الخطاط إبراهيم عبيد: لا خوف على الخط العربي من الاندثار

النشرة الدولية –

أكّد الخطاط البحريني إبراهيم محمد عبيد على أهمية توجه بلده لإدراج الخط العربي في قائمة التراث غير المادي في اليونسكو، وبيّن ضرورة إيلاء الخط العربي الاهتمام الرسمي والأهلي لضمان استمراريته وبقائه. وأشار إلى أن ديمومة واستمرارية الخط العربي تعتمدان على وجود أياد قادرة على رسم الحرف بشكل إبداعي وجمالي بخلاف الطباعة ورسم الآلة، الأمر الذي يتطلب تضمينه في استراتيجيات التعليم.

وأوضح عبيد تميّز الخط العربي بالروح والقيمة الجمالية، معتبرا أن قراءة أي نص بالخط العربي يعطي إحساسا بالغا بالهدوء والسكون، وأكّد أن تضمين الخط العربي على قائمة التراث العالمي هو بصمة إضافية لسلسلة من المنجزات الثقافية البحرينية.

وبيّن توجه البحرين إلى جانب عدد من الدول العربية مثل السعودية ومصر إلى المحافظة على الخط العربي وإبرازه، مؤكّدا دور الجهات التكاملي في حمل هذه المسؤولية من إعلام وتربية وثقافة، ولفت إلى أهمية إشراك الخطاطين في المعارض الثقافية لما له من دور كبير في تعزيز مكانة الخطاطين في المجتمع، وبيّن أن إقامة الملتقى الوطني الثاني للتراث الثقافي غير المادي خطوة صحيحة تصبّ في دفع ورفد الثقافة في البحرين.

ولفت عبيد إلى عدم وجود رصد لعدد الخطاطين في البحرين، مبينا اختلاف مستوياتهم بين خطاطين معروفين محترفين وبين هاوين ومحبين للخط، وبين خطاطين يعملون في الظل.

وقال “بفضل من الله، تم إشهار جمعية محبي الخط العربي برئاسة الفنان محمود الملا، التي من أهدافها إبراز دور الخط العربي وإقامة الدورات التعليمية في البحرين”.

وأكّد على أهمية عودة تعميم كراسة الخط في المدارس وضمن المناهج التعليمية، لما لها من دور في ترسيخ أنماط الكتابة الصحيحة لرسم الحروف.وبيّن عبيد الاختلاف بين طباعة الآلة للحروف وبين رسم الحرف باليد، مؤكّدا أن أمهات الكتب كانت تقدّم العناوين الرئيسية وعناوين الفصول والفهارس بالخط العربي لا بالطباعة، الأمر الذي يعزّز قيمة الخط، مؤكّدا أن الخط العربي سيظل باقيا ومحافظا على قوته لأنه خط القرآن الكريم، واستشهد بالتجربة السعودية في إعداد مناهج الخط التي وصفها بأنها ليست صعبة، إذ تقوم على أسس وتكنيكات محددة تضمن سلامة الخط وحسن الكتابة.

واقترح عبيد زيادة مساحة الخط العربي في الحصص الدراسية، ولفت إلى أهمية تدريب المعلمين على أسس الخط باعتبارهم الأساس في تعليم الطلبة وتحفيزهم على الكتابة الصحيحة، فالخط العربي يجب أن يكون وفق ميزان وقاعدة، وله نظام وفصول يستوجب الإلمام بها، مؤكّدا على أهمية صحة طريقة مسك القلم وتناسق الحروف والأحجام.

واعترف الحروفي البحريني بأن الخط العربي في أمان ولا خوف عليه من الاندثار طالما أن هناك أحباء له وشغوفين بتعلمه، وأوضح أن التطوّرات التكنولوجية الحديثة أسهمت في انتشار فنون الخط العربي، على عكس ما كان يواجهه المهتمون بهذا الفن من شحّ في الموارد التعليمية والأدوات في الماضي. وتحدّث عن أهمية اقتناء كتب الخط المتوفرة والتي اعتبرها خيارا مثاليا في فترة كورونا التي أتاحت الوقت لأمور لم تكن رائجة في السابق.

وبيّن أن تبني هيئة الثقافة البحرينية لمشروع إدراج الخط العربي في قائمة التراث غير المادي في اليونسكو يعزّز من قيمة الخط العربي الذي ارتبط بالمحبرة والقصبة، مؤكّدا جمال العودة إلى القلم والكتابة باليد لا بالتقنيات الحديثة، واستذكر أول مسكة قصبة له كانت مهداة من الفنان عبدالإله عرب، معتبرا أن السن المناسب لتعلم الخط يفضّل من الصف الخامس، حيث النضج في عضلات اليد التي تمكن من التحكم التام بالقلم.

وأكّد الخطاط البحريني إبراهيم محمد عبيد على أهمية تضمين المدارس والجامعات لمناهج وأنشطة تعزّز من قيمة الخط العربي، إلى جانب التشجيع على اقتناء كتب الخط، فالخط العربي خط يعكس الروح، وله ارتباط قوي بالجمال والمعنى، وفيه إخلاص كبير، يولّد ذائقة مختلفة لدى المتلقي تعزّز المعنى وتضيف الروح والقيمة، فالحرف المطبوع هو حرف هندسي غير حسي، أما الخط فهو فن يضفي الروح والهدوء والسكون للقارئ.

إدراج الخط العربي في قائمة التراث غير المادي في اليونسكو
أسس وتكنيكات محددة تضمن سلامة الخط وحسن الكتابة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى