مبادرة كويتية تقودها مجموعة من الناشطات لدعم حقوق المرأة في الانتخابات والمناصب العليا
ليانة العوضي: منصة مضاوي يقدمون الخدمات للمرشحات في حملاتهن الانتخابية، سواء في انتخابات مجلس الامة أو المجلس البلدي أو انتخابات الجمعيات واتحادات الطلبة داخل وخارج الكويت
أسرار حيات: المرأة في مجتمعنا فرصها قليلة بسبب النظرة الاجتماعية والعادات والتقاليد والافكار المتوارثة خلال سنوات سابقة، مثل أن يقال «المرأة مكانها البيت» و«خل تربي عيالها»
النشرة الدولية –
يشرق من عيونهن أمل الانتصار، ويكبر في قلوبهن حلم التخلص من مظاهر الاستنقاص والتمييز ضد المرأة لممارستها حقوقها السياسية في الانتخاب والترشح، لتكون جنباً إلى جنب مع الرجل في بناء المجتمع ودعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية من خلال تكريس الديموقراطية. مجموعة من الناشطات في المجتمع الكويتي، أطلقن مبادرة «سِجِلُّ مضاوي» بهدف دعم ترشح المرأة لانتخابات مجلس الامة المقبلة 2020 معنوياً، بهدف رفع حظوظ العنصر النسائي في الفوز، وتكريس التعددية من خلال المبادرة ودعم حقوق وإتاحة الفرص أمام الراغبات في الترشح للفوز في الانتخابات. تأسست المبادرة على يد مجموعة من النساء المؤهلات اللاتي يسعين لتقديم مشروع وطني لدعم النساء المرشحات في الانتخابات، وتفتح المجال أمام النساء لإيصال صوتهن والتعبير عن أنفسهن وعرض برامجهن الانتخابية، وإيجاد التوازن المنشود في مجلس الامة، والتكافؤ بين الرجل والمرأة في التمثيل البرلماني وفي المناصب العليا، إلى جانب توسيع دائرة المشاركة في الانتخابات من خلال أنشطة داعمة تساهم في شحذ الهمم لدعم النساء، حسب تقرير أعده الزميل، غانم السليماني، بجريدة “الرأي” الكويتية.
«الراي» التقت بمديرة مبادرة سجل مضاوي ليانة العوضي وعضويتها أسرار حيات وإيمان دشتي، للوقوف على المبادرة، ومدى تحقيقها الأهداف التي وضعت لها، فكانت الحصيلة التالية:
* في البداية نود أن نتعرف على مبادرة سجل مضاوي ؟
المخلفات والأنقاض تبقى أسابيع حتى تزال
– ليانة العوضي: سجل مضاوي عبارة عن منصة لدعم النساء المرشحات للمناصب المرشحة، بهدف تشجيعهن لحصول على مناصب عالية، إلى جانب أنها حلقة وصل بين المرشحات ومتطوعي منصة مضاوي الذين يقدمون الخدمات للمرشحات في حملاتهن الانتخابية، سواء في انتخابات مجلس الامة أو المجلس البلدي أو انتخابات الجمعيات واتحادات الطلبة داخل وخارج الكويت، وفي المجالس وفي النوادي الرياضية. وحالياً نحن في المرحلة الأولى من عمل المنصة، وسنركز على انتخابات مجلس الامة وفي الوقت نفسه نشجع النساء على خوض الانتخابات ومعايشة تجربة الحياة الديموقراطية. والحمدلله كانت ردة الفعل إيجابية جداً ووضعنا «بوست» إعلانياً لمن يرغب في المساعدة والدعم.
* ما هدف المبادرة؟ وهل وجدتم تجاوباً من المجتمع لحملة سجل مضاوي؟
– العوضي: الهدف تشجيع النساء لخوض الانتخابات والمناصب المنتخبة ودعمهن في تجربتهن. والحمد لله لقينا تجاوبا كبيرا. وأصبح لدينا قائمة بأسماء شركات متعددة ومتطوعين ومبدعين لتقديم الدعم للمرشحات. والدعم المقدم للمرشحات معنوي فقط وليس لدينا دعم مادي.
