إن لم تسمع طبول الحرب… فأنت أصم؟* حمزة عليان
النشرة الدولية –
من أين ستبدأ الحرب العالمية الثالثة؟
ثلاثة أسماء برزت على السطح و”انفرد” بها أناس دون سائر العلماء والمفكرين في الأشهر والسنوات الأخيرة وهم، ليلى عبداللطيف المنجمة اللبنانية، وهنري كيسنجر وزير الخارجية الأميركي الأسبق، وطلال أبوغزالة “قائد” المحاسبة في العالم العربي.
قد يكون مفهوماً أن تخاطر “الست ليلى” بتنبؤاتها والتي تحولت إلى “مسخرة” في الأشهر الأخيرة عندما راحت تبشر اللبنانيين بأنهم سيقضون “أجمل صيف” عام 2020، وإذ ببيروت تتحول إلى كارثة والبلد على حافة المجاعة، ومطار رفيق الحريري تحول إلى قاعدة عسكرية لاستقبال طائرات الإغاثة.
لكن أن يتبرع “السيد أبوغزالة” صاحب “الكارات السبع” والذي لم يترك صنعة إلا أقحم نفسه فيها بالجزم ومن خلال برنامج أطل فيه على ملايين المشاهدين العرب بمحطة “RT” الروسية أن يشهد العالم “قبل شهر أكتوبر” الحالي هكذا قال حرفياً حرباً عالمية بين أميركا والصين، فهذه قمة المأساة!
فالخبير في مجال الاستشارات الإدارية، ولديه سيرة ذاتية على “الويكيبيديا” تسبق اسمه قائمة بالخدمات التي يقدمها أطول من الاسم الذي اختاره المرحوم معمر القذافي لبلاده! الخبير بالملكية الفكرية والنشر والتوزيع ناشد قادة الدول الكبرى الاجتماع من أجل تجنب الوصول إلى حرب كبرى، والسبب كما يراه، أن أميركا ستقدم على هذه الحرب للخروج من أزمتها الاقتصادية، وفي منتصف أكتوبر، فلا الحرب وقعت ولا أميركا سقطت ولا الصين تزحزحت!
وحدها “الست ليلى” سرقت النجومية من خبير تقنية المعلومات وتوقعت أن ينتهي وباء كورونا بين ليلة وضحاها، وبغمضة عين بعد أن ينتشر في أميركا وأوروبا، ونَسيت أنها تنبأت بخروج طبيب عربي يخترع دواء لمعالجته!
أما هنري كيسنجر الذي تجاوز الـ97 عاماً من العمر، “أي أنه في مرحلة الخَرَف” فقد عاد للظهور وبقوة بعد أن ابتلعه الصمت ليؤكد من واقع خبرته الطويلة في عالم الدبلوماسية أن الحرب العالمية الثالثة باتت على الأبواب! وعندما سئل عن الدوافع وراء ذلك، أجاب “إذا كنت غير قادر على سماع طبول الحرب، فأنت بالتأكيد أصم”! وعنده أن الحرب ستبدأ بضربة توجه إلى إيران وسيكون على إسرائيل أن تقتل أكبر عدد ممكن من العرب، وتحتل نصف الشرق الأوسط، بعدما يتحول المسلمون إلى رماد!
وبالأمس جدد “ثعلب الدبلوماسية الأميركية” تحذيراته من أنه يجب على الولايات المتحدة والصين أن تضع حدوداً للمواجهة وإلا فإن العالم سيجد نفسه في وضع مماثل للحرب العالمية الأولى!
أشهر العرّافين في العالم ويدعى “إدغار غايس” أدلى بدلوه وتوقع أن تكون سورية نقطة الانطلاق باعتبار أن روسيا هي محركة الصراع هناك، وستكون الشام مسرحاً للحرب!! طبعاً، الحرب دائرة في هذا البلد منذ عشر سنوات، ولم تبق دولة في العالم إلا أنزلت جيوشها فيه ومع ذلك لم تقع “الحرب العالمية الثالثة”!
لأشهر مضت كانت جائحة “كورونا” محور العالم ومازالت، فقد ذهب البعض إلى الربط بين المخاطر التي تسببت بها وبين اندلاع حرب عالمية ثالثة لدرجة أنهم رتبوا المسرح ورسموا المشهد وكتبوا السيناريو، “حرب متوقعة بسبب كورونا، لن تقتصر على الصين وأميركا بل يتوقع أن تكون أوروبا مسرحها”!
اليوم وبما أن هناك “الحرب” بين أرمينيا وأذربيجان فقد أصبح بالإمكان ربط الحرب العالمية الثالثة بهاتين الدولتين، بعدما كانت أوكرانيا، نقطة الانطلاق! وبما أن الأنظار على مستوى العالم متجهة إلى يريفان وباكو فالأفضل أن تتم حبكة السيناريوهات من هذه البقعة، كي يكون الرأي العام أكثر تقبلاً لها!
مجلة “ناشيونال إنترست” نشرت دراسة قبل سنتين تقريباً، توقعت فيها أن تكون شرارة الحرب عام 2020! وحددت خمسة أماكن قالت إنها ربما تشهد البداية! ثم راحت تعدد أماكن الصراعات القائمة في العالم. توقعنا أن تكون الحرب القادمة التي تأخذ صفة العالمية بسبب ندرة المياه، ثم جاءت موارد الطاقة “كالغاز” لتحتل موقع الصدارة، لكن التوقعات بقيت حبراً على ورق.
سيناريوهات الحروب مفزعة والأسباب متعددة لكن الحروب التقليدية انتهت وإلى الأبد ليحل مكانها حروب من نوع آخر، فلننتظر لنرى!