أيها العابثون.. رفقاً بجيشنا الأبيض* صالح الراشد
النشرة الدولية –
تتزايد في الأردن خطورة العبثيين على استقرار الوطن ومستقبله وعلى حياة أبنائه، فهؤلاء لا يدركون حجم الصعوبات التي يلقونها على كاهل الشعب بهمجيتهم المُطلقة وضعف فكرهم وتراجع قدرتهم في إدراك خطورة حمقهم وغيهم على المجتمع، فهم يظنون أنهم يُحسنون صنعا بخرقهم للقانون والنظام ولا يدركون أنهم أسُ البلاء في صناعة الخراب وتحدي الخبراء، فهؤلاء أقل مخلوقات الله إستخداماً للعقل وأضعفهم رؤيا كونهم يسعون جاهدين لتدمير النظام الصحي بجهل أو بعلم ، والمصيبة أن بعضهم يشغل مناصب هامة في الدولة، لكن من قال أن المعرفة والثقافة والإدراك يجب ان تتساوى مع المركز الوظيفي أو الإجتماعي.
وفي مقابل هؤلاءالعابثين نجد القابضين على جمر محبة الشعب والراغبين في حماية حياة أفراده، نجدهم يواصلون الليل والنهار في العمل لحماية الأرواح وصيانتها من خطر كورونا، هم الجيش الأبيض الذي دوماً نفتخر ونعتز بأبنائه الذين يقدمون مصلحة الوطن والشعب على حياتهم، ويسكنون بين الوباء والشقاء والتعب ولا يشكون ولا يتأففون، وهمهم الأوحد أن يستمر المريض بالتنفس ثم مغادرة المستشفى للبيت.
والتقاطع بين الجيش الأبيض والمليشيات السوداوية بأن الاول يدافع عن الحياة والآخر يزرع الموت، نعم الموت الذي يتربص بأبناء الشعب مع كل تهاون في الإجراءات المتبعة لحماية المواطنين من وباء كورونا وعدم ارتداء الكمامات والذهاب إلى تجمعات غير مبررة من أعراس وأتراح، ان الفارق الكبير بين عالِمٌ يهب الحياة وجاهل يسعى لخطفها، وبين الأثنين يقف تطبيق القانون ليكون النقطة الحرجة في إنقاذ جيشنا الأبيض من الإرهاق أو السقوط في أروقة المستشفيات لأجل عابث يبحث عن زيادة متعته ومنح نفسه مكانه بأنه قادر على مخالفة النظام.
النظام الصحي في الأردن يخوض تحدي رهيب ومرعب ولا يُدرك معنى هذه المواجهة إلا أصحاب الرُشد والصلاح القادرين على فهم معاني المواطنة الخلاقة التي تنهض بالوطن وتقف في صفه، فيما مدعوا المواطنة لا يساهمون في رخائه بل يشكلون عائقاً عظيماً أمام نهضته، ولن نكون قادرين على حماية جيش الأردن الأبيض إلا بفرض القانون والنظام ومحاسبة العبثيين الذين يتكاثرون بين صفوف الصفوه ، ولا أعني المحاسبة بفرض الغرامات المالية التي يدفعها البعض دون أن ترتجف يداه، بل بفرض العمل المُجتمعي على الذين يتجاوزون القوانين حتى يعرفوا ويُدركوا معنى العمل وخدمة الوطن وخطورة التعرض للإصابة بوباء كورونا، وعندها سيغير العبثيون من نهجهم ويصبحون أكثر إدراكاً لمعاني المواطنة.