هكذا يسيطر حزب الله على طريق الجنوب في لبنان… طائرات مسيرة وتجمعات عسكرية

النشرة الدولية –

موقع الحرة – حسين طليس

من مدينة بيروت إلى مدينة صيدا، نحو 45 كيلومترا، يمتد عليها الأوتوستراد الساحلي ليصل العاصمة اللبنانية وضواحيها بالجنوب. هذا الخط يمر عبر سلسلة بلدات ساحلية متنوعة في ولاءاتها السياسية والطائفية والمذهبية، ما جعلها تاريخياً نقاط صراع بين الأطراف المتنازعة في لبنان منذ الحرب الأهلية ومن بعدها، وذلك لما يمثله هذا الخط الساحلي من أهمية جيوسياسية على ساحل المتوسط الواصل إلى جنوب لبنان، الذي كان ساحة صراع مع إسرائيل منذ ستينيات القرن الماضي وحتى اليوم.

شهدت هذه البلدات حروباً ومعارك ضارية تنوعت بين داخلية كما كان الحال بين الأحزاب المسيحية و”منظمة التحرير الفلسطينية” في السبعينيات حيث ارتكب فيها مجازر متنقلة (مجزرة الدامور مثلا)، كما شهدت على طولها معارك أخرى مع الجيش الإسرائيلي إبان اجتياح لبنان 1982، لتعود وتهدأ الأوضاع عليها نسبياً منذ تسعينيات القرن الماضي حتى العام 2005.

منذ اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري، عاد التوتر الأمني ليخيم على هذه الطريق، وعادت معها البلدات المحاذية له لتكون ساحة توتر مستمر صرف فيها ميزانيات مالية ضخمة، وأنتجت اشتباكات مسلحة، قتلى وجرحى وقذائف ورصاص، صراع نفوذ وسيطرة وصل إلى حد الصراع الديموغرافي الوجودي، الذي يهدد اليوم أمن لبنان برمته بحرب أهلية قد تنطلق شرارتها من على هذه الطريق.

أحداث خلدة نموذجاً

آخر تلك المعارك كان في مدينة خلدة جنوب بيروت، 27 و28 أغسطس الماضي، قتيلان الأول من أبناء العشائر العربية في خلدة والثاني من آل هدوم سوري الجنسية، ونحو ثمانية جرحى، سقطوا بنتيجة اشتباك مسلح دار بين العشائر العربية من جهة وبين ما يسمى بـ “سرايا المقاومة” التابعة لحزب الله من الجهة المقابلة على خلفية تعليق لافتات حزبية وطائفية.

بلال غصن، عم حسن غصن الذي قتل خلال هذه الاشتباكات يشرح لموقع “الحرة” ملابسات الحادثة، حيث اندلع الإشكال على خلفية تعليق حزب الله لشعارات “هيهات منا الذلة” وبقربها صور للقيادي في الحزب سليم عياش الذي اتهمته المحكمة الدولية بالوقوف خلف عملية اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري.

“كان هذا المشهد مستفزاً جداً لأبناء المنطقة لاسيما الموالين والمحبين للشهيد رفيق الحريري، وكان عاراً على أهالي خلدة وعشائرها أن يقبلوا برفع هذه الصورة المستفزة بأصلها وهدفها”، يقول غصن.

ويضيف: “هذه الأحداث بدأت منذ العام 2013، حيث أقدم المسؤول في حزب الله المدعو علي شبلي على إطلاق النار على شبان المنطقة إثر إشكال معهم، وفي حينها لم يذهب حتى إلى المخفر للوقوف على إفادته والتحقيق معه، وهنا بالنسبة لنا هناك تقصير من الدولة ربما سببه الخوف من حزب الله وعدم القدرة على مواجهة ممارساته. هو نفسه افتعل الإشكال الماضي مع مجموعته، كنا نطلب من الجيش اللبناني أن يتدخل، ولا يفعل بسبب انعدام الأوامر لديه، فيما كان مطلقو النار يتجولون بسلاحهم علناً، وصولاً إلى حين استشهاد حسن أمام أعين الجيش والقوى الأمنية، حينها أدركنا أن الدولة غائبة واخترنا المواجهة معهم إلى حين إنهاء وجود علي شبلي ومجموعته”.