* إلى أين تريدون الوصول من وراء حملة سجل مضاوي؟
– إيمان دشتي: هدفنا إزالة العوائق التي تواجه المرأة عند الترشح، وغالباً ما تواجه المرأة عوائق اجتماعية، وممكن أن تكون مادية ونحن لا نقدم إلا الدعم المعنوي، ونربط ذلك مع شركات ممكن تقدم لهن خصومات ومواد لمساعدتهن في حملتهن الانتخابية بأسعار مخفضة.
* لماذا لا يتم دعم الرجل؟ ألا تعتبرن الحملة عنصرية موجهة ضد الرجل ؟
– دشتي: لابد أن نوضح أن الحملة ليست ضد الرجل، وليس بها عنصرية وجميعنا ننادي بالعدالة من خلال القوانين والعدالة الاجتماعية، ونسعى لتعزيز دور المرأة، امتثالاً لقول سمو أمير البلاد أثناء حديثه بعد نيل المرأة حقوقها السياسية، حيث قال «أتمنى لأخواتي أن يساهمن مع إخوانهن في بناء البلد». ونحن نرى منذ العام 2005 إلى الان أن التمثيل النسائي في المناصب المنتخبة قليلة جدا ما يقارب نحو نصف في المئة، وهذه نسبة ضعيفة، وعندما وصلن عن طريق الترشح والانتخاب أربع نساء إلى قبة عبدالله السالم ووصل عضوات مجلس البلدي عن طريق التعيين، وكذلك في الجمعيات التعاونية لا توجد إلا جمعية واحدة حصلت سيدة على العضوية، وكل هذا يرجع إلى العوائق التي تمنع المرأة من أخذ دورها لذلك نود أن نشجعهن على الوصول.
* هل تجربة النساء الاربعة في مجلس 2009 كانت ناجحة؟
– دشتي: تجربتهن كانت جيدة، لأنهن أسسن حضورا قويا في اللجان البرلمانية بشكل مستمر، بخلاف الرجل الذي كان يتغيّب، فاللجان تعتبر مطبخ القوانين، إلى جانب إقرار قانون الرعاية السكنية للمرأة رغم أن التجربة كانت قصيرة في مقابل تجربة الرجل الممتدة منذ الستينات، ولا تستطيع المقارنة بسبب حجم التمثيل وقدمه واختلاف التوجهات. ولعل من يرى أن تجربة مجلس 2009 غير ناجحة كانت بسبب سقف التوقعات العالي. والسيدة عندما تترشح إلى الانتخابات لابد أن يكون لديها مؤهلات عالية وسيرة ذاتيه قوية، عكس الرجل الذي لا يتطلب منه ذلك. لذلك نود أن نوجه القيادات النسائية المؤهلات على الدخول إلى الميدان ونفتح باب المعترك السياسي.
– العوضي: في الحملة دور يركز على توعية المجتمع بدور المرأة، والتركيز على دراسات موجودة من جامعات مرموقة حول العالم ففي إحدى الدول الإسكندنافية، عندما زادوا عدد النساء المناصب السياسية المرشحة، فزادت لديهم الشفافية وقل الفساد بنسبة كبيرة. وهناك دراسة أخرى تؤكد أن المرأة أكثر نزاهة من الرجل. وأيضا في جائحة فيروس كورونا أحسنت الدول التي لديها قائدات التعامل مع الجائحة بشكل أكبر، مثل نيوزيلندا وتايوان لأن النساء لديهن مهارات عالية.
– أسرار حيات: أحد أهداف التنمية المستدامة لهيئة الأمم المتحدة تمكين المرأة في جميع الميادين اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، وحتى على الجانب النفسي والاجتماعي، حتى نكون دولاً متقدمة لابد أن ندعم المرأة وهذا أمر لا خلاف عليه مثل ما قالت زميلاتي. وأنا على المستوى الشخصي ليس لدي مشكلة للرجل أو المرأة، فهم متساوون، لكن المرأة في مجتمعنا فرصها قليلة بسبب النظرة الاجتماعية والعادات والتقاليد والافكار المتوارثة خلال سنوات سابقة، مثل أن يقال «المرأة مكانها البيت» و«خل تربي عيالها» وأنا لا أقول أن القعدة في البيت غلط، لكن كل شخص له ظروفه واختياراته، مثل ما يكون للرجل ظروف للمرأة أيضا ظروف. فعلى سبيل المثال بعض الرجال لا يستطيع العمل على نظام النوبات، وهناك من يتابع والده المريض في البيت والقصد من كلامي أن الظروف تواجه الرجل والمرأة، لذلك أوجدنا منصة سجل مضاوي لدعم المرأة في الجانب السياسي في جميع المجالات لتعزيز وجودها مع أخيها الرجل.
