الاعلامية نزهة عزيزي من فرنسا: “الكتابة ولادة ومخاض متجدد”

النشرة الدولية – حاورها طلال السُكّر  –

الإعلامية  والشاعرة الجزائرية، نزهة عزيزي، شغوفة بالشعر، جدها كان مدرس، والدها كاتب جعلها تحب القراءة والكتابة، هي عاشقة للإعلام الإذاعي.

ما تكتب، نزهة غير مريح، استفزازي، جريئة كثيراً، تحرك الممنوع وغير المسموح كشعرها تماما وديوان همسات متمردة الذي صدر لها في بغداد فيض من التمرد.

مشروعها، أن تنشئ إذاعة عربية مغاربية تعنى بقضايا المرأة والطفل وتبث إعلاما هادفا مستقلا عن السياسة والدين والعرق إذاعة حرة توصل صوت النساء العربيات والمهاجرات للعالم.

النشرة الدولية حاورتها وكان هذا اللقاء

من هي الاعلامية الشاعرة نزهة عزيزي ؟

– هي إعلامية جزائرية خريجة معهد الإعلام والاتصال بالجزائر، وحاليا مستشارة مؤسسات في ميدان التشغيل بولاية بيدوم بفرنسا بعد أن أكملت دراستها في فرنسا في جامعة كليرومون فيرون، شغوفة بالشعر والادب صدر لي ديوان همسات متمردة بإشراف مجلة الآداب والفنون العراقية. ومازلت أكتب في عدة منابر إعلامية في العراق وباريس ولندن والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها عاشقة للإعلام الإذاعي وكتبت في عدة مواضيع راهنة تعنى بالساحة الثقافية في المهجر وداخل العالم العربي.

بدايتي مع الأدب،  هو شغف عائلي جيني اولا جدي كان مدرس لغة عربية لما كانت الجزائر فرنسية ووالدي الكاتب عبد عزيزي جعلني أحب القراءة والكتب منذ نعومة أظافري

نشأت بين الكتب بالضرورة كنت سأحب الأدب وبدأت أكتب في شبابي خواطر لكن باحترافية بعد تخرجي من معهد علوم الإعلام والاتصال حيث درست في ظروف صعبة طبعتها العشرية السوداء التي مرت بها الجزائر لم يزدني ذلك إلا تحديا للظروف وبدأت اول مرة في ميكرفون إذاعة الساورة بشار مسقط رأسي لكن القدر شاء أن اهاجر من الجزائر بعد أن تقلدت مناصب مختلفة اهمها مستشارة عمل في مجال التوظيف بعد تكويني في هذا المجال من طرف وزراة التشغيل الكندية وعملت قبل مغادرة الجزائر كمكلفة بالاتصال بالصندوق الوطني للتأمين الاجتماعي لولاية بشار بالجنوب الغربي الجزائري.

مشروع الهجرة كان في البداية كفكرة لكندا بحكم تكويني من طرف وزارة العمل الكندية في الجزائر من خلال مشروع الشراكة الجزائري الكندي لكن تدخل القدر وجعلني أختار فرنسا كمعظم الجزائريين بحكم الثقافة المزودجة وقربنا الجغرافي والتاريخي لهذا البلد.

هل هناك صراع هوية  في فرنسا؟

نعم لان سياسات الادماج في فرنسا ليست عميقة بما يكفي مقارنة بتلك المقترحة في شمال أمريكا وشمال اروربا او حتى ألمانيا بحكم جوارها لفرنسا. فرنسا الاصطناعية في بدايتها كانت محتاجة لليد العاملة الأفريقية لكنها لم تضع سياسات حقيقية لدمج هذه الثقافات الوافدة إليها مازالت الي اليوم كل ولايات فرنسا تقسم النسيج السكني على حسب المداخيل مما انتج إحياء بكاملها للافارقة وغيرهم من الأيادي الشغيلة التي تعيش مع بعضها ولاتندمج في المجتمع الفرنسي هناك عنصرية في التوظيف هذا واقع وعلى أعلى المستويات. لكن هذا لا يمنع بأن الجالية العربية الإسلامية اليوم تشكل قوة فاعلة في الاقتصاد الفرنسي.

