“أبو حذيفة الكذاب”.. جلاد “الخلافة” الزائف يثير الجدل في شوارع كندا
النشرة الدولية –
على مدار أشهر، عاش رجل ادعى أنه كان يعمل “قاتلا” لدى تنظيم الدولة الإسلامية بحرية في أكبر مدينة كندية، الأمر الذي أثار جدلا واسعا، وأعاد النقاش حول استقبال الدولة لمتطرفين يحملون جنسيتها.
وحقق الرجل، ويدعي شهروز تشودري، شهرة واسعة في 2018، بعدما ظهر في بودكاست ضخم أنتجته صحيفة نيويورك تايمز، معترفا بارتكاب سلسلة من الجرائم المروعة، بصفته عضوا في الشرطة الدينية التابعة لداعش.
وبحسب ما تنقل صحيفة “الغارديان” البريطانية، فقد انتاب الخوف والغضب جميع أنحاء كندا بعد الكشف عن حرية التنقل التي تمتع بها تشودري (25 عاما)، الذي أطلق على نفسه اسم أبو حذيفة الكندي.
واتهم خصوم سياسيون رئيس الوزراء، جاستن ترودو، بالسماح لإرهابي “متعطش للدماء” بالتنقل في شوارع تورونتو.
لكن القصة أخذت مؤخرا منعطفا غير متوقع، عندما ألقت الشرطة الكندية القبض عليه، الأسبوع الماضي، بتهمة الكذب وادعاء الانضمام لتنظيم الدولة الإسلامية وتنفيذ عمليات قتل، مشيرة إلى أنها وجهت إليه تهمة ممارسة “نشاط إرهابي زائف”.
ولم تتضمن التهم بارتكاب أي جرائم في سوريا.
ونشر شهروز تشودري تدوينات على وسائل التواصل الاجتماعي بدءا من 2016 يتحدث فيها عن دوره مع التنظيم كما أجرى العديد من المقابلات الإعلامية بهذا الشأن لكن تحقيقا للشرطة خلص إلى أنه ليس له أي صلة بالتنظيم.
وقالت الشرطة إن المقابلات والتدوينات التي ظهرت في عمل وثائقي تلفزيوني كاذبة، وأنها أثارت مخاوف تتعلق بالسلامة العامة بين الكنديين. وسيمثل تشودري أمام محكمة في 16 نوفمبر.
وتشودري، ابن مهاجرين باكستانيين، قضى معظم شبابه في مدينة بيرلينجتون في مقاطعة أونتاريو الكندية. وبعد المدرسة الثانوية سافر إلى مدينة لاهور الباكستانية للدراسة في الجامعة.
وفي 2014، وبينما كان يبلغ 17 عاما، يعتقد أن تشودري سافر بجواز سفره الباكستاني إلى سوريا.
عندما عاد إلى كندا عام 2016، لفتت منشوراته التي تشيد بداعش وتشير إلى الفترة التي قضاها في سوريا انتباه صحفية نيويورك تايمز روكميني كاليماشي التي عرضت في سلسلة من المقابلات تفاصيل الفترة التي قضاها مع داعش.
وفي إحدى الحلقات، وصف تشودري إعدام تاجر مخدرات.
وقال: “كان الدم دافئا، ويتناثر في كل مكان. اضطررت إلى طعنه عدة مرات. ثم وضعناه على صليب. وكان علي أن أترك الخنجر في قلبه “. ثم قال إنه أطلق النار على رجل آخر في رأسه.
وسرعان ما سببت هذه المزاعم إحراجا سياسيا للحكومة، حيث طالب نواب المعارضة بتفسير عن أسباب الحرية التي كان يتنقل بها القاتل المعترف.
ونقلت “الغارديان” عن جيسيكا ديفيز، محللة استخبارات سابقة للحكومة الكندية، قولها: “عادة عندما يرتكب الأشخاص جرائم في كندا، يتم القبض عليهم بشكل عام، لاسيما عندما يعترفون لهم علنا. كان هذا وضعا غير عادي للغاية”.
كما أثارت قصة تشودري المخاوف من عودة المواطنين الكنديين الذين انضموا إلى داعش والجماعات المتطرفة الأخرى إلى ديارهم.