(بالصور والفيديو) الشاعرة والأديبة، اللبنانية د. يسرى البيطار: تأثرت بجميل بثينة وقيس ليلى… أنا حشد عاطفي في هذا الكون المليء بالأنانية
النشرة الدولية – حوار طلال السُكرّ –
بدأت الشاعرة والأديبة والاكاديمية، د. يسرى البيطار الكتابة في بداية عمر المراهقة، ولم تنشر القصيد إلا في العام 2013، بعد حصولها على شهادة الدكتوراة في الآداب.
أخبرتنا د. بيطار، أن محركها الأكبر للشعر هو العاطفة، بكل تأكيد.
لا تنكر الشاعرة، د. البيطار، أن وقتها ضاغط جداً، لا تجد الوقت للكتابة أحياناً كثيرة، أما قصائدي الأجمل والأهم فهي ربما تلك التي كتبتها في غرفتي وأنا حزينة.. لا أستطيع أن أجزم بعد. حلمي جائزة نوبل للآداب.
هنا نصّ الحوار كاملاً
من هي الكاتبة والشاعرة يسرى البيطار؟
– يسرى البيطار حشد عاطفي في هذا الكون المليء بالأنانية ، ولذا فهي الشاعرة.
متى بدأت الشاعرة يسرى الكتابة والشعر؟
– بدأت بالكتابة باكرا في بداية المراهقة، لكنني لم أنشر قصيدة إلا في العام 2013. كان ذلك بعد حصولي على شهادة الدكتوراه في الآداب، وحين شعرت أنني كتبت شيئا يستحق النشر، بمعنى أنه يشكل إضافة ما، ربما. فالنشر مسؤولية ، كما أردد دائما.
هل يتعارض عملك في الجامعة مع نشاطاتك الأدبية والثقافية؟
– الوقت ضاغط جدا . لذلك تشعر أحيانا أن قصائد كثيرة تضيع منك؛ لا تجد الوقت لكتابتها. لكنني أعتقد أن لا شيء يضيع في الحقيقة؛ قد يرجأ أو يتبلور في شكل آخر. أما التعليم الجامعي فهو إطار غير منفصل عن الإبداع.
كيف ساهمت سنوات النشأة الأولى في تشكيل وعيك الثقافي وذائقتك الإبداعية؟
– كان للنشأة في قريتي كفيفان تأثير في شخصية الفتاة الحالمة، فهي القرية الهادئة الوادعة الممتدة بين شجر الصنوبر والبيوت القروية العبقة بالتراث. كما كان لقراءاتي الشعرية في البدايات تأثير في تشكيل لغتي الأدبية. لكنني أعتقد أن الشاعر يولد شاعرا، بما لديه من الزخم العاطفي.
هل لكِ أن تصفي طقوس الشعر لديك؟
– حقيقة ليس لدي طقس معين للكتابة. فقد كتبت قصائد في السيارة، وفي العمل، ونهارا وليلا. أما قصائدي الأجمل والأهم فهي ربما تلك التي كتبتها في غرفتي وأنا حزينة.. لا أستطيع أن أجزم بعد.
من كان يدعم ويؤازر الشاعرة البيطار حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن؟
– الأهل دعموا الفتاة المتفوقة في اللغة والأدب، وكذلك الأساتذة في المدرسة. أما بدايات النشر فشجعها الشاعر اللبناني جورج شكور والأستاذ جورج طرابلسي الذي كان مسؤولا عن الصفحة الثقافية في جريدة الأنوار. وكان للوسط الثقافي في لبنان وللمنتديات الأدبية دور كبير لا يمكنني إنكاره في إطلاق الشاعرة بسرعة على امتداد الوطن، وثم إلى الوطن العربي.
هل من مكان لوطنك في ما تكتبين؟
– للبنان الوطن قصائد خاصة به، للجيش وبيروت، ولمدنه ومناطقه كطرابلس وجبل عامل وجبل الشيخ، ولمدينتي البترون. أما الوطن كمفهوم وقيمة فيحضر في كل جملة شعرية؛ فالحب وطن، وأصالة الموقف، والصدق والشرف.
كيف نظرتك إلى حركة النقد الأدبي في لبنان؟
– لا أرى حركة نقدية منظمة في لبنان وهذا جيد؛ فالتنظيم في بعض الأمور يسيء إليها. هناك نقاد أفراد يتفاوتون في القدرة والعلم. أما أنا فأفضل النقد الأكاديمي، بعيدا من الانطباعية والرأي الخاص.
كيف تصف الشاعرة يسرى المبدعين والأدباء اللبنانيين ومستوى النشاطات الثقافية في لبنان مقارنة بالدول العربية الأخرى؟
– حقيقة لا أحد يستطيع إطلاق حكم على مستوى الأفراد، فهناك شعراء وأدباء كبار في لبنان، كما في دول أخرى. أما النشاط الثقافي عموما فهو حيوي جدا في لبنان ويحظى بجمهور واسع. أما المستوى فهو متنوع، حيث نجد في كل الدول العربية ومنها لبنان نشاطات ذات مستوى عال، ونشاطات على مستوى الهواة، ولا بأس في ذلك.
هل أنتِ مع أن الكاتب أو الشاعر مُكرم خارج بلده أكثر من بلده نفسها؟
– ليس بالضرورة. ولا بد لكل من ينطلق إلى الخارج أن تكون قاعدة انطلاقه من وطنه متينة. هذا رأيي وقد لا يكون صحيحا دائما.