* تتردد مقولة في مجتمعنا أن المرأة عدو المرأة؟
– حيات: هذا يعود على التجربة الشخصية مع الاخرين، وأن تكون تجربة سيئة، وهناك تجارب جميلة، فإذا كانت لدي تجارب سيئة مع سيدة فهل معنى ذلك أن أحكم على جميع النساء؟ وهناك تجارب سيئة مع الرجال، فلا يجوز التعميم لان هناك الصالح وهناك الطالح، ولكن أنا أرى أن المرأة هي من تدعم المرأة، والدليل تجربتنا في مبادرة «ايكويب» التي تهدف لتمكين المرأة سياسياً، فإننا ندعم ونساند بعضنا، وفريق سجل مضاوي منبثق منه، وكان السبب في تعرفنا على بعضنا، ومن بعدها قمنا بهذه الحملة ومعظم من يدعمنا نساء.
* هل الحكومة مقلة في اختيار العناصرالنسائية في المناصب القيادية ؟
– دشتي: نحن نلوم الحكومة ولدينا عتب عليها؛ لانها لا تعين النساء في المناصب مثل المجلس البلدي…الحكومة التي تعين فيه 6 مقاعد، ولكن أن تختار امرأة واحدة فقط في مقابل فرص الرجل مواتية للفوز في الانتخابات، وغالباً اختيارات الحكومة للنساء (إعادة تدوير) الوجوة نفسها والأسماء نفسها، وليس هناك تجديد أو توسيع دائرة الاختيار أو استقطاب خبرات جديدة.
* هناك أصوات تنادي أن يكون هناك حق لنساء القبائل في اختيار المرشحين في التشاوريات وحتى الترشح؟
– دشتي: المنصة لا تستثني أي سيدة، وليس لدينا شروط للمساندة، ونحن بالعكس نرحب بنساء القبائل فهناك منهن لديهن مناصب وشهادات عليا، وأذكر تميز زميلاتي في الدراسة من بنات القبائل. ونحن لا نؤيد التشاوريات ولكن نتمنى إذا كان هناك استشارة أن يؤخذ رأي النساء في المرشحين.
– حيات: نحتاج دعماً إعلامياً لتعزيز دور النساء، وهذا الأمر يحتاج وقتاً طويلاً لتغير قناعة الاخرين وكل شخص لابد أن يقوم بدوره من مكانه.
* هل تتلقون دعماً حكومياً ؟
– حيات: ليس لدينا دعم لا من الحكومة ولا من غيرها، والمبادرة غير ربحية.
* لماذا اخترتم اسم «مضاوي» للمبادرة ؟
– دشتي: أحببنا أن يكون اسما لشخصية كويتية تمثل القوة والمساندة والإنارة والدعم للمرأة، وكأنها شخصية كويتية موجودة معنا في الواقع، ومضاوي النور والاستنارة والشعلة.
* ما طريقة التسجيل في منصة مضاوي
– العوضي: نحن مجرد أن تعلن أي سيدة ترشيحها للانتخابات نقوم بالاتصال بها، ونرى ماهو برنامجها ورسالتها ونعرضه من خلال المنصة.
* هل كل النساء المرشحات يحظين بالدعم رغم الاختلاف مع برنامج بعضهن الانتخابي؟
– حيات: الدعم لكل النساء ولا نتدخل في البرنامج الانتخابي، فنحن نتعامل مع جميع المرشحات بمقياس واحد، وليس لنا علاقة بالبرنامج الانتخابي الخاص لهن فالدعم للجميع.
* هل لمنصة مضاوي أصوات داعمة للمرشحات في مختلف الدوائر بمعنى هل لديكم جماعة ضغط ؟
– دشتي: لا ولن نجير الأصوات لدعم مرشحة معينة، وسنقف على الحياد مع جميع المرشحات.