من هو مثلي الأعلى؟ سؤال عام جدا ساحاول الإجابة عليه في شطرين،  مثلي الأعلى على المستوى الشخصي والدي ووالدتي رحمها الله كانت إمرأة صوفية بأخلاق عالية جدا شجعتني دائما للمضي قدما، أما والدي حفظه الله  الكاتب الاعلامي عبد الله عزيزي، لأنه رجل عصامي رغم ثقافته الفركفونية وكتابته باللغة الفرنسية صدرت له كتب بفرنسا والجزائر وكتب عدة مقالات في الصحافة الجزائرية يبقى جزائري القلب والنخاع ، زرع في حب الوطن والانتماء إلى تلك البلدة الصوفية الروحية التي نشأنا فيها القنادسة مسقط رأسي، حيث تشتهر بكتابها الذين داع صيتهم خارج الجزائر أمثال مليكة مقدم وياسمينة خضراء، وبيير رابحي الذي توفي مأخرا وأسماء أخرى كثيرة…. ناهيك عن كونها كانت تاريخيا قبلة لطلب العلم لكل طلاب الجنوب الغربي الجزائري ايام الاستعمار الفرنسي وقبله لأنها تتمتع بصرح الزاوية الزيانية القندوسية حيث تتلمذ أجدادي احمد ومحمد. أما مثلي الأعلى في الكتابة فلا يمكن حسره في كاتب أو صحفي معين في كل فترات من فترات عمري تأثرت بكتاب او كاتب، بداياتي مع نوال السعداوي وعدة كتاب مصريين ولبنانيين أحببت تحليلها وكفاحها  اما فيما يخص الادب المغاربي المغرب العربي آسيا جبار، فتيحة مرشيد، فاطمة المرنيسي، أحلام مستغانمي،  تأثرت بشكل مباشر  بالكاتبات التي دافعن عن قضايا المرأة وحقوقها. ولما هاجرت لفرنسا إكتشفت أن المجتمع الذكوري لا يقتصر على المجتمعات العربية فقط أحب كتابات سيغولان رويال و سيمون ديبوفوار وأسماء عديدة لمعت في الساحة الأدبية الفرنسية التي هي نبض الثقافة الاوروبية.

بالنسبة لطقوس الكتابة فلكل طباخ قدره وتوابله هي كذلك الكتابة الكتابة حالة نفسية اولا وقبل كل شيء حسب تأثراتك الداخلية واكيد عوامل خارجية عندما أكتب اكون على غيمتي وداخل فقاعتي الخاصة لكني أكتب لي وللآخر،  جربت ككل كاتب إستفزاز الورقة البيضاء لكن دائما هناك لحظات الغيث التي أكتب فيها بغزارة وممكن أن يصاب قلمي بوعكة طويلة او قصيرة حيث لا أقوى على الكتابة. لكن السفر والترحال من طقوسي الجميلة التي أكتب من خلالها مأخرا إختبرت أن سفري لاسبانيا محفز جدا للكتابة لاسبانيا سحرها على قلمي ربما لاني أشعر بالانتماء لفضاءاتها وأبرحتها. كتبت على مراكش في المغرب بشغف كبير لأنها مدينة تسكنني ولا أسكنها في الاخير لكل كاتب جنونه ورهصه ولحظة مخاضه وولادته الكتابة ولادة ومخاض متجدد.

لماذا بعض ما أكتب جريء؟ ليس بعض ما أكتب كل ما أكتب جريء كتاباتي غير مريحة إستفزازية انها تحرك الممنوع وغير المسموح كشعري تماما ديواني همسات متمردة قصائد مختلفة تتناول كم من المشاعر المتناقضة والمتضاربة هي صخب حب وهمس كشعر اللنداي الافغاني، تمردت على المجتمع الذكوري من خلال فضح إختلالاته وأعتقد أن الجرأة شرط لتكتب بكل حرية.

