حين يهرب كرونا من جُرمية البشر!* صالح الراشد
النشرة الدولية –
إستنكر فايروس “كوفيد-19” أفعال البشر واستغرب قسوتها وجرميتها، فقرر أن يهرب في اي إتجاه كان بعد إستصغر من نفسه وقوته وهيبته الإجرامية، فقد تضاءل الفايروس الضعيف أمام جرائم البشر وأصبح ينظر إليهم كوحوش غير مستأمنين على الأرض والبشرية، بل لقد إستغرب عدم وجود قوانين تحمى البشر من البشر كما يحاولون حماية أنفسهم من فايروس ضعيف سهل الإنتشار والإنكسار، فالفايروس الحزين مُطارد من قبل وزارة الصحة ولجنة الأوبئة، فيما يرتدي المواطنون الكمامات ليصبح تاثيره ضعيفاً على عكس المجرمين المنتشرين في الشوارع دون أن يتجرأ أحد على التصدي لهم، كونهم أصبحوا قوة متحدة لنجد أن بعض من يقومون بالجرائم هم مجموعات خارجة عن القانون.
“كوفيد -19″ عقد إجتماعاً حاشداً لبقية الفايروسات التاجية، وطلب من أصدقاءه من الفايروسات عدم تقليد البشر في وحشيتهم وسوء جرائمهم، حتى تستطيع الفايروس السيطرة على البشر وتقودهم صوب الوباء والموت بطريقتها الحنونه مقارنة بطريقة البشر الكارثية، وقررت الفايروسات بالإجماع أن تتوخى الحيطة والحذر في التعامل مع جنسها ووضعت قانون صارم يعاقب أي فايروس يتجاوز النظام أو يعتدي على فايروس آخر حتى لو كان فايروس صغير، وتم توقيع الإتفاق وأخذت التعهدات بأن عائلة كورونا لن تؤذي أحد يحمل إسم فايروس حفاظاً على إسمها بين الميكروبات.
” كوفيد-19″ غاص في الأردن وأصبح يفعل ما يُريد، ورغم ذلك فقد احتل مركزاً متأخراً في جدول الأخبار التي تسيدها بقسوة جريمة الزرقاء التي تعتبر أبشع جريمة في تاريخ الاردن، حين قام أشخاص تم تربيتهم على أيادي سياسيين ونواب بقطع يدي طفل وفقئوا عينه، وهؤلاء النواب هم ذاتهم من كانوا سيسارعون إلى تصدر جاهات الصلح وإنهاء القضية، لكنهم حين علموا بمواقف الملك والملكة وولي العهد الصارمة إختبأ النواب المتورطين في جحورهم ولم نسمع لهم صوتاً، بل لقد قاموا بوضع رؤسهم في الرمال كما النعام معتقدين أن المواطنين لن يعرفوا من هم ولن يبحثوا عن جرائمهم التي فاقت الوصف برعاية قطعان المجرمين.
إن الوضع في الاردن يسوق المجتمع صوب حياة الغاب بعد أن تخلت الحكومة عن دورها في محاسبة مجرمي ولصوص المال العام، كما إنتشر الجوع والبطالة والجريمة فأصبحت الحياة لا تُطاق، كون القهر والظلم ينتشران وفوق كل ذلك تحولت الجريمة في بعض المناطق إلى عصابات تسيطر على الحياة التجارية والمجتمعية، ويسعون إلى تحويلها إلى مناطق عصية على الأمن، وبالتالي فإن روح الجريمة ستتزايد بفضل القانون المُدمج بين العشائري والقانوني، وفي ظل وجود حماة لا يقلون شراً عن المجرمين وهم شركاء في غالبية جرائم الوطن وكل منهم يسرق حسب مقدرته، لذا فإن الأردن بحاجة إلى تنفيذ قوانين صارمة تقي المجتمع من المجرمين وتحميهم وتوفر لهم حياة آمنة.