الأسد يعلن إستعداده لإقامة علاقات مع إسرائيل فقط عندما تنسحب الأخيرة من الأراضي التي تحتلها
أكد الرئيس السوري، بشار الأسد، أنّ الحرب في سوريا لم تنته بعد، “فطالما أنّه يوجد إرهابيون يحتلون بعض مناطق بلادنا ويرتكبون مختلف أنواع الجرائم والاغتيالات والجرائم الأخرى فإن الحرب لم تنتهِ، وأعتقد أن مشغلّيهم حريصون على جعلها تستمر لوقت طويل. هذا ما نعتقده”.
من جهة أخرى، وخلال مقابلته مع وكالة “سبوتنيك” الروسية، أكد الأسد أنّ “السلام بالنسبة لسوريا يتعلق بالحق وهو أرضنا”، مشيراً إلى أنه من الممكن إقامة علاقات مع إسرائيل “فقط عندما نستعيد أرضنا”.
وتابع:” موقفنا واضح جداً منذ بداية محادثات السلام في تسعينيات القرن الـ20، أي قبل نحو 3 عقود، عندما قلنا إنّ السلام بالنسبة لسوريا يتعلق بالحقوق، وحقنا هو أرضنا. يمكن أن نقيم علاقات طبيعية مع إسرائيل فقط عندما نستعيد أرضنا. المسألة بسيطة جداً”.
كما وأكد أن سوريا لا تجري في الوقت الحاضر أي مفاوضات مع إسرائيل، قائلاً: “لا، ليست هناك أي مفاوضات على الإطلاق، لا شيء على الإطلاق”.
وكثر اللغط في الآونة الأخيرة عن تفاهمات دولية وإقليمية يجري بحثها بعيدا عن الأعين أحد محاورها العلاقات السورية الإسرائيلية، لاسيما بعد اتفاق إسرائيلي لبناني على بدء محادثات مباشرة حول ملف ترسيم الحدود البرية والبحرية والذي لا يمكن أن ينجح دون سوريا التي ترفض حتى الآن الإقرار بلبنانية مزارع شبعا التي تحتلها إسرائيل
ويواجه النظام السوري والجهات والأفراد الداعمين له عقوبات أميركية عمّقت الأزمة الاقتصادية للبلاد وكبّلت مخططات الأسد وحليفيه إيران وروسيا في المنطقة.
وتشن اسرائيل منذ العام 2013 ضربات جوية على مواقع للجيش السوري وإيران وميليشياتها المنتشرة في أنحاء سوريا، معتبرة أن الوجود الإيراني يشكل تهديدا مباشرا لأمنها القومي.
ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات، إلا أنها تكرّر أنها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا وإرسال أسلحة متطورة إلى ذراعها الأبرز في المنطقة حزب الله اللبناني.
ونفى الرئيس السوري بشار الأسد وجود أي قوات إيرانية داخل أراضي بلاده، مشيرا إلى أن الوجود الإيراني يقتصر على خبراء عسكريين يعملون مع الجيش السوري على الأرض.
وقال الأسد “ليس لدينا قوات إيرانية، وهذا واضح جدا. إنهم يدعمون سوريا، يرسلون الخبراء العسكريين ويعملون مع قواتنا على الأرض، ويتواجدون مع الجيش السوري”.
وتابع “دعنا نأخذ مثالا عمليا: قبل نحو عام، أخبر الأميركيون الروس “لإقناع الإيرانيين أنهم يجب أن يكونوا على مسافة 80 كيلومترا عن الحدود مع مرتفعات الجولان المحتلة من قبل الإسرائيليين”. رغم أنه لم يكن هناك جنود إيرانيون، لكن الإيرانيين كانوا مرنين جدا، فقالوا: “حسنا، لن تكون هناك طواقم إيرانية جنوب ذلك الخط”، وقال الأميركيون إنه إذا استطعنا الاتفاق على هذا، سننسحب من الجزء الشرقي المحتل من سوريا على الحدود مع العراق، أو المنطقة المسماة التنف، ولكن لم يحدث شيء. لم ينسحبوا”.
وشدّد الأسد على أن قضية “الوجود الإيراني” بالنسبة للأميركيين هي مجرد ذريعة لاحتلال الأراضي السورية ودعم الإرهابيين، ويتم استخدامها “للتغطية على نواياهم الحقيقية”.
ويبدو الأسد مناقضا لنفسه، ففيما يعلن عدم وجود قوات لإيران في سوريا، يتحدث عن مقايضة بين انسحاب ايراني من الجنوب مقابل خروج الولايات المتحدة من التنف بالقرب من الحدود العراقية الأردنية.
وتنفي إيران أيضا أن يكون لها قوات في سوريا وتزعم أن الموجودين هم مستشارون عسكريون لدعم نظام الأسد.