شتاءنا حار* د. مارسيل جوينات

النشرة الدولية –

اعتدنا ان يحمل لنا فصل الشتاء الامطار الغزيرة التي نستبشر فيه خيراً، والبرد القارص.

ولكن الظروف التي نواجها وتراكمات القضايا والتحديات على مختلف الأصعدة « المحلية والدولية والعالمية» سيكون شتاءنا حارا.

بسبب جائحة كورونا وما ترتب عليها من تداعيات وتابعيات صحية بالدرجة الأولى والزيادة في الوفيات والإصابات أصبحت بالآلاف لا بل بالملايين.

وقبل عدة شهور كنا نفاخر ونفتخر بالنظام الصحي والجاهزية، وان الأردن استطاع ان يسيطر على توغل الفيروس.

والآن حالنا لا يسر عدوا ولا صديقا.

فهذا التدهور والزيادة التي أصبحت بالآلاف نتيجة ماذا؟ عدم التخطيط والرقابة والعمل والنظر الى ما هو ابعد من لقاءات وتصريحات إعلامية، لو اتخذنا الخطوات المدروسة المبنية على أساس متين. لا ما أصبحنا نعاني ما نعانيه اليوم.

اغلبية المواطنين يتساءلون ما جاهزية النظام الصحي عندنا؟ وما هي الاستعدادات والتدابير التي تم اتخاذها للحالة المروعة المفزعة التي وصلنا اليها؟

والمؤشرات تدل على ان الأشهر القادمة أصعب وستزيد الحالات مع فصل الشتاء، «وعند عمك طحنا». لا شيء يطبق على ارض الواقع. كله حكي بحكي، فالمواطن لم يلمس أي شيء جديد. وبالعكس من القطاع الصحي الخاص مَن يتشرط ويتشرط على المصابين بالفيروس ويهدف الى الربح في الدرجة الأولى.

والوضع الاقتصادي وتحدياته حدث ولا حرج والدخول فيه متاهة المتاهات، وبحاجة الى عجائب لتحسين هذا الوضع. ارتفاع نسبة البطالة ومعدلات الفقر، وماذا عن الفساد؟ وأين الاستثمارات؟ واما المديونية تصدمنا يوما بعد يوم… .

وماذا عن التحديات السياسية التي تحيطنا على الصعيد المحلي والدولي والعالمي، وكيف سيتم معالجتها ومواجهتها لإبقاء الأردن محصن وفي مكانته المرموقة على الخريطة العالمية.

والتدريس عن بعد طال، وتأثراته على الطلبة وعلى الهيئات التدريسية عديده، واهمها تحدي وصول الرسالة التعليمية بطريقة مباشرة ويفهمها ويستوعبها الطالب المتلقي وتنعكس عليه بالإيجابية، فهذا مستقبل أجيال. واما الامتحانات عالم اخر لا نعرف مدى الالتزام الطلبة والمسؤولية التي يتحملوها خلال وقت انعقاد الامتحانات.

مع العلم التدريس عن بعد يأخذ مجهودا مضاعفا من الطلبة ومن المدرس ومن الاهل، ولكننا نعاني من جائحة علينا ان نضع الوضع الصحي أولوية الأولويات.

وماذا عن الاثار النفسية والاجتماعية التي نعاني منها نتيجة كل هذه القضايا والمسائل والتحديات الغير سارة والتي تهدد استقرارنا وتحوم من حولنا، وترهقنا. الى اين سوف نصل؟ ومتى سنجد الحلول؟ وكيف؟

هل سنصل الى بر الأمان عن القريب؟

ها نحن ندخل فصل شتاء حار يحمل بين امطاره وبرده العديد من التحديات والقضايا المتراكمة لأسباب كلنا نعلمها ان كان في العلن او في السر، ولا نعلم كيف ومتى سيحل علينا فصل الربيع.

ندعو الله ان يحل علينا ربيع 2021 ليس كربيع 2020، وانما أفضل ولو على الأقل كربيع 2019.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button