الحرية عامل مهم في عملية الإبداع وتوصيل الحقائق انا فخورة لكوني أنتمي إلى عائلة الصحافة الجزائرية المكتوبة لأنها اول صحافة فاضحة متمردة على المستوى العالمي. دفعت ثمنها الجزائر ثمن باهض لكنها أسست لصحافة حرة لاتضاهيها الصحافة الفرنسية جريئة  والدليل على نجاح مدرسة الصحافة الجزائرية وجود صحفيين جزائريين في عدة منابر صحفية وقنوات فضائية داخل وخارج العالم العربي. أعتقد أن الجزائري متمرد في كل شيء وهذه ميزة ربما أبالغ فيها لكني لمستها من خلال مسيرتي الاعلامية داخل وخارج الجزائر.

 

مشروعي اتمنى ان أنشأ إذاعة عربية مغاربية تعنى بقضايا المرأة والطفل وتبث إعلاما هادفا مستقلا عن السياسة والدين والعرق إذاعة حرة توصل صوت النساء العربيات والمهاجرات للعالم وتعنى بقضايا تربية النشأ وتوجيه الشباب لان تصحيح المفاهيم وتغيير الذهنيات من أصعب التحديات لكن بالراديو وأشخاص يؤمنون بنفس القضايا ممكن أن نقدم المرأة  والطفل العربي للعالم. مستمرة في الكتابة الاعلامية وإصدار مقالاتي في جريدة المستقل بلندن وعدة مواقع في لبنان والعراق.

شبكات التواصل الاجتماعي هي من أرجعتني للكتابة كنت قد توقفت عنها لمدة طويلة لكن استاذي وصديقي الدكتور على العيبي في العراق وتواصلي مع أقلام جميلة بالعراق من خلال شبكات التواصل الاجتماعي ضخت في شريان قلمي طاقة للكتابة فأنا أدين لأصدقائي العراقيين لعودتي للكتابة باللغة العربية. اليوم العالم يتواصل عبر شبكات التواصل الاجتماعي هي شريان سريع للانتشار لكنها سلاح دو حدين فليس كل ماينشر له مصداقية الخبر والتأكد من مصادر المعلومات وفرزها داخل الكم المهول من المعلومات هو مسألة أخرى. لذلك كما يقول أستاذي الدكتور كوانسار ليس كل يكتب حقيقية على الاعلامي دائما أن يبقى حذرا لان القراءات متعددة ناهيك عن فبركة الحقائق والأحداث والمضامين لذلك يبقى التكوين الصحفي في نظري مهم جدا للتحليل الاعلامي الموضوعي.

عن تكريماتي تعددت من خلال عملي النشيط في مجلة الآداب والفنون العراقية حيث كرمت عدة مرات من طرفها، كرمت من طرف الجمعية العراقية الثقافية بمنتريال وفي إطار عملي من طرف اللجنة المشرفة على شهادة ليسانس تخصص وساطة أقتصادية من جامعة كليرمون فيرون بفرنسا. وفي الاخير يمكن أن أضيف مهما تعددت التكريمات المهم الرسالة الاعلامية النزيهة وان اكون سفيرة بلدي الجزائر واقدمها بأحسن صورة .

كلماتي الاخيرة، يمكن أن أقول أن التحديات ستكون دائما موجودة على كل الاصعدة الشخصية والعملية المهم ان يثق الإنسان في قدراته ويؤمن بقوته الخلاقة،  وأن تحقيق الأهداف يأتي بالمثابرة والعمل وانا أدين لكل الأشخاص الذين وضعوا في طريقي عثرات لكي لا أصل انهم جعلوني اغير إستراتجياتي من خطواة إلى قفزات فأنا لم أتراجع للوراء إلا لاقفز إلى الأمام فشكرا لكل من سدو في وجهي الأبواب حسدا وبغضا لأنهم علموني أن ارتقي إلى مستويات أعلى من حيث تركتهم. رسالتي لكل طالب إعلام اليوم ثق في قدراتك ومن أغلق الباب في وجهك الله سيفتح لك أبوابا لم تكن تخطر على بالك. ثق بالله فقط.

زر الذهاب إلى الأعلى