هل يدخل “التيار” في حرب مفتوحة؟
بقلم: ايناس كريمة
النشرة الدولية –
لبنان 24 –
مع بدء العدّ العكسي لانتهاء ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يبدو أن الفراغ الرئاسي بات محسوماً في ظلّ غياب التوافق على اسم مرشح. وبالتوازي مع أزمة الشغور الرئاسي التي بدأت تطلّ برأسها من نافذة بعبدا، يكاد يُحسم أيضاً امكان الوصول الى نتائج إيجابية في الملف الحكومي مع فشل كل الجهود المكثفة من قِبل بعض القوى السياسية الأساسية لإنجاز هذا الاستحقاق تحسّباً لفراغ سياسي كامل، وذلك بسبب الشروط التعجيزية التي يفرضها رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل والتي من شأنها أن تنسف الامل بولادة حكومة قبل نهاية العهد تتمكّن من تسلّم الصلاحيات الرئاسية وإدارة البلاد ريثما يتمّ الاتفاق على رئيس جديد.
عند كل مناسبة، يتحدّث وزراء “التيار” وقياديوه عن خطوات تصعيدية مرتقبة ستحدث في حال تعذّر تأليف الحكومة، ولعلّ احد سيناريوهات التصعيد تتمثّل بطلب باسيل من وزراء “التيار” الانسحاب من حكومة تصريف الاعمال والاعتكاف بقصد تعطيل البلد، الامر الذي سيضغط باتجاه شلّ الحكومة ومنعها من ممارسة مهامها في ظلّ الظروف القاسية التي تمرّ على لبنان.
لكن الفراغ المتوقع نتيجة للحرب المفتوحة التي يشنّها “التيار” من شأنه أن يرسم المشهد الداخلي بعدّة اتجاهات احدها الذهاب نحو فوضى كاملة، الامر الذي لا يرغب به احد سواء على المستوى المحلي او الدولي، إذ ثمة قرار قد اتُّخذ بالحفاظ على الاستقرار، ما بات معروفاً لدى جميع المعنيين في الساحة السياسية اللبنانية. لكنّ الامور قد تتفلّت بلحظة بين اللاعبين، خصوصاً ان الواقع الاجتماعي والمعيشي قد يؤدي الى انفجار شعبي هائل في ظلّ الفراغ الكبير، ما من شأنه ان يخرج اللعبة حتى من أيدي “الوطني الحر” الذي بات يردّد التلويح بلعبة الشارع إذا ما عجز عن تحقيق أهدافه.
لكن يبقى هذا الاحتمال أضعف من احتمال دخول البلد في فراغ طويل الأمد بالتزامن مع استقرار نسبي في الاوضاع المعيشية والامنية والسياسية. وهذا الاحتمال تغزّزه أيضاً مساعي رئيس مجلس النواب نبيه بري لعقد جلسات حوار لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. الا ان الفراغ الطويل وإن ترافق مع نوع من انواع الاستقرار قد يصل في النهاية الى تسوية يرغب “التيار الوطني الحر” بأن تطال أصل النظام السياسي اللبناني، ما يعني الذهاب نحو “دوحة” جديد او ما يفوقه ربما.
ترجّح مصادر سياسية متابعة أن تبقى المراوحة سيدة الموقف في إطار الفراغ الذي سيسيطر على لبنان، ما قد يدفع باتجاه شكل من اشكال التدخلات الخارجية الكبرى والراعية التي قد تستضيف القوى السياسية او الممثلين عنهم من اجل اخراج تسوية سياسية نهائية ما يبدو شبيهاً بالمبادرة التي سعت اليها سويسرا في الايام الماضية.