* إذاً كيف يكون الدعم؟
– حيات: الدعم عن طريق خصومات من شركات تقدم خدمات للحملة الانتخابية ومتطوعين ومنصات إعلامية، فهناك من يقدمها بالمجان أو بخصم خاص وأحياناً بسعر التكلفة.
– العوضي: أهم دعم التوعية التي نقدمها على جميع المنصات والمعلومات والدراسات الاكاديمية، ولدينا منصة في «توتير» و«الانستغرام» وبلغ عدد الشركات والجهات الداعمة خلال الاسبوعين 50 شركة وجهة داعمة.
– حيات: ليانة قالت نقطة مهمة أمس خلال اجتماعنا، وهي أنه عندما أقر حق المرأة السياسي في العام 2005 كانت هناك طاقة قوية إيجابية وكفاح كبير وحملات رائعة وجميلة من خلال الصور التي نشاهدها في السابق، نريد تلك الروح والحماس أن يعودا.
* لماذا اختفى ذلك الوهج الجميل؟ هل خاب ظنهم بالمرأة بعد أن حصلت على حقها السياسي؟
– حيات: لا أبداً، بل خاب ظنهم بالنظام، ومن وجهة نظري أنا أسرار وليس وجهة نظر مضاوي، لابد أن يكون هناك نظام كوتا للمرأة حتى تكوّن نفسها، لان قنوات الوصول للمرأة صعبة، فلا ديوانيات ولا اجتماعات إلى جانب نظرة المجتمع للمرأة، فهناك تدقيق على المرأة بشكل كبير. أنادي من هذا المنبر بقراءة التاريخ حين كان يسمى الرجل باسم اخته كاخوان مريم، تاريخنا مليء بفخر الرجل بالمرأة. وهذا مغروس في عاداتنا ولابد أن نرجعه بشكل قوي لابد أن ترجع الصورة الجميلة للمرأة، وأن نترك الخوف من خوض الانتخابات فنحن نحتاج الرجال في الدعم المعنوي.
– العوضي: تحمسنا في العام 2005 وكنت صغيرة في السن، وعندما رأيت الدعم في ذلك الوقت شعرت بأنه لابد أن تعاد تلك التجربة بالقوة نفسها والوهج أيضاً.
* كم عدد النساء المرشحات في سجل مضاوي؟
– العوضي: 12 مرشحة حتى الآن.
* الناخبات أكثر عدد من الناخبين الرجال ولكن لا يمنحن صوتهن للمرأة لماذا ؟
– دشتي: منصة مضاوي ستدعم ذلك الامر، ربما قلة عدد المرشحات ، فالخيارات بالنسبة للناخبات تقل وقد لا تمثل توجهات وتطلعات الناخبة وتراها في مرشحة.
المبادرة ونشاطها
أعضاء فريق سجل مضاوي ليانة العوضي – مدير ومؤسس المبادرة أسرار حيات – عضو فريق ومؤسس إيمان دشتي – عضو فريق ومؤسس دلال بورسلي – عضو فريق ومؤسس الدكتورة العنود الشارخ – عضو مؤسس وشريك استشاري
«مضاوي» تريد مرشحة في «الرابعة»
تبحث مبادرة سجل مضاوي عن مرشحات في الدائرة الرابعة، ومن المنتظر أن يتم الإعلان قريباً عن اسم لمرشحة في هذه الدائرة.
12 مرشحة في «مضاوي» حتى الآن
أعلنت مبادرة سجل مضاوي عن أسماء 12 مرشحة أبدين رغبتهن في الترشح في حين ما زال المجال مفتوحاً أمام جميع النساء الراغبات في الترشح وتقييد أسمائهن في السجل والحصول على الدعم. من بين الأسماء: * المهندسة خديجة القلاف * المحامية عذراء الرفاعي. *الدكتورة نورة المليفي * الدكتورة شيخة الجاسم * الدكتورة بيبي عاشور *المحامية أبرار الصالح *الدكتورة غدير أسيري *نادية العثمان *عالية الخالد *ريم العيدان * رشا البحر * صفاء الهاشم