الذكاء الجندري في التعلم عن بعد في زمن كورونا* د. هبة حدادين
النشرة الدولية –
فرضت جائحة الكورونا علينا كجزء من العالم تطوير اساليبنا التعليمية والتدريسية بما يمكننا من مواصلة عملية التعلم دون الاضرار بالمنظومة الصحية فكان التعلم عن بعد الخيار الافضل المتاح امامنا وهو ان كان حاضرا في بعض جوانب التعلم قبل الجائحة بنزر يسير الا ان الجائحة دفعتنا باتجاه التوسع في ممارسة التعلم عن بعد حتى غدت تشكل جزءًا أساسيا من منظومة العمليّة التعليمية وفرصة لتطويرها واستغلالها بالشكل الصحيح خلال وبعد ازمة الكورونا.
والتعلم عن بعد في ظل جائحة كورونا يعد ثقافة جديدة على المجتمع الاردني وظاهرة حديثة للبيئة التعليمية تطورت مع التطور التكنولوجي المتسارع في العالم، والهدف منه إعطاء فرصة للتعليم وتوفيرها للطلابٍ والطالبات وقد طبقتها المؤسسات التعليمية كالمدارس والجامعات كبدائل مساندة تبنتها وزارة التربية والتعليم, بإرسال المواد التعليمية من خلال البريد اللكتروني للطلبة و شرائط فيديو لشرح المواد المتطلبة ليقوم الطلبة بدورهم بإرسال الواجبات المدرسية باستخدام نفس الطريقة ويرافقها جلسات حوارية و نقاشية تطرح مواضيع قيمة من خلال عدة برامج ومنصات وتطبيقات خاصة اثناء الحجر الصحي وهي من الاهمية بمكان في الحفاظ على سير العام الدراسي وعدم تعطليه بالحد الادنى والمعقول متنفس الوحيد للجميع .
كلنا ندرك أهمية التعليم والإلتزام بالواجبات اليومية لأبناءنا وبناتننا في ظل الازمة وإنجازها من خلال التعلم والتزام من المؤسسات التعليمية في مواصلة رحلتهم بالتميز والإبتكار في العملية التعليمية التي يوفرها التعليم عن بعد منها تسهيل العملية ذاتها وتعليم أعداد هائلة من الطلبة دون قيد للمكان الزمان المكان ومراعاة الفروق الفردية للطلبة وقدراتهم في الاستجابة لمتطلبات وادوات هذه الاسلوب غير التقليدي من التعليم واثره في التقييم الاني وسرعة تحديث البيانات والمعلومات الخاصة بالمحتوى التعليمي مع سهولة الوصول إلى المعلومات والبيانات الدراسية والاطلاع على تجارب الآخرين إلكترونياً لتقليل الوقت و الجهد.
ويتطلب هذا الاسلوب توظيفا للذكاء الجندري في التعليم عن بعد ويعتبر مناورة حية قابلة للقياس ويرتكز في القدرة على تحويل التحديات الى فرص في ظل الية التعلم عبر التكولوجيا وزيادة الية الوعي في المسوؤلية الملقاة على طرفي المعادلة الطلبة والمدرسين مقدمي المحتوى وهنا يبرز اثر المهارات والقدرات التي يمتلكونها اضافة الى قدرة أولياء الأمورعلى الدعم في تهيئة البيئة التعليمية الكاملة في ظل الجائحة بالتكيف والتأقلم لتدريس أبنائهم وبناتهم والمشاركة في المتابعة والتواصل مع المعلمين والمعلمات وقدرة الأبناء على التكيف في التعلم عن بعد وتكاملية الأدوار بينهما .
وفي هذا السياق يؤكد خبراء تربويون بان التعليم الالكتروتي عن بعد اصبح ضرورة وليس ترفا وهو الموجة التي ستكتسح العالم في الفترة المقبلة، خاصة إننا مقبلون على عصر ثورة صناعية رابعة ما يستدعي ان نحضرانفسنا جيدا لهذه المرحلة من النواحي كافة.
وباعتبار الأسرة أحد أهم مؤسسات التنشئة الاجتماعية ونواة للعملية الانتاجية والتنظيم الاجتماعي والاقتصادي فاننه قع على عاتقها مسؤوليية مضاعفة امام هذا النمط الجديد من التعليم في المتابعة واذكاء روح العزيمة والتحدي في نفوس ابنائها.
لذلك بدات ملامح التمييز الجندري من خلال القوالب النمطية في الأدوار والعلاقات بين الجنسين في إطارالأسرة الواحدة يتحديد در المراة بالانجابي والرجل بالانتاجي وهو ما يستدعي تغيير هذه الصورة النمطية رغم واقعيتها في تفاعل اوسع في الادوار لتوفير بيئة تعليمية جديدة يتشارك بها الجميع مع احقيته بالاحتفاظ بدوره التقليدي وان كان ليس منالسهل تغييره مرحليا الا الظروف تحتم استعدادا من الفرد لتقبل قيم ثقافية جديدة والية وعي بضرورة تعديل لسلوكيات بما تتماشى مع المنظومة الثقافية الجديدة لاسيما اننا نعيش في ظل التطور والتغير المستمر الذي تمر به المجتمعات. ولا بد لنا من الاعتراف بان الاسرة الاردنية شهدت تطورا وحتى ان كان قسريا في ظل جائحة كورونا الا انه اسهم بتغيير الصورة النمطية عن طبيعة العلاقة والادوار داخل الاسرة الواحدة بتشاركية اوسع واكثر جدوى.
وان كان الذكاء الجندري يقيس قدرة الأفراد على فهم وتقدير الخصائص بالاختلافات والتنوعات البيولوجية والثقافية والإجتماعية بين النساء والرجال فهو يستخدم في عدة مجالات في بيئة العمل والأسرة والتعليم والسياسة والإعلام والمجتمع والاقتصاد وغيرها وهو ما يؤكد اهمية توظيفه لصالح هذه التغيرات والانماط التكنولوجية والتقنية الحديثة والمتسارعة يعتبر فيها الجميع شركاء بالمسؤولية بالتاقلم مع الواقع الجديد ما من شانه ان مع مرور الوقت وتعمق التجربة تضييق الفجوة الجندرية وصولا لهدمها.