طريق المرأة إلى البرلمان.. مملوء بالمطبات* أسرار جوهر حيات

النشرة الدولية –

يبدو أن «الشقى» مكتوب على المرأة الكويتية سياسياً، فهي «فتحت عينها» على ديموقراطية ناقصة، بعين واحدة، تجاهها، فقد ظلت طيلة السنوات من الستينات حتى عام 2005 تسعى الى نيل حقوقها السياسية، ومن حينها إلى يومنا هذا، فهي تعاني حتى تبلغ منصباً قيادياً، فما بالكم بالكرسي النيابي.

فالمرأة التي حققت انتصاراً مبهراً عام 2009 بدخول 4 نائبات للبرلمان في حينها، لم تستطع ان تكرر حضورها بأكثر من مقعد نيابي واحد لاحقا!

لماذا؟ هل لأنه لا يوجد مرشحات؟ هل لأن الكفاءة مفصّلة للرجل فقط؟ هل لأن عمر المرأة السياسي قصير، بالتالي لا تستطيع المبارزة في هذا المضمار كالرجل؟ كلها تساؤلات أراها واهية..

ففي مجتمع صغير كمجتمعنا، ينجح بعض الرجال، بفعل دعم قبيلة، طائفة، مجموعة.. او اي دعم آخر، بينما لايزال البعض يصنف المرأة بدرجة سياسية أقل من الرجل.

وليس سراً ان قلنا ان المرأة لا تتمتع بالدعم نفسه الذي يتمتع به الرجل، وقد لا تكون قادرة على تحمل اعباء الحملات الانتخابية، بل احيانا، لا تستطيع ان تصل الى كل ناخبي دائرتها، بسبب ان دواوين الرجال هي في الغالب تملك تغيير الحسبة الانتخابية.

وبموازاة ذلك، لا يزال هناك في المجتمع، من يسلب حق المرأة السياسي رغم انها انتزعته عام 2005، فالفرعيات والتشاوريات ومخرجاتها تعتبر تعدّياً صارخاً على هذا الحق للمرأة، فالفرعية حددت المرشح الفائز ابن القبيلة أو التيار أو الطائفة من دون ان يكون للمرأة دور لا في اختياره، ولا حتى في السماح لها بأن تشارك في هذه الفرعية علها تكسب دعم ابناء قبيلتها، رغم اعتراضنا على هذه الممارسات، بالتالي ستكون حظوظها بلا دعم ضئيلة في الانتخابات.

ولا يخفى على احد ان قلة تمثيل المرأة في البرلمان جاءت نتيجة لأنها بلا دعم يذكر، ينقصها الايمان بقدراتها، ينقصها يد تسندها بصدق، حتى تعبر الى جمهور الناخبين، وتوصل صوتها لهم، فتقنعهم ببرامجها ورؤاها وتطلعاتها الانتخابية.. فتنافس الرجال على أصواتهم، بل هناك نساء قادرات على ان يتفوقن بأفكارهن على العديد من الرجال، مع تأكيدي بأن لا جنس للكفاءة..

ولذا، جاءت مبادرة «سجل مضاوي»، تمثل شخصية كويتية افتراضية، وهي منصة الكترونية غير ربحية لدعم النساء المرشحات في حملاتهن الانتخابية، سواء لمجلس الامة أو المجلس البلدي أو أي انتخابات أخرى كالجمعيات التعاونية او الاتحادات الطلابية وغيرها، وتعتبر المنصة حلقة وصل بين المرشحات والمتطوعين في المنصة.

ومن منطلق كون أحد أهداف التنمية المستدامة لهيئة الأمم المتحدة هو تمكين المرأة في كل الميادين الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، فإن دعم المرأة عنصر مهم في تحقيق هذه التنمية، «مضاوي» ليست إلا منصة واحدة.. بل اننا بحاجة لمزيد من هذه الجهود الطيبة ولأفكار مشابهة، تدعم المرأة وتمكنها ليس في خوض التنافس الانتخابي فقط، بل في دعمها لبلوغ المناصب القيادية والاشرافية كافة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button