خبراء دوليون يتوقعون ألا يشكل لقاح كورونا “درعا” ضد الإصابة بالفيروس
النشرة الدولية –
توقع خبراء دوليون في مجال الصحة العامة ألا يشكل لقاح كورونا “درعا” ضد الإصابة بالفيروس، وأن تدابير التباعد الاجتماعي ستظل مطلوبة “لبعض الوقت”، بحسب تقرير نشره موقع صوت أميركا.
واعتمد الخبراء على بيانات توفرها لقاحات الانفلونزا الموسمية، التي تراوحت نسبة نجاعتها بين 10 و60 بالمئة في السنوات الأخيرة.
ويقول الخبراء إن وصول أول لقاح من نوع COVID-19 لن يعني أن الناس يمكنهم التخلص من أقنعتهم.
وقال كبير علماء إدارة الغذاء والدواء الأميركية السابق، جيسي غودمان، أستاذ الأمراض المعدية في جامعة جورج تاون، إن اللقاح الفعال جزئيا قد يساعد الفئات المعرضة للخطر مثل العاملين الصحيين في الخطوط الأمامية أو أولئك الذين يعانون من مشاكل صحية كامنة، لكنه قد لا يكون مناسبا لعامة السكان.
وأضاف “بالتأكيد هذا ليس اللقاح الذي سيتحصن به 300 مليون شخص بشكل مثالي” في الولايات المتحدة.
ويعتقد العلماء إنه حتى لو تم تلقيح الجميع، فإن ذلك لا يكفي على الأرجح لزيادة مناعة السكان إلى درجة منع الفيروس من الانتشار”.
لكن بالمقارنة مع الانفلونزا أيضا، وجد العلماء إن الأشخاص الملقحين يظهرون أعراضا أقل حدة حين إصابتهم، وهو ما قد يكون إيجابيا في حالة فيروس كورونا لتقليل نسب دخول المستشفيات والوفيات، لكنه أيضا “قد يساهم بنشر العدوى، كما يقول أستاذ الأمراض المعدية غودمان.
ويقول غودمان “هناك خطر من أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم قد ينشرون العدوى من دون وعي”.
ويطلق بعض الخبراء على هذا “السيناريو الأسوأ”، وهو لقاح يعمل بشكل جيد بما فيه الكفاية لمنع المرضى من الإصابة بالمرض، ولكن ليس بشكل جيد بما فيه الكفاية لمنعهم من نشر الفيروس.
ويحدث هذا حين ينتج اللقاح استجابة مناعية لا تمنع العدوى الفيروس تماما، ولكن إلى درجة بحيث لا تظهر الأعراض في الوقت الذي يستمر به المصاب بنشر العدوى.
كما أن اللقاح المنتظر قد لا يحمي الجميع على قدم المساواة.
وقال مدير مركز أبحاث اللقاحات في جامعة بيتسبرغ، بول دوبريكس، إنه قد تكون هناك “اختلافات كبيرة وكبيرة” في كيفية استجابة الأطفال والمراهقين والبالغين وكبار السن للقاح. كما أنه قد يستجيب الأشخاص الذين يعانون من بعض الحالات الصحية الأساسية بشكل “أفضل أو أسوأ” من غيرهم، كما قد تكون هناك اختلافات بين مختلف المجموعات الإثنية.
ويهدف اللقاح إلى زيادة عدد الناس المحصنين ضد الفيروس بحيث يكون لدى الفيروس “صعوبة في العثور على أشخاص جدد لينتشر من خلالهم”، ومع ذلك تظهر استطلاعات الرأي انخفاض أعداد الناس الذين يقولون إنهم حريصون على الحصول على لقاح بمجرد توافره.
وفي إحدى الدراسات الاستقصائية، قال ما يقرب من نصف المشتركين إنهم لن يحصلوا على اللقاح.
ولا يعرف العلماء كم ستبقى دفاعات الجسم نشطة بعد عدوى مع هذا الفيروس، لكن بالمقارنة مع فيروسات كوفيد الأخرى، فإن الإصابة قد تمنح مناعة من أشهر إلى بضع سنوات.
ويقول دوبريكس “إذا لم يمنحك الفيروس استجابات مناعية طويلة الأمد، فمن المحتمل أن اللقاح لن يعطي استجابات مناعية طويلة الأمد”.