نيويورك تايمز: بيروت تسعى لتجاوز انفجار المرفأ… لافتات بمنطقة “مار مخايل”: مكتوبة على الجدران المكسورة “نحن باقون”

النشرة الدولية –

بعد انفجار المرفأ في 4 أغسطس الذي دمر الكثير من أحياء بيروت، لا يزال النبض باقٍ في حي مار مخايل الشهير بالحياة الليلية الصاخبة.

ليس غريبا أن تقرأ بعض اللافتات في مار مخايل، وهو أحد أكثر الأحياء تضررا بسبب الانفجار الكارثي، المكتوبة على الجدران المكسورة “نحن باقون”.

على حد سواء، تعهد السكان في حي الجميزة المتضرر بشدة أيضا، بالعودة مرة أخرى، من خلال إعادة بناء المباني، عقب شهرين من الدمار الذي خلفه انفجار 2750 طنا من مادة نيترات الأمونيوم، كانت مخزنة في المرفأ العاصمي القريب من الحي.

بحسب صحيفة “نيويورك تايمز“، فإن بعض الشركات بدأت في إعادة فتح أبوابها من جديد، وتعمل فرق من المهندسين والمعماريين المتطوعين على إنقاذ المباني التراثية، لكن حتى المتفائلون يقولون إنهم لا يعتقدون أن التعافي الكامل ممكن، مشيرين إلى نقص الدعم والموارد الحكومية، جنبا إلى جنب مع الاقتصاد المنهار.

على الرغم من أنها كانت أحياء مسيحية، إلا أن مار مخايل والجميزة والمناطق المحيطة بهما، جذبت الشباب اللبنانيين من خلفيات دينية مختلفة، وكذلك الأجانب والسياح، إلى الحانات والمقاهي والمعارض الفنية، حيث تشتهر المنطقة بالتنوع الثقافي وشعور الأقليات العرقية والجنسية فيها بالأمان.

ورغم الحروب والإهمال والتطور العمراني في السنوات الأخيرة، بقيت العديد من المنازل القديمة سليمة في الجميزة ومار ميخائيل حتى الانفجار الذي ألحق أضرارا جسيمة بنحو 360 مبنى تم بناؤها بين عامي 1860 و1930.

شبّه الكثيرون بيروت بطائر الفينيق الذي سيصعد من جديد، لكن المدينة تحملت الكثير على مدار عقود من حرب أهلية، وحرب مع إسرائيل، إضافة إلى حكومات فاسدة تسببت باحتجاجات ضخمة، أزمة اقتصادية طاحنة، وانفجار مدمر، والتبعات مستمرة بتزايد الإصابات بفيروس كورونا المستجد.

جاء تشبيه بيروت بطائر الفينيق الأسطوري، الذي يجدد نفسه تلقائيا بعد أن يولد من رماد احتراق جسده، كونها المدينة التي تعرضت لسلسلة من الأزمات، ظل على إثرها صادمة تنبض بالحياة.

ويقول السكان المحليون، إن الانفجار هدد هذا النسيج الاجتماعي الفريد في هذه الأحياء الصاخبة ليلا، لكن الجميع ليس مستعد للعودة الآن، إذ قال البعض إن الأمر سيبدو وكأنه محو ما حدث والمشي بمرح على القبور.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى