نبرة تشاؤمية… حزب الله اللبناني: لا تراهنوا على الجيش بمفاوضات ترسيم الحدود مع الاحتلال الإسرائيلي
النشرة الدولية –
عاد حزب الله إلى نبرة الرفض المطلق لأي مفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي، والتمسك بمسألة سلاح المقاومة، رغم أن الإعلان عن إطلاق التفاوض جاء بضوء أخضر منه، وفق تقارير سابقة.
وعمّم الحزب، بشكل غير مباشر، تحذيرا للوفد اللبناني إلى المفاوضات مع إسرائيل، التي ستنطلق يوم الأربعاء القادم، وذلك لمنع التفكير في الاستقواء بالجيش في مواجهة إسرائيل، وهو ما يعني ضمنيا أن سلاح المقاومة الذي يتباهى به الحزب هو الرهان الرابح.
جاءت هذه الرسالة من حزب الله، اليوم الإثنين، من خلال صحيفة “الأخبار” اليومية المعروفة بأنها مقربة من الحزب، وتعبر عن مواقفه، عبر مقال يحوي عنوانه الكثير من الاستعراض (“لا مطلقة”… لأي تفاوض مع العدو).
وتزامنت رسالة حزب الله، غير المباشرة، مع إعلان مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية اللبنانية، اليوم، التشكيلة الرسمية لوفد التفاوض اللبناني والمؤلف من العميد الركن الطيار بسّام ياسين، وعضوية العقيد الركن البحري مازن بصبوص، ووسام شباط من هيئة إدارة قطاع البترول، والخبير الأمريكي الجنسية من أصول لبنانية نجيب مسيحي.
فهم من تقرير صحيفة الأخبار بأنه محاولة من حزب الله لتحييد وتبريد التقييمات السياسية التي رأت في المفاوضات نقلة نوعية أقرّها حزب الله، يدخل فيها لبنان مسارات التفاوض والتطبيع في المنطقة.
وأصر تقرير “الأخبار” على تسمية المفاوضات بأنها غير مباشرة، رغم وجود المتفاوضين في غرفة واحدة على طاولات متقابلة وبينهم الراعي الأمريكي.
يشار إلى أن الإطار العام للمفاوضات اللبنانية الإسرائيلية التي ستجرى برعاية الولايات المتحدة، والتي ستعقد في مكاتب قوات الأمم المتحدة (اليونيفيل) بمنطقة الناقورة الحدودية، كان أعلنه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري مُتخليّا عن هذا الملف الذي ظل بعهدته 13 سنة، ومسلّما اياه للجيش ولرئاسة الجمهورية.
لكن الجديد في رسالة حزب الله ملاحظتان اختتمت بهما الصحيفة تقريرها:
الأولى القول إن طبيعة الوفد اللبناني الذي جرى الضغط لأن يكون مختلطاً بين تقنيين وفنيين وعسكريين وإداريين وسياسيين، هو أمر “يعكس فوضى مخيفة في إدارة فريق التفاوض، وسيكون من الصعب توقع نتائج إيجابية حتى على المستوى المهني”.
والثانية، تحذير من المراهنة على الجيش اللبناني كبديل لسلاح حزب الله.
ويقول التقرير: إن “كل المؤشرات تقود، مع الأسف، إلى مخاوف مشروعة من كون الوفد اللبناني سيتصرف بإحراج شديد إزاء استخدام ورقة المقاومة في وجه المفاوض الإسرائيلي أو الوسيط الأمريكي.”
ويضيف التقرير “أن مجرد التفكير من قبل الوفد اللبناني، بأنه يمكن أن يضع الجيش وقدراته في مواجهة العدو، سيكون قد خسر كل المعركة لا جولة فقط.”
ويصف التقرير هذه المخاوف بأنها “مشروعة في ظل التعاون المفرط بين قيادة الجيش الحالية والأمريكيين، على أكثر من صعيد”.
هذه النبرة التشاؤمية في حزب الله الممرة عبر صحيفة الأخبار تعكس مخاوف الحزب من أن مفاوضات ترسيم الحدود ربما تنتهي بترتيبات سلام تلغي مبرر شعار المقاومة، لتنزع سلاح حزب الله بعد أن جرى سحب الملف كله من يد نبيه بري، حليف حزب الله، ليصبح في عهدة الجيش ورئيس الجمهورية والحكومة كسلطة تنفيذية.