هل تغلق أمريكا سفارتها في بغداد بعد تكرار استهدافها بالصواريخ؟

النشرة الدولية –

كشفت الدوائر السياسية في بغداد، عن احتمالات متعددة  لتوجه الولايات المتحدة الأمريكية لإغلاق سفارتها في المنطقة الخضراء المحصنة أمنيا، وترى الدوائر السياسية العراقية، ان هناك ثلاثة احتمالات أولها: مجرد تهديد من واشنطن بإغلاق السفارة، والتهديد يحمل رسالة تحذير للسلطات العراقية.

وفي دائرة هذا الاحتمال.. من المستبعد أن تقدم واشنطن على هذه الخطوة والتي تعني إخلاء الساحة لعدوها اللدود (إيران) فضلا عن أن السفارة الأمريكية في بغداد، هي الأكبر في العالم وبتكلفة بلغت نحو 592 مليون دولار،  وتقبع مباني مجمع السفارة الأمريكية على مساحة 104 أفدنة، وهي أكبر بست مرات من المساحة التي يحتلها مبنى الأمم المتحدة في نيويورك، وهذا ما يجعلها أكبر سفارة في العالم من حيث الحجم والتكلفة، وتم البناء لتكون أشبه بدولة داخل دولة العراق، ويعمل في السفارة أكثر من 1000 موظف.ويضم المجمّع 27 بناية منفصلة ومنزلا، لـ 615 أمريكيا،ً مع سقوف وجدران ضد التفجيرات. ويعيش السفير الأمريكي في منزل بالمجمّع، تحت حماية مشددة، على مساحة 16 ألف قدم مربع، بينما يعيش نائبه في منزل أقل مساحة (9500 قدم مربع).

وتشمل السفارة مرافق ترفيهية كأحواض السباحة، وأماكن رياضية وأماكن تسوق، وللسفارة طاقتها الكهربائية والتجهيزات المائية الخاصة بها، ما يثير تساؤلات حول الغرض الحقيقي منها وهل تنوي الولايات المتحدة فعلا الانسحاب من العراق أم أنها تخطط لوجود طويل المدى يمتد لعشرات الأعوام، حتى لو جرى الإعداد لانسحاب «صوري» للقوات الأمريكية.

والاحتمال الثاني، بحسب الدوائر السياسية في بغداد، ان يتم إغلاق السفارة لمدة زمنية محددة (90 يوما) وفقا لما كشفت عنه صحيفة «واشنطن بوست» نقلاً عن  مصدر دبلوماسي، أن امريكا قد تغلق السفارة في بغداد لمدة تسعين يومياً، وذلك في اعقاب تحذير وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، العراق بشكل سري من أن بلاده ستغلق سفارتها في بغداد، إذا لم تتحرك الحكومة العراقية لوقف هجمات الفصائل المدعومة من طهران على المصالح الأمريكية.

والاحتمال الثالث: إغلاق أبواب السفارة في بغداد، وأن يباشر السفير الأمريكي مهام عمله من مقر القنصلية الأمريكية في «أربيل»، وسط أنباء عن مغادرة السفير الأمريكي بغداد، متوجهًا إلى القنصلية الأمريكية في أربيل..أي تغيير مؤقت لمقر عمل السفارة حتى يتم تأمين المحيط الخارجي والمجاور للمنطقة الخضراء «تماما» ليصد الكترونيا أية هجمات صاروخية ضد السفارة الأمريكية، وتستغرق الخطة الأمنية وقتا أكبر قد يتجاوز 3 شهور.

ومن جهة أخرى، شددت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، على ضرورة وضع حد للهجمات المتكررة على السفارة الأمريكية والقوات الأجنبية في البلاد، مشيرة إلى أن البلد لا يتحمل الخوض في غمار المجاملات إرضاء للأطراف المتنازعة.. وأكدت لجنة الأمن البرلمانية،  أن قيام الولايات المتحدة بغلق سفارتها في بغداد يعني بدء مواجهة عسكرية واسعة بين القوات الأمريكية  والحشد الشعبي

وبينما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، عن مسؤولين عراقيين تأكيدهم بأن «الاستعدادات بدأت بالفعل لإغلاق السفارة».. قال مسؤول كبير في مكتب الكاظمي، أمس الأحد، إن رئيس الوزراء يضغط الآن على الشركاء الأوروبيين لمحاولة إقناع الولايات المتحدة بالتراجع عن قرارها، مشيرًا إلى «العواقب السلبية» التي قد تترتب على استقرار البلاد..ونقلت صحيفة «واشنطن بوست »  الأمريكية عن المتحدث باسم الحكومة العراقية، أحمد ملا طلال، قوله «نأمل أن تعيد الإدارة الأميركية التفكير في الأمر».

وذكرت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها ترجمته وكالة شفق نيوز، «أبلغت الولايات المتحدة الحكومة العراقية وشركائها الدبلوماسيين أنها تخطط لانسحاب كامل من سفارتها في بغداد ما لم يكبح العراق الهجمات على الأفراد المرتبطين بالوجود الأمريكي هناك».. وهي خطوة قال مسؤولون عراقيون إنها «فاجأتهم».

وكان وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، حذر رئيس الوزراء العراقي من أن واشنطن قد تغلق سفارتها في بغداد وتسحب موظفيها بسبب تكرار الهجمات على السفارة،بينما ذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، أن واشنطن أوضحت من قبل أن الجماعات المدعومة من إيران التي تطلق الصواريخ على السفارة الأميركية في بغداد «تشكل خطرا على حكومة العراق والبعثات الدبلوماسية المجاورة»، ردا على تقارير تحدثت عن عزم الولايات المتحدث «إغلاق سفارتها» في العراق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى