ملاذ الحواس في عناق الحضارة المصرية

النشرة الدولية –

مجلة روز اليوسف –

من اعظم الحضارات في العالم واول من اكتشف الطب والهندسة والرياضيا ت. علم الآداب والاقصوصة عند المصريين القدماء لهما خصوصية وحميمية.

 

 

 

 

 

 

ان طبائع العلوم في الحضارة المصرية القديمة مختلفة عما هي في الحضارات الاخرى متجلية بالحساسية والخصوصية لا سيما وان المناخات العامة التي نشأت فيها كانت رطبة ومؤهلة لفرض هالة من التفرد عليها من حيث الدقة والمشهدية فلا يمكننا ان ننسى بان الحضارة المصرية الفرعونية شهدت اكتشافات وعلمية فكانت ومازالت لدى االباحثين تعرف (بالمعجزة ) بدء من سرية بناء الاهرامات الى علم التحنيط وعلم الطب والفلك مرورا بالرسم والادب .

السيرة الأثرية في مكنونات هذة الحضارة :

حققت الحضارة المصرية القديمة ( الفرعونية ) مكاسب مهمة من المعارف في عدة مجالات منها : الطب/ الفلك/ النظريات الهندسية / الرياضيات  / فن الاقصوصة / فكانوا من آوائل المبدعين في علم العمارة والهندسة  واول من اكتشف عمليات الجراحة .

دور الفلك وصيغة التقويم :

ان المصريين القدماء اول من ابتدع فكرة ( نظام التوقيت السليم ) الذي ساعد الانسان على تنظيم شؤونه  الاقتصادية  والسياسية  وقد قسموا في هذا النظام الاسبوع الى (سبعة ايام ) وتعمقوا بدراسة علم الفلك من خلال رصد الافلاك فاوجدوا الدائرة الفلكية المرتبطة بحزام ضابط لمسالك الشمس والقمر والنجوم . تألفت هذة الدائرة من اثنتي عشر مقسمة الى ثلاثين درجة مما جعلهم يتمكنون من تحديد مسار النجوم والكواكب . هذة الثقافة الفلكية ساعدتهم على اكتشاف ما يعرف ( بضبط خسوف القمر ) المستوحى عن البابليين  لكنهم قاموا بتطويره علميا .

علم الرياضيا ت والهندسة

ان القراءة العميقة في اكتشافات الحضارة المصرية القديمة تشكل مادة خصبة عند القارىء لما تختزنه من علوم ومعارف فقد وضع العلماء ومعظمهم من الكهنة اسس العلوم محققين مراتب عالية في مجالي الهندسة والرياضيات من خلال بنائهم للاهرامات البالغ عددها عشرين هرما  بنيت من الاحجار والهياكل والمسلات والبوابة والاعمدة العالية التي يقال من قصب البردى كما حفروا القبور بالصخر والتماثيل المنحوتة وزينوها بالرسوم الملونة . درس المصريون القدماء ارتفاع منسوب مياه النيل وانخفاضها وفق قاعدة حسابية دقيقة كما اعتمدوا العد على الاصابع. من ملاذ  علومهم ايضا  في علم الحساب عرفوا  الجمع / الطرح /القسمة وعرفوا الاعداد حتى العشرة ومضاعفتها للمليون فكانت علامة المليون عندهم على شاكلة انسان رافعا يديه كدلالة على الدهشة كما عرفوا الكسور وضربها وقسمتها مثل: المربع /المستطيل / المثلث وأوجدوا وحدات للقياس واوزان الكيل .

المصريون والطب

نشأة الطب عندهم كانت عبر المعتقدات الشعبية البدائية فركزوا دراساتهم عن احشاء الحيوانات خصوصا (الكبد) وتوصلوا بعدها الى تحديد تركيب جسم الانسان واكتشاف العمليات الجراحية فتفقوا فيها خصوصا وان التحنيط ساعدهم  على شق الجسم واخراج احشائه مما اخصب اطلاعهم طبيا بمعرفة اعضاء الجسم معرفة علمية مثل : القلب/ المعدة / الامعاء/ الرئة /الكبد / وغيرها وما زالت مواد التحنيط التي كانت تستعمل آنذاك موضع ابحاث علمية حتى يومنا هذة  كما ساعدهم سر التحنيط على معرفة خاصية الملح والصمغ بالحفاظ على الجسم الميت .   اجرى المصريون القدماء عمليات جراحية دقيقة مثل (ثقب الجمجمة )و(الاسنان ) وتوصلوا لمعرفة الدورة االدموية واتصال الاخيرة بالاوعية الموزعة في اجزاء الجسد .

الارث الطبي

ترك المصريون للبشرية ارثا قيما في الطب ما زالت اسسه تدرس حتى يومنا وكانت العقاقير عندهم تصنع من النباتات والاعشاب والفاكهة حيث نقلها من بعدهم اليونانيون والرومانيون فيما بعد .

الآداب عند المصريين القدماء

عرف المصريون القدماء الكثير الكثير من المعارف في مجال الآداب وكان هذا القطاع  محروسا من الكهنة حيث لقنوا هذة المعارف لابناء العائلات الثرية في الهياكل فكان الكهنة يمسكون زمام السلطة ولا يدفعون الضرائب او يؤخذون للسخرة والخدمة العسكرية . كان رئيس الاسطبل الملكي العظيم من يتولى منصب المعارف وهو يشبه وزير التربية اليوم وكان المدرس وظيفته تخريج الكتبة ومن وظائف الكتبة احصاء السكان وتسجيل الموارد والمصاريف والاشراف على مقاييس النيل لمعرفة مواسم الحصاد كما يقومون  بالاشراف على الشؤون الخاصة بالصناعة والتجارة . كتبت كل هذة المعلومات وهذة المخطوطات على ورق منذ خمسة الاف سنة ومازل الورق متماسكا سهل القراءة حتى يومنا هذا .

ان المصريين  القدماء اول من اكتشف الحبر الاسود الغير قابل للتلاشي فكانت الاقلام عندهم مصنوعة من الخشب او القصب وهي تشبه اقلام الرسامين , وهم اول من استنبط الكتابة بحروف هجائية كانت معروفة بالحروف ( الهيروغليفية ) اي المقدسة وهي من اقدم الحروف التي عرفها الانسان ثم طورها من بعدهم الفينيقين . اما الابداع الحقيقي عندهم تجلى بالجودة والكمية فكانت آدابهم تتصف بالحكمة والفن القصصي واول من ابتدع القصة الشعبية .

لو فتحنا التاريخ على ماضيه لاكتشفنا عظمة هذة الحضارة الخالدة التي تعرف من اولى الحضارات الغنية بالاكتشافات والعلوم والتي كان دورها ملاذا للمعارف في الكيان البشري .

 

زر الذهاب إلى الأعلى