عودة الحريري: فرصة… أو قرصة…* فلك مصطفى الرافعي

النشرة الدولية –

في عودة الرئيس سعد الحريري مكلّفاً لتشكيل الحكومة في مشهدٍ جديدٍ غير معهود في التراجيديا الحكومية التي اعتادت تقاليد في فنون التكليف” من مروحية هنا ومروحية هناك، تطرح الأسماء في إتجاهين “الأول للحرق والأفول، والأخر للخرق والوصول”. والجديد اللافت أن الشيخ سعد هو من رشح نفسه كلاعب وحيد وطبيعي، والغريب أن أحداً من المعارضين لم يقدّم أي اسم بديل بل الإكتفاء بعدم التسمية بمعنى أن الرجل قد فاز مسبقا بإجتياز نصف المسافة ولتعطيه الأصوات المؤيدة النصف الثاني من جغرافية محسوبة بدقة. بين بعبدا والسرايا  مشى واثق الخطوة كالمقاتل العربي الشهير “القعقاع بن عمرو التميمي” الذي كان يحارب بمفرده  وسط صمت كل الأسماء العاملة على رسم طريق إفتراضي للقصر فغابت الفرسان وجياد ” أبو زيد الهلالي” و “عنتر خالي”.

وكان الحريري قد أصاب حجرین بعودته المنتظرة، الأول حين سارع إلى إمتصاص انتفاضة 17 تشرين الأول 2019 بإستقالة كان يجب أن يعقبها آليات مستنبطة من تفسيرات الأحلام “للشيخ ابن سيرين” للوصول إلى عنوان قبضة الثورة “كلن يعني کلن”. وبكل أسف علينا الاعتراف كفعل إيمان بالتقصير أن الجدار المهيأ للقفز من فوقه هو جدار السرايا، أما دونه من الجدران فهي من وحي قصيدة “أبو فراس الحمداني” عصية الدمع وعصية المرور الأخضر لأن الإشارة الحمراء متوقفة في مناطق وشوارع عند لون ممنوع المرور أو الإستمرار بالسير.

ولعلها ليست كلها الظروف المؤاتية لتعبيد سكة الغرام أمام الحريري بل الأرجح أن توافقاً عالمياً وإقليمياً ولبنانياً ساهم كثالثة الأثافي وهي في منهج موارد العرب الحطبة الثالثة في الوسط التي تشدّ من مناعة القدر أن ينقلب .

فرصة للرئيس الحريري أولا أن يعزز من وجوده السياسي بما يمثل ومن يمثل وإستعادة مفترضة لجمهور كبير من ” الحريريين الحردانين”، ولعودة صعبة المسالك لرجوع المغنين في سرب الشيخ سعد لا في أسراب هجينة.

فرصة لشرعية الورقة الفرنسية السياسية .

“فرصة” تمكّن الحريري من إثبات أنه الوريث الوحيد للحريرية بعدما ضاقت “حصر الإرث” بأسماء منسوبة وغير منسوبة.

” فرصة” أن يعود الحريري للمجلس النيابي بعد إنتخابات جديدة بكتلة كبيرة غير مقتطعة كما حصل في 2018 وأن يعيد الثقة لبلد إنهارت فيه كل القيم المالية والسياسية.

” فرصة” أن يستعيد دور والده المظلوم في المكانة الدولية والعربية المبنيّة شعبيا على “علّم ، عمّر ” .

وربما تكون ” قرصة ” لكل من جاهد أن يبلّ قلمه في محبرة نعي مكانة الرجل، وأن يعود سيد القرار وشريكاً فعلياً وأن يتخطى الحواجز بجرأة ومهارة الخيول العربية الأصيلة ويقفز فوق المواقف التي كلفته الكثير من ماله وشعبيته.

و”قرصة” لحلفاء الأمس وحلفاء اليوم وخصوم الأمس وخصوم اليوم أن الرئيس سعد الحريري قد تعلّم من دروس كثيرة في العامين الماضي والحالي وما بين ” الواقع والمرتجی” نرتجي أن يكون الرئيس العائد ” فرصة للبلد “… وليس ” قرصة جديدة للبلد”.

نقلاً عن موقع “مجلة الشراع”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى