المراوحة في لبنان… رهان خطير على الانتخابات الاميركية
النشرة الدولية –
لبنان 24 – ايناس كريمة –
رغم حماوة الاتصالات السياسية في الاسبوعين الماضيين، لا تزال التحليلات التي تحدثت عن استمرار المراوحة الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية هي السائدة في لبنان. وتقوم هذه التحليلات على أسس تشير الى أن الإدارة الاميركية الجديدة وفي حال وصولها الى البيت الابيض، قد تبدّل من سياساتها في الشرق الاوسط، ما يعني تأثر لبنان بشكل او بآخر بالتغيير السياسي في الولايات المتحدة الاميركية.
فما هي دقة هذه التحليلات؟
وفق مراقبين، فإن تجميد الوضع السياسي في لبنان هو أشبه بمراهنة خطيرة قد تؤدي الى خسارات كبيرة، وذلك لعدة أسباب أهمها ان الاوضاع الاقتصادية والمالية والمعيشية لا تحتمل المزيد من المماطلة الى حين تبلور المشهد السياسي الاميركي الجديد، وبالتالي فمن يعتقد ان فوز الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية سيتبعه تغييرا سريعا وملحوظاً في سياستهم هو مُخطىء، إذ أنه وفي حال خسارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب، فإن الامر يحتاج الى تأسيس لسياسة جديدة في الشرق الاوسط، وهذه السياسة تطال بشكل اساسي إيران وطريقة التعاطي معها، ولكن وحتى لو تراجعت واشنطن في إدارتها عن الضغط على طهران، فإن ذلك قد لا يشمل “حزب الله” إذ ان الاميركيين يتعاطون مع الساحة اللبنانية على أنها ساحة مستقلة في العلاقات الدولية.
وتؤكد المصادر أن العوامل المحيطة بلبنان تجعل منه ساحة ذات حسابات دقيقة بالنسبة للاميركيين، والاهم في ذلك النقاط المتعلقة بالصراع مع اسرائيل وبالملف النفطي والغازي في الساحل الغربي للبلاد.
في المقابل فإن ثمة تأكيدا من قبل بعض المطلعين على أن بارقة أمل وحيدة يمكن ربطها بالانتخابات الاميركية المقبلة، وهي علاقة واشنطن بالفرنسيين، إذ يُجمع هؤلاء على ان الادارة الاميركية الجديدة في حال وصولها الى البيت الابيض وحتى في حال فوز ترامب، ستتبع اسلوبا مختلفا مع الجانب الفرنسي، وقد تسلم واشنطن اوراقا كثيرة لباريس وتفتح لها العديد من الابواب وتمنحها اضواء خضراء للعب دور كبير في الساحة اللبنانية ما من شأنه أن يؤسس لحل للازمة سواء على المستوى السياسي او المالي والاقتصادي.
وبكلتا الحالتين، يبدو الرهان على تغيرات سريعة بعد الانتخابات الاميركية خاطئا، وغير مبني على أسس ثابتة وواقعية، بل مجرد محاولات لتمرير الوقت في ظل رفض اي من الاطراف الداخلية تقديم التنازلات في المرحلة الحالية.