الخليج يفضل ترامب رئيساً* حمزة عليان
النشرة الدولية –
خروج ترامب أو مجيء بايدن سيترتب عليه حسابات جديدة من شأنها معرفة الاتجاهات التي ستمضي بها الإدارة الأميركية، إما باستمرار المواجهة أو بالجلوس على طاولة المفاوضات لكسب الوقت!
في ظل غياب استطلاعات الرأي على المستوى الخليجي لمعرفة من هو الأفضل بالفوز في انتخابات الرئاسة الأميركية، يبقى هامش التخمينات مفتوحاً لقياس المزاج العام، سواء عند النخبة أو غالبية الناس في هذه البقعة الاستراتيجية، والذين يفضلون فوز دونالد ترامب.
وبالرغم من تقلباته العجيبة والغريبة فإنه أعلن جهارة عداءه لإيران وراح يستجمع الحلفاء، ويلجأ إلى العقوبات من أجل ردع طهران وانكفائها للداخل، ومنع تدخلها بالدول الخليجية والعربية، وقد نجح في ذلك، ولهذا السبب كان هو الأفضل خليجياً على الأقل من هذه الزاوية.
صحيح أن بايدن لن يهادن طهران أو يستسلم لها هكذا، لكن تاريخه في المنطقة والملفات التي كلف بها، خصوصا الملف العراقي في عهد أوباما ليس مصدر تفاؤل، بل مصدر خوف مما يحمله من مفاجآت!
الخليج ما زال يراهن على مجيء ترامب، وإن كانت الاستطلاعات على المستوى الأميركي حتى كتابة هذا المقال تشير إلى رجحان كفة بايدن، وفي يقين هذا الخليج أن الاستفراد الإيراني ببعض مفاصل دول كاليمن والعراق على سبيل المثال، لن يلجمه غير إدارة ترامب والتي أعلنت التزامها بذلك وتعهدت به أمام حلفائها.
والمظلة الأميركية التي تحتمي بها إسرائيل ستكون هي الأكفأ في عهد الجمهوريين بعد سلسلة “الانتصارات” التي حققتها في مجال إنشاء حلف إسرائيلي مع الدول المطبعة!
التعاطف الخليجي، وإن تباينت مواقف وسياسات دوله بعض الشيء تجاه إيران، مع ترامب وما اتخذه من قرار صعب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني في عام 2018 وتغليظ العقوبات على طهران، كان له الأثر الفعال بالنظر إليه على أنه رجل مواقف لا يتراجع كما فعل سلفه باراك أوباما وعقد صفقة سياسية مع إيران!
وفي رصيد ترامب أيضاً ما أقدم عليه في موافقته للمخابرات الأميركية باغتيال قاسم سليماني في أجرأ وأخطر عملية عسكرية، كون هذا الرجل يمثل خطراً استراتيجياً على مصالحها وأمنها.
ولا يُخفي أصحاب الشأن في الدوائر الخليجية السقطات والمواقف الدراماتيكية والمفاجئة التي اتخذها ترامب أثناء ولايته والمتعلقة بمنطقة الخليج، لكن في الجانب الأمني الكبير يرون في سياسته ضمانة واستقرارا حتى لو كانت الكلفة المالية مرتفعة!
الصوت الخليجي يسمع صداه جيداً في واشنطن، تماماً كما أصبح على بعد أمتار من تل أبيب، وفي هذا ما يعرف بتوافق المصالح، وهو ما يترتب عليه السعي إلى تثبيت هذا التحالف.
وفي المقابل طهران تجيد لعبة الانتظار عندما تلجأ لتبريد الملفات الساخنة، على أمل تغيير رؤوس الهرم في القيادة الأميركية، فلربما كان لدى القادم إلى البيت الأبيض الاستعداد للتفاوض والجلوس على الطاولة للمساومة على “القضايا الإقليمية” الكبرى، ومدى التنازل الذي سيقدمه كل طرف!
خروج ترامب أو مجيء بايدن سيترتب عليه حسابات جديدة من شأنها معرفة الاتجاهات التي ستمضي بها الإدارة الأميركية، إما باستمرار المواجهة أو بالجلوس على طاولة المفاوضات لكسب الوقت!