اصعد وارتقي يا عدي .. فأنت البطل
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

اصعد وارتقي فقد بلغت عليا، اصعد واصعد وادنو من السماء فقد وصلت ناصعاً نقياً بهياً ، اصعد فأنت اليوم رمز أعاد لأمة كرامة كانت نسياً منسيا، اصعد فأبواب السماء تتفتح لأمثالك ولكل فدائيا، اصعد فابواب السماء فوق القدس مشرعة وشَاهدْ من عليٍ يافا وحيفا وطبريا، وشم ريح الجنة وتنفس هنيا، واترك الارض واهجرها فقد علا وارتقى فيها الخصيا، وقر عيناً فسيظل على العهد كل وفيا.

اصعد ولا تسمح للعملاء وتجار الاوطان أن يحتلوا فكر الشعب حتى ان جلسوا في مقدمة الصفوف، وحتى إن تسابقت القنوات الفضائية لاستضافتهم في أحاديث مطولة عن البطولات والمساومات والاستسلام المغطى بعار السلام، ففي عصر الانكسارات تجد من يصعدون أرذل القوم وادناهم فكراً وأقلهم ولاءً لوطنهم وشعبهم، في عصور الانكسار يتقدم القوم أجبنهم وأكثرهم حرصاً على الحياة وأكثرهم قدرة في بيع الاوطان وشراء المناصب.

نعم، لقد ارتقيت عالياً فوق الجباه والقلوب يا عدي التميمي، فما فعلته يعجز عنه الجبناء وتتقزم أمامه القيادات، فقد جعلت الصهاينة يرتعبون ويدخلون جحورهم ولقد أطلقت شرارة العزة في شعب فلسطين ، أتدرك ماذا فعلت أيها البطل، لقد أظهرت الصورة الحقيقية لصهاينة جبناء وقيادات فلسطينية متآمرة بوفاء، وعربية تدارت خجلاً وحياء، وشعوب عربية نظرت اليك ببهاء وفلسطينية اقسمت عن السير على نهجك حتى يوم اللقاء.

يا عدي لقد أرهقت الصهاينة وارعبتهم أكثر من صواريخ التصريحات العربية والفلسطينية، لقد اتعبتهم وأنت تقتل وتجري وتختبيء وتفاجئهم بالموت ، اتعلم يا عدي ان هذا هو معنى اسمك وانك قدر منذ يوم ولادتك على الصهاينة الغاصبين، وقدر على الخونة والعملاء والمطبعين، فأنت كغالبية أبناء فلسطين ينتظرون تقديم حصتهم من الدماء لتعود فلسطين بيضاء ناصعة لأهلها الشرعيين الصامتين الصابرين على قهر السلطتين القادمة بالقهر والظلم من الغرب والصانعة للقهر لشعبها الوفي.

آخر الكلام:

شعب منذ أكثر من سبعين عاماً ولم يرفع راية الاستسلام هو شعب حي يرفض الذل والقيد والأسر، هو شعب سيتحرر من كل محتل والتاريخ شاهد أنه لم يُعمر في فلسطين غازي، ليسير الأبطال على خطى كلمات الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي حين قال:

سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاوي الردى
فإمّا حياة تسرّ الصديق وإمّا مماتٌ يغيظ العدى

زر الذهاب إلى الأعلى