ما جرى في خلدة يمثل نموذجاً لما يحصل على امتداد البلدات المحاذية لهذا الطريق الدولي السريع، قبل خلدة كانت بلدة السعديات والناعمة وقبلهما عرمون والدوحة ووادي الزينة والجية وصولاً إلى مشارف إقليم الخروب وصيدا، تشهد أحداثا أمنية  بين المناطق المتجاورة اللاعب الثابت الوحيد فيها هو حزب الله.

هدف استراتيجي

بعد أحداث 7 مايو عام 2008، أجرى حزب الله تقييماً ميدانياً وعسكرياً كاملاً لما مثل بالنسبة له “معوقات” أمام بسط سيطرته العسكرية التامة على المناطق اللبنانية لاسيما تلك الواقعة بين مناطق نفوذه، بشكل يمنع قطع التواصل بينها تحت أي ظروف أمنية في البلاد، وهذا ليس سراً في لبنان، وإنما ترجمه الحزب بخطوات علنية على الأرض وغلّفها بعنوان “حماية ظهر المقاومة”، وهو عنوان بات يهدد فيه حزب الله بحرب أهلية أو تدخل بالقوة العسكرية، بعدما أثبت ذلك في 7 مايو.

الطريق الساحلي أو “طريق الجنوب” كان من بين تلك “المعوقات” التي وقفت بوجه الحزب عام 2008 خلال اجتياحه لمدينة بيروت، حيث تضامن أهالي البلدات المحاذية للطريق مع أهالي بيروت وقاموا بقطع الطريق الدولية احتجاجاً ورداً على ما جرى حينها.

كانت تلك الخطوة بمثابة إعلان حرب بالنسبة لحزب الله، فما كان منه إلا أن خصص لها ميزانية مالية وجهود ميدانية ضخمة، مقيماً من أجلها شبكة تجارة عقارية كبيرة ومتشعبة أدت حتى اليوم إلى سيطرة ميدانية تامة للحزب على هذا الطريق من خلال زرع مجمعات ومراكز وأبنية تابعة له على طوله من بيروت حتى مدينة صيدا، فكيف استطاع الحزب احتلال هذا الطريق الحيوي؟

يقول النائب عن تيار المستقبل في منطقة إقليم الخروب، المحاذية بامتداد بلداتها للطريق الساحلي، محمد الحجار، إن “حزب الله كان متحسباً لهذه الحساسية الشعبية ومتجهزاً للسيطرة على المنطقة، إذ بدأ يخسر علاقاته مع هذه البلدات بالتدريج منذ العام 2000 مرورا بالعام 2005  بعد اغتيال الحريري وانتهاء أحداث 7 مايو 2008، فيما كان بموازاة ذلك يتغلغل على أطراف البلدات والقرى المحاذية للطريق الساحلي عبر تجمعات سكنية، اشترى من أجل إقامتها أبنية وأراضٍ شيد عليها مجمعات سكنية ضخمة، ووزعها وفقاً لتقسيمات عسكرية واختار أراض استراتيجية مطلة، زرع ثكنات ومواقع له تتخذ الطابع المدني أو الأهلي والسكاني في حين تضم مراكزه ويسكنها مقاتلوه وعائلاتهم وذلك كي يصل إلى هدفه الرئيسي بالسيطرة على هذه المناطق وتأمين خطوط مواصلاته وتواصله بين مناطق الجنوب اللبناني والضاحية الجنوبية لبيروت”.

خطة توسعية

يشرح أحد أبناء المنطقة، والذي فضل عدم كشف هويته، لموقع “الحرة” الطريقة التي ينشط بها الحزب على طول الخط الساحلي، الذي بات بالنسبة له “ساحة عمليات، إذ يعمل بعرض كيلومترين على امتداد الطريق على إنشاء مجمعات ومراكز له هدفه منها كشف الطريق والمنطقة بأسرها. كل مجمع أو مركز مقابل لآخر، بمسافة يحددونها وفقاً لحسابات جغرافية ورؤية عسكرية توحي بأهداف أمنية لهذه المجمعات، على التلال والمفارق والطرق الكاشفة، من خلدة وعرمون وصولاً إلى وادي الزينة ومشارف صيدا”.

ويتابع: “يختارون أشخاصاً محددين من أبناء المنطقة أو من الطائفة المناسبة لكل منطقة، من أجل أن يشتروا أراضي وأبنية، سرعان ما تتحول لمجمعات ومراكز أمنية.

الحاج “ز. س” واحد من هؤلاء، بات معروفاً بين صفوف أهالي البلدات الساحلية لاسيما في الجية والسعديات إضافة إلى خلدة وعرمون، قدم نفسه على أنه مستثمر “بيروتي” يريد شراء أراض من أهالي البلدات، وبعدما تم تجميع الأراضي المطلوبة تحولت جميعها إلى مراكز ومجمعات تابعة لحزب الله”.

بدوره، يؤكد النائب محمد الحجار هذه المعلومات، ويضيف: “يتعاونون مع شبكة كبيرة من السماسرة الذين يعملون لحسابهم ويشترون منهم وعبرهم الأراضي والأبنية، مثلاً في وادي الزينة وصلتهم معلومات عن أرض كانت مرهونة لأحد المصارف اللبنانية فاشتروها عبر سماسرة، وأقاموا فيها مجمعاً ضخماً اسمه “مجمع البحار” مؤلف من حوالي 16 مبنى سكنياً هي عبارة عن مراكز معروفة بأنها مواقع لحزب الله.”

يضيف الحجار: “في السعديات أخذوا مركزاً تحت شعار سكني ومن بعدها بدأوا يتمددون إلى بقية الأبنية المحيطة من أجل فرض سيطرة عسكرية على الطريق الساحلي ومداخل إقليم الخروب وهذه الذهنية العسكرية التي تتحكم بكل نشاطه، حزب الله يقوم بتغيير ديمغرافي على هذا الطريق لتثبيت وجوده وتسهيل سيطرته على مفاصل البلاد، ما كانت الطريق ابداً بهذا الشكل من التجمعات والتوتر والحضور لسرايا المقاومة”.

أهالي بلدة السعديات بدورهم يعيشون تهديداً ديموغرافياً، يعبر محمد الأسعد نجل مختار البلدة، عن هواجسهم بسبب توسع حزب الله ومراكزه في بلدتهم، الأسعد كان قد خاض إشكالاً وتعرض لإطلاق نار كما تعرضت قهوة يملكها في البلدة لاعتداء بالرصاص من قبل عناصر “السرايا” التابعين للحزب.

يقول الأسعد إن “لكل مجمع على طول الخط الساحلي مشكلته الخاصة مع محيطه في السعديات وفي غيرها، السبب الرئيسي لهذه المشاكل أنهم لا يحترمون محيطهم والبيئة التي يدخلونها، لا أحد يبحث خلفهم ويستكشف ملكيتهم للعقارات والمجمعات، هم من يعلنون عن أنفسهم عبر افتعالهم للإشكالات واستفزازهم لمحيطهم بشكل صارخ”.

ويتابع: “يتقصدون استعداء أهالي المنطقة، بالشعارات الطائفية وافتعال الإشكالات وإطلاق النار وإثارة البلبلة والمواكب الاستعراضية، كلها ممارسات يقومون بها فيلفتون الأنظار إليهم، لاسيما وانهم يستقطبون “الزعران”  والعاطلين عن العمل ويخصصون لهم معاشات شهرية ثم يعلنون أنهم خلية لما يسمى بـ”سرايا المقاومة”  ومن بعدها يصبح أي إشكال أو اعتراض على ممارساتهم وعمليات التشبيح مساً بالمقاومة ويتطلب اشتباكا عسكريا وبلبلة أمنية وأخيراً تتحول تلك البقع السكنية إلى بؤر أمنية ممنوع الاقتراب منها أو الاعتراض على أي نشاطات أمنية تجري فيها وهذا لوحده كفيل بخلق حساسيات وعداءات مسبقة. في المقابل لا يعترض أبناء المنطقة منذ البداية على هذا الوجود بسبب تجييره في سياقات طائفية وتصوير الأهالي وكأنهم رافضين لوجود أبناء الطائفة الشيعية وهذا غير صحيح”.

من جهته، يقول بلال غصن ابن مدينة خلدة إن “حزب الله ينفذ مشاريع عسكرية وسياسية وجغرافية على هذه الطريق ويرى أنها تتمة الطريق الممتدة من طهران إلى بيروت وصولاً إلى جنوب لبنان، كل ذلك على حساب أهالي المنطقة الذي يتعرضون لمخاطر ديموغرافية تهدد وجودهم لأنهم يعتبروننا أعداء لأننا ضد سياستهم، وتعلمنا عبر الزمن أن أهداف حزب الله خبيثة، وقد يهدف بهذه الاستراتيجية العسكرية تسهيل أي عملية سيطرة على البلاد”.

المشكلة معهم هي بأسلوب “الهيمنة” الذي ينتهجونه في تعاطيهم مع المناطق وأهلها، والاستعلاء والاستقواء، بحسب ما يقول ابن عشائر عرب خلدة، “نحن موجودون على هذا الساحل منذ مئات السنين ولدينا وثائق ملكية وحضور على شاطئ خلدة منذ أجيال ماضية لا يمكن لحزب الله ومشروعه الإيراني أن يلغي وجودنا ويهيمن علينا ويفرض علينا ما نفعله، يريدون فرض شعاراتهم الطائفية والسياسية بالقوة وإطلاق النار وممارسة التشبيح ومنعنا من التعبير عن رأينا وقطع الطرقات والاحتجاج، يرون بالناعمة وخلدة والسعديات عقدة سيطرة ونفوذ، ومن منطلقات ديمغرافية وطائفية، يريدون حسم نفوذهم وتأمين هذا الطريق لأهميته الاستراتيجية بالنسبة لهم، لكنه مكان عيشنا نحن ومن حقنا التعبير عن رأينا والاعتراض.”

يضيف غصن: “لدينا الحق بقطع الطريق. نحن جزء من هؤلاء الناس الذين يعترضون على الواقع المرير اقتصاديا وسياسياً في لبنان، ومن حقنا أن نعبر عن اعتراضنا على السلطة أسوة بكل المناطق اللبنانية التي قطعت الطرقات. كان يجري قطع الطريق وفتح طرق فرعية موازية من أجل تأمين وصول المواطنين إلى الجنوب وصيدا والشوف وإقليم الخروب، والهدف مجرد عمل احتجاجي لإرباك السلطة والضغط عليها وليس ضد طائفة او منطقة محددة.”

وأظهرت الفترة الممتدة من 17 أكتوبر 2019 (تاريخ اندلاع الاحتجاجات في لبنان) وحتى اليوم، حجم الأهمية التي يوليها حزب الله للطريق الساحلي، والتي وصلت به إلى حد إطلاق طائرات من دون طيار من نوع “مرصاد” فوق رؤوس المتظاهرين في بلدة الناعمة وتصوير عمليات قطع الطرقات في تموز الماضي، بهدف القول مفادها أن الحزب جاهز لاستخدام أسلحته على أنواعها من أجل الحفاظ على الخط الساحلي سالكاً.

مصادر أهلية أكدت لـ “الحرة” أن ظاهرة إطلاق طائرات الاستطلاع ليست محصورة بما جرى رصده خلال عمليات قطع الطرق خلال الثورة فقط، بل قبل ذلك ومن بعده، يسيرون دورياً طائرات استطلاع فوق البلدات على الخط الساحلي، يصورون أي اشكال أو حادث أمني في المنطقة، وتكثفت تلك الدوريات الجوية خلال عمليات قطع الطرقات.

في وقت سابق، جرى الحديث عن توجيه حزب الله رسالة واضحة إلى قيادة الجيش عبر نوابه ووزرائه وإعلامه ووسائل التواصل الاجتماعي، مفادها أنه لن يتوانى عن التدخل بالقوة من أجل فتح الطرقات التي تعيق تحركاته وطالب الجيش بفتحها بالقوة تحت التهديد بالتوتير الأمني و”القمصان السود” التي استعادها مشايخ الحزب وجيوشه الإلكترونية، مقدماً بعداً طائفياً للأمر يوحي بأن قطع الطرقات يستهدف الشيعة من أهل الجنوب اللبناني.

وكان أوضح مثال على ذلك حين عمد إلى استغلال حادث سير مأساوي حصل على الطريق الساحلي راح فيه ضحيتان من جنوب لبنان، قام من بعدها حزب الله بتحميل المتظاهرين مسؤوليته ووظفه مناطقياً ومذهبياً في محاربته لحركة الاحتجاجات.

ويرى النائب محمد الحجار أن “حزب الله يفترض أن هذا الطريق طريقاً رئيسياً في البلاد ممنوع قطعه، ولكن ولا مرة فكر أحد بقطعها لإزعاج أهالي الجنوب وهذا الطريق يستخدمه الجميع بمن فيهم أهالي المنطقة الذين يقطعونها، لكن تفكير حزب الله الفئوي والمذهبي يدفعهم إلى هذه الفلسفات والتفسيرات من أجل شد عصب أنصارهم، بينما أهالي المنطقة وطنيين تاريخياً مختلطين ومنسجمين وتبعيتهم وطنية والتقسيم الطائفي من خارج ثقافتهم. نحن منطقة متسامحة لا تفرق، ومشكلتنا مع حزب الله ليست أنهم شيعة، بل مع سلوكه”.

يتحدث كل من بلال غصن من خلدة ومحمد الأسعد من السعديات ومثلهم مصادر أهلية عدة من بلدات جدرا والجية وبرجا عن حرب نفوذ تخوضها “سرايا المقاومة”، يسيطرون على المحال والساحات والمصالح والتجارات المحلية في المناطق، يجندهم حزب الله من صفوف المجتمع الأهلي لكل بلدة، ويحققون له سيطرته ونفوذه على الأرض.

ويقول النائب الحجار: “يشترون أصحاب النفوس الضعيفة من الرعاع والزعران في المناطق بالسلاح والمال وهؤلاء طبيعتهم أن يفتعلوا مشاكل لأنهم منبوذون اجتماعياً، وفي بعض الأحيان هؤلاء لكونهم غير منضبطين ويورطون حزب الله في إشكالات ومواجهات سرعان ما يتدخل فيها للدفاع عنهم لحفظ ما يمثلونه له من مصالح، وحزب الله عودنا ألا يعمل وفقا للمصلحة الوطنية وإنما وفق مصلحته ومصلحة مشغليه.”

“يستأجرون الشقق في الأبنية من ثم يسيطرون على كامل الأبنية، يفتتحون محال تجارية والمقاهي وأكشاك بيع القهوة، وتتحول كل تلك الأملاك إلى بؤر أمنية لتجمعاتهم ومواقع مراقبة لصالحهم عبر عناصر سرايا المقاومة، واليوم لديهم مشروع لوضع كاميرات مراقبة عند مداخل عرمون والشويفات، فبأي حق يراقبون المناطق بهذه الأساليب؟ وأين سيادة الدولة هنا؟” يتساءل غصن.

من جهته، يرى محمد الأسعد أن “مجموعات السرايا تسعى لاستفزاز كل من هو ليس معهم، يصورونه كعدو ويصوبون عليه ويفتعلون الإشكالات والاستفزازات معه، وهو ما لا يفعله أنصار حركة أمل الموجودون في مناطقنا منذ زمن بعيد ولم يحصل بيننا في كل البلدات أي ضربة كف أما حزب الله فهم مستفزون جداً”.

افتعال المشاكل هذا يريدون منه “تثبيت حضور وإثبات وجود من خلال خلق سرايا المقاومة ومدهم بالسلاح وتأمين رعاية أمنية وغطاء سياسي لهم وهذا ما كان يحصل وحصل في خلدة حيث يفر مجرمون ومرتكبون من وجه العدالة”، يشرح النائب الحجار.

ويضيف: “يريدون القول إنهم موجودون وعلى الباقين أن ينتبهوا من جهوزيتهم وقوتهم العسكرية، وهذا ما يهدد به رأس الهرم (حسن نصرالله) عند كل مفترق سياسي أو استحقاق كما حصل في الفترة الماضية حيث اعتبر حكومة أديب كحكومة 5 مايو ما يعني تهديد بـ7 أيار(مايو).”

ويختم الحجار: “هناك مخاوف حقيقية من حرب أهلية تنطلق من على هذا الطريق، خاصة أن المواجهات تتم بين حزب الله والتجمعات الأهلية والعشائر والعائلات وهؤلاء لا يأتمرون بأوامر الأحزاب السياسية التي يوالونها ويناصرونها وبالتالي لا يمكننا ضبط الأمور دائما لمنع التفلت الأمني، وهذا ما قد يؤدي في وقت ما كما جرى في خلدة إلى مواجهات مسلحة قد تشعل فتيل حرب في كل لبنان”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى