إنهم يَتحضّرون لـِ «حرب أهليّة» وشيكة.. في لبنان* محمد خروب
النشرة الدولية –
لم يصدر بعد أي تعليق عن حزب القوات اللبنانية الإنعزالي الذي يرأسه سمير جعجع, على ما كشفه رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط بان جعجع أبلغه ان «لديه «15» الف مُقاتل مستعدون لمواجهة حزب الله, وهم قادرون على ذلك بعد قرار جعجع المُضي في المواجهة ضد حزب الله…حتى النهاية».. مُعتمدا (والقول لجنبلاط) على قناعة لدى جعجع بأن الحزب بات «يُعاني من ضعف كبير، نتيجة الأوضاع في لبنان وفي الإقليم».
اقوال جنبلاط أثارت ردود أفعال ما تزال اصداؤها تتردّد في جنبات المشهد اللبناني, المُحتقن والمفتوح على احتمالات كارثية أخرى, بعدما وصلت الأمور معيشيا واقتصاديا ونقديا وماليا الى نقطة الصفر. وهي تنبئ بأنها ذاهبة الى ما هو أسوأ من ذلك حدود انهيار الدولة اللبنانية ذاتها، وتأتي تحضيرات جعجع لمواجهة عسكرية مع حزب الله لتأخذ الاوضاع الى درك اسفل, قد يُعجّل بسقوط الصيغة اللبنانية خاصة اذا ما وعندما تُقرّر دول اقليمية واخرى دولية الانخراط في حرب كهذه, ليس بمقدور احد التنبؤ بنتائجها في ظل اوضاع اقليمية مُتفجِّرة.
جعجع الذي «أسَرّ» لجنبلاط انه اليوم «اقوى مما كان عليه ايام بشير الجميل، وأن حزب الله أضعف مما كان عليه ابو عمار (يقصِد أيام الحرب الاهلية عام 75) يبدو وكأنه لم يُغادر وهم اليمين الانعزالي اللبناني بأنه «انتصر» في تلك الحرب التي اشعلها معتمدا على اسرائيل. فيما المعطيات والحقائق التي جسّدها «اتفاق الطائف 1989 «, أكدت مسؤولية اليمين الانعزالي في اضعاف «الجانب المسيحي» على نحو ما يزال حتى اللحظة يعاني منها, ولم يستخلص اصحاب الرؤوس الحامية مثل جعجع وآل الجميل دروس وعِبر تلك الحرب, التي ما يزال اللبنانيون «يُكرّرون» كلما حلّت ذكراها السوداء في 13 نيسان بالقول:«تِنذكر وما تِنعاد».
ذُهِل جنبلاط من تقديرات «القائد الذي لم يَفزْ بمعركة يوما» (وفق جنبلاط) مُبدى تخوّفه مما يُحضِّر المعسكر الذي يقوده جعجع والمدعوم اقليميا واميركيا وخصوصا اسرائيليا، الامر الذي يدفع كثيرين لاستعادة «تراث» جعجع وقراءة ما تستبطنه تصريحاته الجوفاء, من تحريض طائفي ومذهبي واستعراضات عسكرية اخذت طابعا عَلنيا, ووصلت ذروتها في الاستعراض العسكري «غير المُسلّح» الذي قامت به «قواته» في ذكرى اغتيال مُعلِّمِه بشير الجميل في ايلول الماضي, كاد يُفضي الى مواجهة دموية مع انصار حزب الجنرال عون.
في السطر الاخير يبدو ان جعجع يقرأ في كتاب مجهول المصدر, وبخاصة في ظل خزعبلات تعشعش في ذاكرته الممسوحة, وإلا كيف يمكن تفسير ما قاله لصحيفة الأهرام المصرية في حزيران الماضي, بأن «حزب الله اقلية في لبنان من حيث التمثيل النيابي ومن حيث الحجم السياسي», في الوقت ذاته الذي يقول فيه اليوم: ان الذي يُعطِّل تشكيل حكومة جديدة في لبنان هو الحزب الذي يستقوي بسلاحه؟.
هل بدأ جعجع معركة مبكرة للوصول «رئيسا».. الى قصر بعبدا؟
.. الأيام ستقول.