالتجربة، وكان مستوى الشباب أفضل من توقعاتي، حيث تعلموا جودة الصمت أثناء التدريبات البدنية، والدقة والالتزام وإعداد الأقنعة يدوية الصنع، وظل الحماس مستمرا حتى عندما كان العمل أكثر تعقيدا، مما جعلني أقول لهم إنني مدرب محظوظ بالتعاون مع لابا ومع هؤلاء الشباب، وأقول لهم: أنتم جيدون جدا، وأنا فخور بكم حقا، وفخور بنفسي أيضا، لابد أنني معلم رائع! وبعد هذه الجملة ضحكنا جميعا وصفقنا”.
وأشار بلادين إلى أن الكوميديا ديلارتي، التي يدرسها، ليس المقصود منها أن تكون أسلوبا أو نوعا مسرحيا، وإنما وسيلة للإبداع المسرحي وتدريب الممثل، تجعله يعيش في نفس الظروف التي عاشها الممثلون المحترفون الأوائل في عصر النهضة وما بعده، بدءا من معرفة التقنيات الأساسية للتواصل المسرحي واستعمال القناع كأداة في ذلك الوقت، وكل تلك العناصر الأساسية تم استقبالها بشكل رائع من قبل الجميع وساعدتهم ببناء عمل متكامل.
وأشاد بالتنظيم المثالي من قبل “لابا” وجهود منسقة الورشة فرح الحجلي، ونشاط المشاركين الذي كان له فضل كبير في نجاحها، مضيفا: “أعتقد أنه في فترة تاريخية صعبة التي نمر بها في ظل جائحة كورونا فإن الأناقة والاحترام والعاطفة والانضباط والإنصاف التي أظهرناها جميعا خلال مشاركتنا في هذه الرحلة الرائعة هي دليل ملموس على كيف يجمع المسرح الناس معا، حتى لو عن بعد، وحتى لو كان البحر عاصفا”.
وختم الفنان الإيطالي بالقول: “صفتان أساسيتان تميزان هذه التجربة: الشغف والشجاعة. وآمل أن تمثل الورشة خطوة أولى فقط على طريق أطول يمكننا السير به معا”.
وقال الفنان عصام الكاظمي، أحد المشاركين البارزين في معظم ورش “الملاذ المسرحي”، إن “الكوميديا ديلارتي مع الفنان الإيطالي فابريزيو بلادين كانت من أمتع الورش في الملاذ المسرحي الثاني، حيث تعرفنا على أحد أنواع الكوميديا في المسرح التي تعتمد بشكل أساسي على التعبير الجسدي للممثل، وقدم المدرب نبذة تاريخية عن هذا المسرح وشخصياته الأساسية، ثم طوال 9 أيام تدربنا بشكل عملي وتعرفنا على صناعة الأقنعة الخاصة بهذا النوع”.
وتابع الكاظمي: “ثم انتقلنا إلى التطبيق الأساسي الذي شمل التدريب الحركي على أداء أهم الشخصيات الأساسية في الكوميديا ديلارتي، وهي: الخادم (أزاني) والتاجر (بانتالوني) والدكتور (إيلا دوتوري) والكابتن (إيلا كابيتانو) والعاشق، والتدرب على أداء هذه الشخصيات حسب العناصر الأربعة الأساسية للجسد واستخداماته، وهي الشكل والإيقاع والسرعة والقوة، وكيفية توظيفها حسب السمات الأساسية لكل شخصية”.
وأشار إلى أن “أهم ما ميز الورشة حرص المدرب على التأكد من أدائنا للتمارين بالشكل الأفضل وتفاعله مع تساؤلاتنا، ومن جديد تثبت لابا إمكانية التدرب مسرحيا عن بعد، وأن وباء كورونا لن يقف حائلا أمام عشاق المسرح”.
أما فرح الحجلي فقالت: “تسعة أيام نوعية قضيناها نحن منتسبي ورشة كوميديا ديلارتي بإدارة الفنان الإيطالي والأستاذ الجامعي صاحب الخبرة الكبيرة فابريزيو بلادين، تسعة أيام لم نتوقف فيها عن اكتشاف الجديد في كل يوم، ورغم التحديات التي نواجهها في التعلم عن بعد استطاع فابريزيو التغلب عليها وإيجاد الحلول البديلة دائما”.
وأضافت الحجلي: “كانت الورشة نافذة مفتوحة من شاشات اللابتوب والتلفون، تعلمنا كثيرا، وضحكنا كثيرا، وكنا دائما مستمتعين بما نتعلمه وما نطبقه، ورغم اختلاف تخصصاتنا واهتماماتنا كمتدربين فإن هذه الورشة خلقت ما يجمعنا، وكان الشيء المميز والمختلف في أداء المدرب هو استغلاله للوقت بشكل كامل ومبدع، أما على صعيد محاكاتنا شخصيا فقد استطاع التركيز على ما ميز كل منا، كما استطاع بمهارة التأشير إلى مكامن الضعف فينا وكيفية تجاوزها، حقا كانت تجربة تستحق التأمل كما تستحق التكرار”.
ومن سلطنة عمان، ذكر عبدالملك الشيزاوي ان “الورشة كانت ممتعة جدا، مليئة بالمعلومات عن الكوميديا بشكل جديد غير المتعارف والمألوف، ومدرب الورشة يمتلك أسلوبا سلسا في توصيل المعلومة، وأسلوبه كان لطيفا جدا، وبصراحة كنت أتمنى شخصيا أن تكون الورشة في الواقع لكي نأخذ الفائدة منها بشكل اكبر، فكل الشكر إلى لابا وإلى المدرب على هذه الفرصة الجميلة”.
بدوره، قال حميد البلوشي: “بالنسبة لي استمتعت جدا، وتعلمت في ورشة كوميديا ديلارتي مع المبدع فابريزيو، وهي من اهم واحسن الورش التي حصلت عليها، لأنني أحب الكوميديا، والمحاضر كان سلساً جدا ومحترفا في التعامل معنا وفي توصيل المعلومة”.