التحالف الدولي يخوص حروب المستقبل بالعراق وسوريا
النشرة الدولية –
في ظل الأخبار الكاذبة التي تنشرها الميليشيات الإيرانية والوكلاء الأجانب في كل من سوريا والعراق، برزت حاجة التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، إلى سلاح جديد من نوعه لاستخدامه في أرض المعركة، وهو الهواتف الذكية.
وذكرت مجلة “فورين بوليسي” أن جنودا أميركيين في العراق حصلوا، في أغسطس الماضي، على مجموعة من الهواتف الذكية، بأمر من المتحدث السابق باسم التحالف الدولي، مايلز كاغينز
ونقلت المجلة عن كاغينر قوله: “متأكد تماما أنها المرة الأولى التي يحصل فيها جنود على هواتف آيفون 11 برو ماكس. هذا إنجاز كبير”.
وتمثل الهواتف رمزا لتحدي أكبر يواجه التحالف الدولي، وخاصة الجنود الأميركيين، ألا وهو مكافحة الأخبار الكاذبة التي تنتشر في العراق وسوريا، وأيضا لتوضيح مهمة التحالف.
تقول فورين بوليسي: “يجب على الولايات المتحدة مواجهة حرب معلومات معقدة تقودها الجماعات الموالية لإيران، والنظام السوري، وروسيا، تهدف إلى تآكل الثقة في مهمة التحالف الدولي في العراق وسوريا”.
وعلى مدار الأشهر الستة الماضية، كثفت ميليشيات عراقية موالية لإيران هجومها بالصواريخ والعبوات الناسفة لاستهداف المصالح الأميركية في العراق.
وعلى الإنترنت نشرت الجماعات موالية لإيران، مثل حركة حزب الله النجباء، مقاطع فيديو للهجمات لإرسال رسالة إلى واشنطن. كما أنها تردد مزاعم بأن السفارة في بغداد غطاء أميركي لقاعدة عسكرية جديدة في العراق.
وفي سوريا، تنشر وسائل الإعلام الإيرانية مزاعم يومية بشأن سرقة الأميركيين للنفط السوري.
وبينما تواجه الدوريات الأميركية في سوريا مضايقات من القوات البرية الروسية، يسعى المسؤولون ووسائل الإعلام الروسية إلى تصوير المواجهات على أنها خطأ أميركي.
وبحسب فورين بوليسي، فإن هذا المزيج من المواجهة العسكرية في العراق وسوريا والرسائل الإلكترونية المعدة للاستهلاك المحلي والقادة الإقليميين يهدف إلى تقويض الوجود الأميركي.
وفي خطوة غير مسبوقة في أواخر سبتمبر، أخبرت واشنطن بغداد أنه إذا لم تتوقف الهجمات على السفارة والموظفين الأميركيين، فإن الولايات المتحدة ستنسحب من مجمع سفارتها الضخم.
عندما وصل مايلز كاغينز إلى العراق في أغسطس 2019، لاحظ الصلة الهامشية بين ضباط التحالف في بغداد ونظرائهم في قوات سوريا الديمقراطية على الرغم من عملهم معا لأربع سنوات، حتى أن حساب التحالف على تويتر لم يتابع حساب مصطفى بالي، المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا.
وكان كاغينز أول متحدث رسمي للتحالف يغرد باللغة الكردية، ويتواصل مع نظرائه في سوريا لتنسيق الرسائل.
ويؤكد استخدام التحالف للتغريدات، لإرسال رسائل إلى الخصوم والشركاء على الأرض، على الطريقة التي تتأثر بها الحروب بوسائل التواصل الاجتماعي اليوم.
ووصف كاغينز شائعات الهجمات على القوافل الأميركية في سوريا بأنها “أخبار مزيفة”، مبديا تضامنه مع القبائل في وادي الفرات التي عانت من مذابح تنظيم الدولة الإسلامية.
وتقول فورين بوليسي إن “القبائل تعزز دور التحالف في حماية حقول النفط اليوم، وإن الحد من الأخبار المزيفة المؤيدة لإيران أمر أساسي أيضا لردع التصعيد”.
ولعب كاغينز دورا رئيسا في ريادة التكنولوجيا الجديدة، والتغريد باللغة الكردية، وتنمية العلاقات المحلية، والضغط من أجل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل استباقي.
غادر كاغينز منصبه الشهر الماضي، لكن رؤيته يمكن أن تغير الطريقة التي تخوض بها الولايات المتحدة حروبا مستقبلية وتوضح الصراع الذي واجهته واشنطن في هذه اللحظة المحورية في بغداد.
كاغينز هو رجل أسود رفيع المستوى خدم في منصب عام فريد في وقت كانت فيه الولايات المتحدة تمر بمواجهة عميقة مع العنصرية في الداخل.
قالت فلورين بوليسي إن لون بشرته ساعده على تكوين علاقات مع السكان المحليين في أماكن مثل العراق.
وعندما بدأت المظاهرات المنددة بمقتل الأميركي من أصل إفريقي جورج فلويد، على يد الشرطة في الولايات المتحدة، قال إن العديد من الأكراد بعثوا إليه برسائل تعبر عن تضامنهم لأنهم واجهوا أيضا تمييزا تاريخيا في العراق وسوريا.
ويشدد كاغينز على أهمية “هذا القرب إلى جانب لون بشرتي وتفهم من ظلوا مهمشين ومضطهدين. ونوع من المحادثات كالتي أجراها مع المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي الملا طلال، عندما قال له مرحبا أيها العقيد، تبدو كواحد منا”.
وصل كاغينز إلى العراق العام الماضي بصفته المتحدث العسكري للتحالف. وهو من المحاربين القدامى في السنوات الأولى للحرب الأميركية في العراق، وقد خدم في محافظة ديالى عام 2003، وانتقل إلى الشؤون العامة للجيش عام 2006 وكان ضابطا للشؤون العامة في الفرقة المدرعة الأولى في جنوب العراق في 2009-2010.
ووجد كاغينز الجلوس في مكتب بقاعدة قرب سفارة الولايات المتحدة في بغداد ليس أفضل طريقة للقيام بوظيفته. وكان ذلك سببا في طلب هواتف لجنوده. “فأعداء الولايات المتحدة في العراق وسوريا يستخدمون، وبشكل متزايد، الهواتف الذكية في جميع الأوقات لتسجيل الحوادث”، بحسب ما تقول فورين بوليسي.
وتتطلب الاستجابة لتلك الحوادث الحصول على المعلومات أولا والقدرة على تسجيل الجانب الآخر من القصة. وتنتقد فورين بوليسي افتقاد الجهود الأميركية في العراق لهذه الإمكانية التكنولوجية لعدة سنوات.
لكنها عادت لتقول: “يبدو أن المخاوف بشأن الأمن التشغيلي أو الميزانيات أو الأنواع الخاطئة من الصور التي يتم نشرها قد منعت وزارة الدفاع من توزيع هواتف ذكية معتمدة بين ضباط الشؤون العامة”.
وهدف الضغط من أجل استخدام المزيد من التكنولوجيا الحديثة، مثل الهواتف الذكية، إلى المساعدة في الاستجابة السريعة في ساحة المعارك الإلكترونية ومحاولة إضفاء الطابع الإنساني على مهمة التحالف. كما أنه كان محاولة لطمأنة شركاء الولايات المتحدة على الأرض.