كبير الحجر “ذلاّل”* صالح القلاب
النشرة الدولية –
هناك مثل، لا أعرف ما إذا كان يستخدم في غير الأردن وبخاصة في المناطق “الفلاحية” وفي مناطق البادية، يقول: “كبير الحجر ذلال” أي أن من ينتقي حجراً كبيراً ليضرب به خصمه لا يريد أن يضرب وكأنه يقول لمن هو على وشك الإشتباك معه إذا أنت هاجمتني وضربتني بحجر صغير فإنني سأرد عليك بهذه الحجر الكبيرة وكأنه يقول لهذا الخصم أرجوك أن “تكف شرك” عني لأنّ حجري هذه هي للتخويف وليس للمواجهة!!
وأذكر هنا أن مذيعاً عربياًّ واسع الشهرة كان يستخدم في مطلع برنامجه الإذاعي في إذاعة ثورية جداًّ مصطلح: “تجوع يا سمك” وهذا السمك المقصود هو سمك البحر الأبيض المتوسط، الذي عليه أن ينتظر المعركة الحاسمة مع “العدو الصهيوني” ليحشو بطونه بلحم من سيتم ذبحهم من الجنود الإسرائيليين!!
وبالطبع فقد تتالت الحروب مع: “العدو الصهيوني” من حرب عام 1948 إلى حرب عام 1967 وأيضاً إلى حرب عام 1973، إذا أردتم، التي كانت إسرائيل قد إنتصرت فيها على جبهتين عربيتين وبقي هذا السمك يتضور جوعاً ومسغبة إلى أن إنتهت المواجهات مع العدو الصهيوني بعودة سيناء إلى أهلها والعودة المفترضة للضفة الغربية إلى الشعب الفلسطيني الذي لا يزال يكابد الأمرين لإقامة دولته المستقلة فوق ما كان قد إحتل من فلسطين في حرب يونيو (حزيران) عام 1967 المعروفة وعاصمتها القدس الشرقية.
ويقيناً إنني لا أقصد أحداً بهذا الذي قلته وحيث أن كل ما في هذا الأمر أننا لا نزال نسمع “جعجعات” صاخبة في بعض الإذاعات الثورية وإنّ التهديدات قد إنتقلت من العدو الصهيوني إلى العدو الأميركي.. وهنا فإن أجمل ما يمكن أن يقال في هذا المجال هو بيت شعر في قصيدة خالدة هجا فيها جرير خصمه الفرزدق جاء فيه:
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً
إبشر بطول سلامة يا مربع
وهكذا فإنّ الذين إشتعلت رؤوسهم بالشيب مثلي لا بد وأنهم لا زالوا يتذكرون تلك “المرحلة الكلامية” التي يبدو أنها قد عادت إلينا مجدداً وبالطبع فإن المستهدف بهذا القصف الكلامي الجديد ليس: “العدو الصهيوني” وليس الإمبريالية الأميركية وإنما بعض “الأشقاء” العرب الذين كانوا غادروا الخنادق القديمة منذ فترة مبكرة أصبحت بعيدة جداًّ.. وهنا فإنني مضطر أن أؤكد أن المقصودين هم بعض “أقزام” هذه الأمة الذين “يتمرجلون” على أشقائهم بقبضات من تركهم خلفه قاسم سليماني وبقبضات وقوات رجب طيب أردوغان: “تورك سلاحي كوفيتلاري”!!