فَضْفَضةٌ على عتبة إنتخابات ، إضاءة على المشهد في الأردن* د. سمير ايوب
النشرة الدولية –
إعتَدْتُ بين كل غَسَقٍ وكل شَفَق ، أن أولِيَ بصيرتي مُسْتَمْتِعاً ، شطر الوطن ، ومن مضى من أهلي فيه . وعندما أريدُ التعرُّفَ أكثر ،على زيفِ ودَنَسِ بازاراتِ ، أكلةِ الجبنة من القطط السمان فيه ، إعْتَدتُ أن أنظرَ ناحيةَ البَلَدْ .
فالبَلَدُ أي بلدٍ ، إنْ كانَ مُجردَ شِعارٍ ، فهو في العادة ، لا يزيدُ عن كونه أكواماً من صخرٍ ومن تراب . يُباعُ ويشترى بالجملة او بالمفرق ، ويُسَمْسَرُعليه . نُقيمُ فيه بالعبور ، وفقَ حساباتٍ ضَيِّقَةٍ ، أو حِصَصٍ خالية من دسم . أما الوطن كسلوكٍ مضى ، وواقعٍ مُعاش ، ومُستقبلٍ آت ، فهو نحن معا . يجمعنا ونصطف من حول آلامِه ، ومَخاوفه وتحديات أحلامه . ونعيشُ فيه كل الهواجس وإحتمالاتها .
مُصيبةٌ كبرى ، أن لا نُحسِنَ التفريقَ بين البلد وبين الوطن . ساعتها نكون كمَن لا يُحسنُ التفريق ، عن جهل أو عن تعمُّدٍ مُخاتِلٍ ، بين القانون وروحه والقائم على نفاذه. وشَرُّ البَلِيَّةِ أن لا يُسْمحَ لك بالاقتراب من هذا ، أو الابتعاد عن ذاك.
اللهم إبْعِدْ عن وطنيَ الأردن، شرَّ الطوفانِ ورذاذَ الطوفان . فَوَطَني الرائع ، يتَّسِعُ لحسن الحظ، لباقاتٍ ومَواكبٍ من ألأخيار. ولسوءِ الحظ ، فيه بعض مُتَّسَعٍ لشئٍ من الأشرار المراوغين .