الشاعر اللبناني علي الزين يحيك عباءة قصائده من وطن لم يره بعد… قصائده تتكئ على الصورة الشعرية
النشرة الدولية –
صدر عن دار التكوين للنشر والترجمة ديوان جديد للشاعر اللبناني المغترب علي بهاء الزين، وهو من القطع المتوسط، ويقع في 225 صفحة، دمشق، سوريا. غلاف هذا الديوان هو من تصميم خاص للفنانة التشكيلية اللبنانية ماجدة نصر الدين، والتي أبت إلا أن تعطي “مجاز معتق” لمسة أصابعها المعتقة بالوان المجاز، يقول الشاعر معبرا من خلال الإهداء.
” إلى التي تمسك قماشي بأصابعها، وتقرأ لي جملي البعيدة، إلى التي تشكل ساحتي وتسكنها، وتنثر شفتيها على تعبي، وتحيك لي عباءة قصائدي، ثم تعيدني إلى وطن لم أره بعد، إلى روح رفيقي وصديقي وأخي وحبيبي محمد نعمة الرابضة فوق شرفة أسئلتي المجادلة الشاسعة، إليك أيها العاشق الجنوبي القابض على أزمنة الأنبياء.
يقول مالارميه “أوصيكم بالدقة”، وهو بهذا يغوص في فلسفته التي كانت توصي المعنيين بالشأن الأدبي، لو سألنا تاريخ الأدب على مدى مائة عام تقريبا، فإن ما يصدمنا أولا ً، هو التعقيد واللبس المميزين لتجربة بعينها. هل هذا يعني الشاعر الزين أشتغل على نفسه كل هذه الفترة قبل إصدار ديوانه المعنون “مجاز معتق” وهو يلعب بالمعنى الحرفي للكلمة في مجموعة قصائده التي تجاوزت أكثر من 213 قصيدة بعيدا عن الابتذال والنمطية .
يأخذك الشاعر الزين في معظم قصائده إلى مدن وخرائط الجسد عبر رحلة ممتعة وهو يصف الكثير كما يسود الاعتقاد للوهلة الأولى، والكشف من خلال قصيدته عن المعنى في غاية الحرفية، وذلك لتطلعاته كمثقف وشاعر يؤمن بالجديد في الشعر والحياة، وهو يؤمن بما يحيطه من هموم ومشاكل تواجه شاعرنا الذي غامر باللغة حتى يوصل فلسفته التي شكلها ضمن أروقته الإغترابية والتي هي بحث مستمر في أفق وحركة الشعر الحديث والقديم، وكأنه من المعنيين بفضاء علم النفس، يأخذك بالصور الشعرية المرتبطة بروحه وعقله بهذا الإغتراب النفسي الذي شكل له عدة صدمات، فأعادنا إلى الماضي بصور مختلفة وهو يقول حقيقة ما يؤمن به. والكتابة بمفهومه الحديث والمعاصر لأنه ابن هذا العصر وعليه مواكبته هي نزعة رمزية انبثقت معه بشكل مختلف وجديد، وهو يحاول أن يُخرج التصور العادي إلى نطاق أرحب من التصورات غير العادية في هذه القصائد.
ومن هنا نجده واضحا وصريحا عبر لغته التي تحمل من معان ودلالات كثيرة وكبيرة من شيم الشاعر المدرك لما يكتبه للشعور الإنساني، وهو بذلك يطلق صيحته للقارئ العربي في كل مكان، وأراد أن يقول كلمته من خلال هذا الديوان الأول “الكتابة الشعرية قائمة على الحرية” حتى وصفه الشاعر اللبناني عدنان بيضون، يا لروعة النصوص والقصائد، وهو يعني بذلك الإبداع الممتزج بالروح المرصعة بالوعي والألم لوجود ذاته والأشياء المحيطة به، والتي أسميها “الإجتراحات الشعرية التي تخص عالمه الخاص” حتى أجده ومن خلال هذا الديوان “مجاز معتق” لديه الكثير من الأسئلة حول الشعر، قائلا هل الشعر ترف أم ضرورة؟ فظل الشاعر يشتغل باللغة باعتبارها هي أفقه ومعناه .
إن قصائده تتكئ على الصورة الشعرية وكذلك بنائها الموسيقي الذي يدخلك في أجواء كثيرة وانفعالات متنوعة ساهمت في بناء الصورة الشعرية التي وثقت لحظات هاربة من عباءة هذا الواقع لتحاكي مضمونها بعمق وسلاسة، ولا ننسى فحوى هذه القصائد التي غاص بها في عالم الخيال، ليرسم بعبقريته هذا الفضاء الشعري، وكما يقال اللغة ولادة يتبناها أي شاعر ممارس له خبرة ودراية في عالم القصيدة، ويبني أدواته المعرفية عليها .
بقى أن نذكر أن الشاعر ولد في مدينة صور اللبنانية سنة 1959، وترعرع في صيدا، وهو حاصل على شهادة الليسانس في الرياضيات الإحصائية، وشهادة الماجستير في إدارة الأعمال، ويعيش في الولايات المتحدة الأميركية .