لبنانيون يبيعون أثاث منازلهم للهجرة عبر البحر… أحدهم تمنى الموت لطفلته بدلاً من العيش في الفقر
النشرة الدولية –
بعدما تخطت معدلات البطالة 35 بالمائة في لبنان، ووصول نسبة الفقر بين أسر طرابلس، شمالي البلاد، إلى 80 بالمائة، لم يجد الأهالي إلا الواجهة البحرية لمدينتهم، لعلّها تحمل لهم أملا جديدا بمستقبل أفضل.
إلا أنّ رهانهم لم ينجح، إذ وقعوا في فخ المهربين المتاجرين بأرواحهم. البلاد التي تعاني من أزمة اقتصادية هي الأكبر في تاريخها، لاسيما بعد خسارة الليرة 80 في المئة من قيمتها، دفعت الكثير من اللبنانيين إلى بيع أثاث منازلهم ومقتنياتهم الشخصية، لكي يؤمنوا تكلفة الرحلة عبر قوارب مطاطية أو خشبية، بحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية.
إبراهيم ليشين (22 عاماً)، من مدينة طرابلس، باع ثلاجة وأريكة لكي يتمكن من جمع 5 ملايين ليرة للمهرب (حوالى 3300 دولاراً أميركياً بسعر الصرف الرسمي)، في رحلة لم يكتمل مسارها، إذ تمت إعادته من قبل السلطات القبرصية، بعدما عاش أياماً عصيبة في البحر، وشهد على موت طفل بين ذراعي والده.
وأشار ليشين، إلى أنّ “47 شخصاً كانوا على متن قارب واحد”، مشدداً على أنّ “المهربين يعرفون الأوضاع السيئة في لبنان، وأنّ اليأس أتعبنا، ما يدفعهم إلى استغلال كل ذلك”.
وحاول عرفات خالد ياسين ( 25 عاماً)، من طرابلس أيضاً، الذهاب إلى قبرص مرتين، كان آخرها في بداية هذا الشهر، وهو مصرّ على تكرار المحاولة رغم موت اثنين من أصدقائه.
وقال ياسين إنّ “والدتي منعتني من أخذ ابنتي البالغة من العمر 20 شهراً، ولكن أتمنى أنّ تموت في البحر بدلاً من أنّ تعيش حياة الفقر والجوع في لبنان”.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ المهربين جمعوا حقائب الركاب من الملابس والطعام والماء والهواتف لنقلها في قارب ثان، إلا أنّهم قاموا بسرقتها بالكامل، مضيفةً أنّ ذوي المهاجرين غير الشرعيين وصلهم رسائل من المهربين زعموا فيها أنّ الأمور كلها على مايرام، مرسلين صوراً من الإنترنت توضح موقع القارب.
من جهتها، حذرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، من احتمال تزايد عدد محاولات الهجرة غير الشرعية من لبنان.
وتصاعدت محاولات الوصول إلى قبرص في أواخر أغسطس الماضي، حيث أبحر 18 قارباً على الأقل على متنها مئات الأشخاص، في وقت تستمر فيه المحاولات رغم فشل العدد الأكبر من الرحلات في إيجاد طريقها المنشود بعد تنسيق السلطات القبرصية مع وزارة الخارجية اللبنانية، لتنظيم رحلات ترحيل من أجل إعادة المهاجرين.