هل تعترضين على نجومية بعض الشعراء والكتاب؟
– لا اعتراض إطلاقا. فلا شيء يحدث بالصدفة. ولا بد أن يكون لكل نجاح كفاءة ما. فإذا لم يكن المعيار صحيحا فلا بد أن يسقط النجم بعد فترة وينطفئ.
كم تمنحكِ أو منحتكِ الحريّة في صوغ نصّ قصائدك؟
– نعم؛ الحرية أساس، ولا إبداع من دون حرية. وربما لذلك تأخرت في النشر.
هل فكرتِ في كتابة الشعر بغير العربية للتواصل مع قارئ من ثقافة مغايرة؟
– المسألة ليست مسألة قرار غب الطلب، والشعر لا يخرج حقيقيا إلا بلغته الأصيلة. والشعراء الذين يكتبون بلغتين يجب أن تكون اللغة الثانية قد أصبحت راسخة لديهم كالأولى وهذه ليست مسألة تعلم بل سكن وتكلم وحياة. وهذا ما ليس لدي. أما الترجمة فهي التي توصل الأديب إلى القراء بلغات أخرى، وإن كانت ترجمة الشعر مسألة دقيقة وخاصة جدا.
عض النقاد يجاملون ما تكتب المرأة… لأنها امرأة بدون تقييم لمنجزها الأدبي؟
– لقد قلت مرة إن كل امرأة تكتب في عالمنا العربي هي بطلة. لكن هذا لا يعني أن نكذب على أنفسنا. ففي تصنيف الأعمال الأدبية ونقدها العلمي لا فضل لأحد على أحد إلا بالإبداع.
ما هي أهم المشكلات التي تواجه الأديب العربي؟
– يواجه المبدعون العرب مشكلة القيود الاجتماعية ذات الأصول المتنوعة، وأرى أن هذا الصراع سيستمر إلى أمد غير منظور.
بمن تأثرت في كتاباتك الأدبية عربياً وعالميا؟
– تأثرت بكثيرين لكنني سأذكر منهم الأكبر تأثيرا وهم شعراء العذرية الأموية كجميل بثينة وقيس ليلى.
ما المحرّك الأكبر في أعمالك؟
– المحرك الأكبر هو العاطفة، بكل تأكيد.
ما هو الحلم الذي يراود الشاعرة يسرى؟
– جائزة نوبل للآداب، بلا مساومة.
ما رأيك بخارطة الجوائز الإبداعية العربيّة؟
– أعتقد أن على الجوائز العربية أن تشكل أنموذجا مختلفا عن الأنموذج السياسي؛ كما عليها أن تبحث هي عن المبدعين المستحقين، لا أن تنتظر زحفهم إليها. فالمبدع شامخ.
ما هو الجديد القادم لك؟
– لا جديد الآن. فبعد مجموعتي “منازل العشق” التي صدرت بداية العام 2020، بدأت جائحة كورونا المشؤوم وقد أرخت بثقلها علي. حقيقة أشعر أن الظروف الحالية تكبلني فلا كتابة الآن. ولا أعلم إن كان هذا شأن الشعراء الآخرين.
ما هي أمنياتك؟
– أتمنى أن نتصالح مع أنفسنا في العالم العربي، فلا يعود ما نفكر فيه غير ما نقوله، بل نمارس قناعاتنا في المجالات السياسية والاجتماعية والعائلية والعاطفية… فالعربي يعاني من الفصام بين المرغوب والمفروض. وهذا جوهر الأزمات كلها.
كلمة أخيرة لقراء النشرة الدولية.
– أشكر النشرة الدولية على الحوار الجميل، وأشكر متابعة القراء الكرام. وأهديكم هذه القصيدة.
تغادرُني فيبتدئُ السّؤالُ
ودمعُ العين تَعبرُه الظّلالُ
كأنّكَ ما أتيتَ إليّ شوقًا
ولا سَكِرَت من العنب السِّلالُ
كحلمٍ هَزَّ عرشَ اللّيل حينًا
لتستويَ المدائنُ والرّمالُ
بلا روحٍ أنامُ أنا كلامٌ
يُخَطُّ على الدّماء ولا يُقالُ
دموعي في سكون اللّيل تُتلى
فكلُّ الكون فَيضٌ وابتهالُ
إلى عينيكَ أنْ دعني أصلّي
فلا تعبٌ هناك ولا محالُ
أنا جسدٌ يموت تقالُ ميمٌ
فتُحْيي الموتَ نارٌ واشتعالُ
أهذا الطّرْفَ لا تحزنْ فإنّي
إذا حَزِنَ الكنارُ أنا التّلالُ
أنا أمُّ الصّبيِّ أنا دواءٌ
إذا مَسَّ الجبينَ بك اعتلالُ
أسافرُ في الحقيبةِ مثلَ طيفٍ
ويكفي، كي يعانقَني الكمالُ
وقفتُ، يداي حول العشق، حَيرى
أوَجْهُ الأرض ماءٌ أم وصالُ
رَدَدْتُ البابَ يكسرُني حنينٌ
كما انفصلَت عن الجبل الجبالُ
(يسرى البيطار – منازل العشق)
https://youtu.be/q8MuzZQBavM