الخسارة كبيرة.. والخلف الخيّر يجبر انكسارنا* أسرار جوهر حيات

النشرة الدولية –

خسارة لا يمكن وصفها، حزن لا تكفيه دموع،.. لم نخسره نحن فقط، خسرته المنطقة، خسره العرب، العالم.. والإنسانية.

رغم معرفتنا بمرض سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح، فإن لحظة وفاته، وخبر الإعلان، كانا مفاجئين على الشعب الكويتي، وعلى كل محب للكويت ولسموه، بل كنا نبحث عن أي تكذيب للخبر، يجبر خواطرنا، ورغم اننا مؤمنون بمشيئة الله عز وجل، ولكن يصعب تصديق خسارته.

لم يكن أميراً عادياً، كان استثنائياً بكل التفاصيل، شخصية فريدة صقلتها سنين الخبرة الطويلة في وزارة الخارجية، وحكمة قلّ نظيرها، وقلب انسان رحيم لا يبخل على أحد، له أثر خير في كل بقعة في الأرض.

كان صمام أمان المنطقة، ونازع فتيل الأزمات، وسيط التعاون والحل، دائماً، ليس في الأزمة الخليجية فحسب، بل كان حاضراً للسلام في أكثر من حدث واكثر من مناسبة، وكان حكيماً وعاقلاً بالقدر الذي جعله يوفّق دائما في حياده الايجابي، ورسم لكويتنا مكاناً مرموقاً بين دول شقيقة وصديقة، وعلى خريطة السياسة الدولية، بين دول كبرى، اصبحت تضع الكويت في حساباتها.

لن اطيل، كثيراً، وانا اتحدث عن بوصلة الانسانية في عالمنا المعاصر ابونا صباح، فالعالم أجمع على أنه قائد انساني فذ، ومهندس للسياسة الخارجية، مما خلق لنا علاقات حسنة مع اغلب الدول.

ورغم كل الظروف الصعبة التي خاضها وتجاوزها بحكمته، ورغم انه كان شاهداً على مواقف كانت سابقة لأنظمة طعنتنا سابقاً، فإنه كان السباق دوماً بمد يده للشعوب، كافة، دون ان يلتفت لمواقف سابقة، مؤمناً بضرورة استقرار المنطقة، على كل الصعد.

ورغم الألم الذي يعتصر قلبي، كلما فطنت اننا لن نرى ابتسامته المعهودة والدائمة مجددا، فإنني ارفض ان اقول اننا كُسرنا، ورغم ان خسارتنا فادحة، فقد كان سموه رحمه الله، حكيما فذاً، تركنا بأيدٍ أمينة، تحت ظل سمو الامير الشيخ نواف الاحمد الصباح، القوي الامين الذي هو خير خلف لخير سلف.

نحن اقوياء، الكويت محمية، ولن ننكسر، فقد انتقلت السلطة بسلاسة ابهرت العالم، بحكمة متناهية، وبالتفاف رائع من الشعب حول الدستور وحول أسرة الحكم، مرددين عبارات السمع والطاعة لأبينا نواف، ومعتبرين ان عزاءنا بفقد بابا صباح، هو اننا بأيدي بوفيصل.

ولا نملك الا ان ندعو لأميرنا الراحل بالرحمة والمغفرة، لروحه الطاهرة التي كانت كالنسمة على شعبه، وان ندعو بالتوفيق والسداد والبطانة الصالحة لأميرنا الشيخ نواف الاحمد الصباح اطال الله في عمره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى