مصارف “تسلب” مقتحميها… ومودعون يتّجهون للتصعيد
بقلم: عزة الحاج حسن
النشرة الدولية –
المدن –
خرجت بعض المصارف منتصرة من عمليات اقتحامها، إذ عمدت وبأكثر من حالة إلى الإلتفاف على المودع المقتحم وخداعه بإعلان موافقتها تنفيذ عملية سحب جزء من الوديعة، لتقوم لاحقاً باحتسابها وفق سعر السحب المعمول به أي 8000 ليرة للدولار.
بمعنى آخر باعت بعض المصارف “الوهم” لمودعين اقتحموا فروعاً مصرفية وخاطروا بحياتهم في سبيل الإستحصال على جزء من ودائعهم ومدخراتهم. والنتيجة دخول مرحلة جديدة من الفوضى تزيد بخطورتها عن عمليات اقتحام لفروع مصرفية.
فالواقع اليوم بات أكثر عنفاً مع بروز مشهد جديد لمودع اطلق النار مباشرة على واجهة بنك بيروت فرع جبيل، بعد منعه من دخول المصرف.
اقتحام على “8000” ليرة!
عملية اقتحام “سلمي” قامت بها اليوم النائبة سينتيا زرازير، إذ دخلت فرع بنك بيبلوس في انطلياس، للمطالبة بجزء من وديعتها بهدف إجراء عملية جراحية. لم تهدد النائبة زرازير ولم تحتجز موظفين، لكن وعلى الرغم من ذلك تعنّت المصرف ورفض تسليمها المال.
وقد أغلقت أبواب المصرف وباشر مدير الفرع التفاوض معها في وجود محاميها فؤاد الدبس ودينا أبو زور من رابطة المودعين، وكانت المفاجأة بعرض وقح قدّمه مدير الفرع لزرازير مفاده تسليمها المبلغ الذي تريد ولكن وفق سعر صرف لدولار المصرفي 8000 ليرة.
هذا العرض أكد الدبس رفضه كلّياً باعتبار أن من حق زرازير الحصول على المال من وديعتها “فنحن أمام حالة إنسانيّة ملحّة”، على ما يقول محاميها.
وفي حديث لـ”المدن” مع النائبة سينتسيا زرازير أكدت انه سبق لها أن تواصلت مع المصرف منذ أكثر من أسبوع وقد أحضرت كافة الأوراق والتقارير الطبية المطلوبة والتي تثبت الحالة الصحية والحاجة إلى العملية الجراحية.
بالإضافة إلى أن المستشفى الذي تتابع زرازير حالتها الصحية لديه كان قد أرسل تقريراً تفصيلياً للمصرف يذكر فيه الحالة ومستلزمات العلاج وضرورة إجراء العملية الجراحية والتكلفة المالية الإجمالية والمبلغ المتوجب سداده نقداً على عاتق زرازير وهو فارق التأمين الصحي.
وأكدت زرازير في حديثها أنها لا تعتزم سحب أكثر من 8500 دولار فقط وهو فارق التأمين لتغطية تكلفة العلاج والعملية الجراحية.
نفاق المصارف
تحرك النائبة زرازير “السلمي” وتعنّت بنك بيبلوس، دفع بزملاء لها من نواب التغيير ومجموعة من المحامين والناشطين إلى الحضور إلى الفرع المصرفي تضامناً مع مطلبها وتقديم الدعم لها. هذه الأجواء دفعت بأحد المصرفيين إلى الطمانة بأن المصرف لا يمكن أن يقف عائقاً بوجه علاج طبي لمودع أيا كان. من دون أن يذكر كيف ساهم وسيساهم المصرف في تلبية مطلب المودع سواء زرازير أو سواها.
في حقيقة الأمر يصر بنك بيبلوس (حتى تاريخ كتابة هذا التقرير) على سحب زرازير المال وفق سعر 8000 ليرة للدولار. ويتمسّك بموقفه بعد نجاحه يوم أمس بلعب الدور نفسه مع المودع علي حدرج الذي اقتحم بنك بيبلوس فرع صور.
فقد حصل بنك بيبلوس على توقيع المودع حدرج أمس على استلام مبلغ بقيمة 352 مليون ليرة من أصل وديعته البالغة قيمتها 44 ألف دولار، تم تسليم المبلغ لشخص خارج الفرع ومن ثم سلم المودع نفسه الى القوى الأمنية. ليتبيّن لاحقاً أن المصرف احتسب المبلغ المسحوب من وديعة حدرج وفق سعر صرف 8000 ليرة للدولار. وبذلك يكون المصرف قد خرج رابحاً بهذه العملية ونجح باقتطاع أكثر من 80 في المئة من قيمة وديعة حدرج على غرار ما يحصل مع كافة المودعين.
دعوى بحق المودع
ولم تنته قضية المودع حدرج عند حد الإقتصاص منه بحسم وديعته وسحب مبلغ وفق سعر 8000 ليرة للدولار، بل عمد بنك بيبلوس اليوم إلى رفع دعوى قضائية اليوم بوجه حدرج الذي سُلبت وديعته من قبل البنك وتم خداعه بعملية السحب ورغم ذلك يطالب المصرف في دعواه مقاضاة المودع بتهمة اقتحام الفرع.
الدعوى التي رفعها المصرف أثارت حفيظة عائلة حدرج في بلدة البازورية الجنوبية، فعمد كُثر إلى التضامن معه، وبحسب ما كشف مصدر لـ”المدن”، تتّجه مجموعة من المتضامينن مع قضية حدرج إلى التكاتف معه لمواجهة المصرف بشتى الطرق.
حادثة حدرج وصفها رئيس جمعية المودعين حسن مغنية الذي تابع قضيته، بالسرقة المتعمّدة، مؤكداً عدم السكوت عن حق المودعين والسير بكافة السبل لاسترداد الحقوق.