كورونا يستفحل.. والأردن بحاجة لقوة القانون!* صالح الراشد
النشرة الدولية –
تزايدت حدة الإصابات في الأردن جراء إنتشار فايروس “كوفيد -19” المتسبب لوباء كورنا، وانتقل الأردن في تعداد الإصابات من المئات إلى الألاف، وبالتالي ارتفعت نسبة الخوف عند المواطنين من وصول عداد الإصابات إلى ارقام فلكية، تُثبت بأن الوباء قد إنتشر مجتمعياً، ويبدو ان الحكومة في يومها الأخير غير قادرة على إيجاد الحلول لوقف إنتشاره في ظل رفضها للقيام بالحظر الكلي وقد إستعاضت عنه بالحظر الجزئي الحكومة التي لا تريد فرض يتسبب في إرتفاع حجم الخسائر الإقتصادية على المواطنين والمؤسسات والشركات لا سيما أن الوضع الإقتصادي في الأردن صعب دون كورونا.
الحكومة أفلت منها الأمر واصبحت تحاول جاهدة منع إنتقال الوباء من البؤر الوبائية إلى المناطقة الأخرى، لكن وبسبب عدم جدية المواطنين في تقبل الأمر لإنعدام الثقة بين المواطن والحكومة ساهم في زيادة إنتشار الوباء، فيما تقف الجهات القادرة على نشر الوعي مكتوفة الأيدي بسبب ضعفها في نشر الثقافة الإيجابية في المجتمع، لذا فإن من المتوقع أن تتزاد أعداد الإصابات في الاسبوع القادم بشكل صادم في ظل الإستعداد للإنتخابات المزمع إقامتها في شهر تشرين الثاني القادم.
ويعتقد الكثيرون بأن إستقالة الحكومة وتشكيل حكومة جديدة قد يمنح وزارة الصحة طريق وفكر جديدين للتعامل مع الوباء، فيما قد تكون الحكومة الجديدة نقطة إرتكاز في حماية المواطنين إذا ما كانت حكومة قوية تقوم على تنفذ قوانين الدفاع بقوة أكبر من حكومة الرزاز التي تعاملت بطريقة ناعمة مع التجاوزات التي كانت تحصل في عديد المناطق، وبالذات في مجال الأفراح والأتراح وبقية المناسبات الإجتماعية، مما يعني أننا أصبحنا بحاجة إلى قوة تطبيق القانون لحماية المجتمع حتى لا نلحق بغالبية دول العالم التي أثبت فشلها في التعامل مع جائحة كروونا وارتفعت فيها أعداد الإصابات بشكل متصاعد.
وأصبحت آثار الوباء تعصف بالجميع، ويبدو أن الدولة الأكثر أمانا هي الصين التي صدرت فايروس “كوفيد -19” للعالم، وتركته يعاني الأمرين في مجالي الصحة والإقتصاد حيث لا تتجاوز أعداد الإصابات العشرين مصاب يومياً، ويبدوا أن العالم يسير للإصابة بالشلل في ظل تكبد الإقتصاد العالمي خسائر مالية ضخمة تصل إلى اربعمائة مليار شهرياً إضافة إلى وجود حوالي مليار طالب خارج الغرف الصفية، وارتفع عدد الوفايات لأكثر من مليون إنسان وتخطى عدد المصابين حاجز الثلاثين مليون، مما يُشير إلى أن جميع طرق الوقاية التي طرحتها منظمة الصحة العالمية ما هي إلا كذر الرماد في العيون، مما يعني أن توصيات المنظمة لم تبنع من دراسة معمقة لحقيقة الوباء.